المثل بيقول مش كل من لبس العمة يزينها ولا كل من ركب الحصان خيال، مثل صادق وحقيقي جدا، وللأسف بنشوف ونقابل نوعيات من البشر موجودة على مر الأجيال بيبرروا تغير أحوال ومواقف وأخلاق الناس ودا هيقولك مش بسبب جهلهم وانتشار الكره والوقيعة بينهم طبعا ويقوموا معلقينه على شماعة (غدر الزمان)..
وهنا بقى هوب تقوم تظهر العبارات إياها.. ماهو أصل دا آخر الزمن، والله يرحم أيام زمان، وبكل بساطة نرمي غلطنا على الزمن ومحدش عايز يعترف أن الغلط فينا وبيجي مننا احنا، ودا بيحصل لما طبيعة ونفوس الناس اتبدلوا..
عايز اسألكم سؤال هو ليه محدش سأل نفسه أن في وسط التقدم الرهيب اللي بقينا فيه وبيحصل حوالينا بنلاقي اضمحلال علمي وأخلاقي، عارفين المصيبة الحقيقية فين؟ فينا احنا لأننا بطريقة أو بأخرى أننا السبب وأن إحنا اللي عملناه ف مش نيجي دلوقتي نشتكي..
ودا عملناه لما تغاضينا عن الغلط وقبلنا بيه، عملناه لما دخلنا في قاموس حياتنا كلمة المجاملة من غير حق، وتكون النتيجة أننا نشوف ناس بتدعي المعرفة أو زي مابيتقال عليهم بالبلدي كدا ابو أو ام العريف، ودا هتلاقيه كتير في كل المجالات..
فتخيل الكارثة اللي بتحصل وقتها كل دا بسبب مجاملات، يعني مثلا طبيب أو جراح، مهندس أو محامي، محاسب أو سياسي، فنان أو كاتب، الكارثة ممكن توصل أنها تقضي على حياة ومستقبل وفكر لما يكون الشخص اللي بيتجامل مش على المستوى المطلوب..
لأن الشخص دا بيبقى غالبا فاضي من جواه بس عامل زي البالونة منفوخ من لا شيء ودايما بيتظاهر بالمعرفة، وعشان كدا عمره ما هيريح اللي هيتواجد معاه في نفس الساحة بتاعته دا اصلا لو سمح بتواجد حد معاه لأنه عايز يبقى هو المنفرد..
الحكاية مش مسألة نرجسية وبس لكن للأسف الشديد دي غالبا بتكون خوف من أن يبان جهله واضمحلاله وكمان زيفه، وبرغم دا كله هتلاقيه مغرور وفخور بنفسه وبيتكلم طول الوقت عن شطارته ونجاحه، هتلاقيه دايما متعالي ويحب السيطرة الكلامية والسخرية والاستهزاء بأي حد يقرب من دايرته، عنيد مش بيقبل النقد رافضه و متمسك برأيه..
ودايما تلاقيه معترض ويحب يظهر أنه القائد والمعلم وشعاره أنا اعترض إذن أنا موجود، المصيبة بقى أنه بينسى حقيقته وبيفتكر وبيعيش في حياته المصطنعة، ودايما حاسس ومحسس اللي حواليه أن فيه مؤامرات عليه عشان كدا هتلاقيه شكاك و مبدأه في الدنيا مدام أنت مش معايا تبقى ضدي..
عرفتوا بقى ليه ظهر الفساد في حياتنا، واللي بسببه بتتزرع الأحقاد والضغائن في القلوب، لأن بسبب المجاملة ضاعت حقوق ناس واتظلموا ومابقاش فيه أنصاف، وطبعا غير أن مساعدة الظالم على ظلمه واخده حق مش بتاعه هتكون نتيجته طبعا حدوث خلل بالمجتمع و تدميره.
وفي الاخر عايز أقولكم حلقة خلوها في ودانكم اياكم اياكم من المجاملة من غير حق لأن هي دي بقى شهادة الزور اللي من وراها هنشوف أهوال ومصايب وبعدها نرجع نشتكي، ولكن الحقيقة هي أننا بنعيب زماننا والعيب فينا.
مش كده ولا اييييييييييه؟
بقلم
عمرو مرزوق
