كاتب ومقال

رؤى التحول الاقتصادي والطاقة| نصر أكتوبر: صفحة مشرقة في تاريخ مصر ودعمها الثابت للقضية الفلسطينية

تحتفل مصر هذا الأسبوع بالذكرى الـ51 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك اللحظة الفاصلة التي رسمت مسارًا جديدًا للتاريخ في المنطقة. لم يكن انتصار أكتوبر مجرد إنجاز عسكري تقني، بل كان تجسيدًا لإرادة شعب مصر وقيادتها السياسية في تحقيق العزة والكرامة.. ومع هذا الانتصار برزت مصر كدولة قائدة في الشرق الأوسط، لا تسعى فقط لاستعادة حقوقها، بل لتكون نصيرًا للقضايا العربية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية

منذ انتصار أكتوبر، لم تكتفِ مصر بالدفاع عن حقوقها الوطنية فحسب، بل كانت دائمًا الحصن الداعم للشعب الفلسطيني في مساعيه لتحقيق دولته المستقلة. وعلى الرغم من معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979، فإن القاهرة ظلت ملتزمة بدعم الحقوق الفلسطينية على كافة المستويات الدبلوماسية والسياسية. ففي كل منعطف تاريخي، كانت مصر تُظهر التزامها الثابت بالقضية الفلسطينية، سواء من خلال الجهود المستمرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية أو عبر التحركات الدبلوماسية في المنظمات الدولية لضمان استمرار قضية فلسطين حية على الساحة العالمية.

نصر أكتوبر وتجديد الالتزام بالقضية الفلسطينية

بعد مرور 51 عامًا على نصر أكتوبر، لا تزال مصر تحمل نفس العزيمة والإرادة التي دفعتها إلى تحرير أرضها. هذا الالتزام لم يتراجع بل تطور ليشمل أبعادًا أكثر شمولية ترتكز على دعم الحقوق الفلسطينية. إن موقف مصر في الحروب الإسرائيلية المتتالية على قطاع غزة، وقيادتها للجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد، يعكس مبدأ مصر الراسخ: لا سلام دائم في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية.

مصر دائمًا ما قدمت نفسها كوسيط عادل في الأزمات الفلسطينية، تدعو إلى الوحدة الفلسطينية وتعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. وفي أصعب الأوقات، كما شهدنا مؤخرًا، لم تتخلَ مصر عن مسؤوليتها في حماية الشعب الفلسطيني ودعمه في وجه الأزمات الإنسانية.

دور مصر في قيادة المنطقة نحو السلام

نصر أكتوبر يذكرنا بأن مصر كانت وما زالت قوة إقليمية رئيسية تقود المنطقة نحو الاستقرار. وبينما كان هذا الانتصار بداية طريق طويل للسلام، فإن مصر لم تكتفِ بالاعتراف بحاجتها للسلام لنفسها فحسب، بل دعت إلى سلام عادل ومستدام يضمن حقوق الفلسطينيين.

في ظل التحديات المتزايدة والصراعات الدامية التي تشهدها المنطقة، تبقى مصر مصممة على أن القضية الفلسطينية هي جوهر أي تسوية شاملة للصراع في الشرق الأوسط. هذه الرؤية ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي جزء من إرث تاريخي وعقيدة وطنية تؤمن أنه لا أمن حقيقي في المنطقة دون تحقيق العدل والسلام.

نصر أكتوبر وقوة الموقف المصري في المنطقة

انتصار أكتوبر لم يكن مجرد نهاية لحرب، بل بداية لمرحلة جديدة جعلت من مصر دولة مؤثرة في المنطقة. الدور المصري في الحفاظ على التوازنات الإقليمية، وإعادة بناء علاقاتها العربية والدولية، كان دائمًا مرتبطًا بالقضية الفلسطينية. ورغم التحولات السياسية التي شهدها العالم، بقيت القاهرة صامدة في موقفها، تساند الحق الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية.

وفي ذكرى نصر أكتوبر، نجدد الفخر بهذا الإنجاز العظيم ونؤكد أن مصر ستظل كما كانت دائمًا داعمًا أساسيًا للقضية الفلسطينية، حاملة لواء السلام والعدالة في المنطقة.

وفي النهاية، نصر أكتوبر ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو درس مستمر في الإرادة والإصرار. مصر التي صنعت هذا الانتصار العظيم تواصل دورها القيادي في المنطقة ملتزمة بالدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية. ومع استمرار التحديات، يبقى موقف مصر ثابتًا: دعم الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل دولته المستقلة هو جزء لا يتجزأ من رؤيتها لأمن واستقرار المنطقة.

بقلم:
شحاتة زكريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى