محمود درويش.. شاعر الجرح الفلسطيني بين اللجوء والثورة

شاعر تراقصت أشعاره بين الحب والمقاومة، محمود درويش رمزًا للأدب العربي والشعر الوطني، حظيت قصائده الاجتماعية والسياسية شهرة واسعة، فكان يمتلك روح حرة مبدعة وأشعار لا تعرف حواجز أو قيود مثل جسده الذي ظل تحت الإقامة الجبرية لمدة طويلة.

“آه يا جرحي المكابر وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر إنني العاشق.. والأرض حبيبة”.

من اللجوء إلى الاعتقال

عاش درويش بدايات حياته مع أسرته يتنقل من قرية إلى أخرى كلاجئ، ليستقر في حيفا 10 سنوات، انضم إلى صفوف الحزب الشيوعي المعادي لإسرائيل، وعمل في الصحافة كمترجم في صحيفة الاتحاد، وخلال هذه الفترة تعرض لعمليات اعتقال متتالية بسبب نشاطاته المعادية للاحتلال، بجانب تصريحاته السياسية حتى فرض عليه الإقامة الجبرية عام 1970، وفي تلك الفترة كتب أشهر قصائده عاشق في فلسطين وآخر الليل.

“رأيتك أمس في الميناء مسافرة بلا أهل بلا زاد ركضت إليك الأيتام اسأل حكمة الأجداد لماذا تسحب البيارة الخضراء إلى سجن إلى منفى إلى ميناء”.

محاولاته للسفر

كل محاولات درويش للسفر باءت بالفشل ورفضت فرنسا دخوله لأراضيها، لكنه استطاع بعد ذلك السفر إلى روسيا لمدة سنة واحدة لينتقل بعدها إلى القاهرة، وعمل في نادي كتاب الأهرام، واتجه بعد ذلك إلى لبنان وكانت فترة ذهبية في حياة درويش فاستطاع العمل في مجال الأدب والسياسة وكان ذلك بين عامي 1973 و1983.

عمل أيضًا في منظمة التحرير الفلسطينية وأسس مجلة “الكرمل” و أصدر منها 89 عدد والعدد الـ90 صدر بعد وفاته ليحكي مسيرة محمود درويش الأدبية والسياسية والعافية.

“هناك من يرى الحب حياة وهناك من يراه كذبة كلاهما صادق، فالأول التقى بروحه، أما الثاني فقدها”.

درويش العاشق سيء الحظ

وقع درويش في حب فتاة يهودية تدعى “ريتا” لكن العلاقة لم تدوم طويلًا، حيث ريتا كانت تعمل راقصة في الملاهي الليلية حتى تم تجنيدها من قبل القوات الإسرائيلية، والتحقت بخدمة الجيش الإسرائيلي.

تكلم درويش عنها في كتير من قصائده مثل “ريتا والبندقية” وأفصح عن هذه العلاقة في مقابلة تلفزيونية مع الصحفية الفرنسية “لور اديلر” وأكد على حقيقة هذه العلاقة، لكنه لم يذكر اسمها الحقيقي.

تزوج درويش من السيدة رانا قباني استمر الزواج لمدة 4 أعوام فقط، وبعدها تزوج من سيدة مصرية لكنه أيضًا لم يدم طويلًا، ليرجع درويش إلى وحدته الذي اعتادها كثيرًا، ليخرج من هذه الوحدة بأجمل قصائد.

أهم أشعاره

مر شعر درويش بعدة مراحل جمع فيها حبه لوطنه والقضية الفلسطينية وتركه لدياره، ليترك لنا مجموعة متنوعة من الأشعار، كما أنه ساهم في تطوير الشعر العربي الحديث وادخل فيه الرمزية أكثر.

أشهر قصائده

• على هذه الأرض ما يستحق الحياة
• لا تحزن إذا ما أنساك الناس
• في الرجاء حرية
• في كل مكان أنت
• تراتيل الغياب

غياب درويش

توفي درويش في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 9 أغسطس عام 2008 بعد إجرائه لعملية قلب مفتوح، ليدخل بعدها في غيبوبة أودت بحياته، وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية الحداد حزنا على درويش واصفا أياه بقوله “عاشق فلسطين” والقائد الوطني اللامع.

دفن درويش في قصر رام الله الثقافي وتم الإعلان بعد ذلك أن القصر تمت تسميته قصر “محمود درويش للثقافة”.

اقرأ أيضا: عشق فتاة إسرائيلية ولقب بشاعر المقاومة.. ما لاتعرفه عن الفلسطيني محمود درويش