في السنوات الأخيرة ازداد عدد السكان بشكل مهول حول العالم، الأمر الذي خلف مشكلات اقتصادية واجتماعية لا تحصى، لعل أهمها هي قلة توفير الغذاء بشكل كافي في العالم، لذلك تعاني بعض الدول النامية من مشكلة الجوع والفقر، الأمر الذي جعل تلك القضية من أهم أهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة.
لجأ البعض إلى «الزراعة المنزلية» من أجل توفير الغذاء لأسرته في ظل قلة إنتاج المحاصيل الزراعية بسبب الزيادة السكانية، لكنك للوهلة الأولى قد تعتقد أن الأمر كارثي، ولكن ماذا إذا أخبرتك أن الزراعة المنزلية هي سبيلك نحو غذاء آمن وحماية عائلتك من خطر ندرة توافر المحاصيل الزراعية والجوع؟
اقرأ أيضًا: من الاحتباس الحراري إلى التطرف المناخي.. هل أصبح الإنسان عدوًا للبيئة؟
الزراعة المنزلية تواجه خطر الزيادة السكانية
منذ سنوات طويلة أكدت الأبحاث أن الإنسان هو من يضر البيئة بكافة أشكالها إذا قصد ذلك أو دون قصد، وبعض تلك الأضرار قد تشكل كوارث بيئية ممتدة لأجل غير مسمى تفقد الحياة طبيعتها، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الإنسان إلى أهم موارد العيش.
فبسبب زيادة عدد السكان يزداد ضرر الإنسان للبيئة، وبالتالي يلجأ بعض المزارعين إلى الاستعانة بالمواد الكيمياوية والمبيدات للزراعة، الأمر الذي بدوره أثر بشكل سيء التربة وصولًا إلى افتقار إنتاج المحاصيل الزراعية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبسبب استخدام تلك المواد لم يصبح الغذاء آمن بالشكل المطلوب الذي يحافط على صحة الإنسان، ومن هنا قد تزداد فرصة الإصابة بأمراض مختلفة وأيضًا زيادة نسبة التسمم، لذا فالأمر متصل بشكل أو بآخر، فهل تود تعرض حياتك للخطر؟
اقرأ أيضًا: يجب حل مشكلة الاحتباس الحراري قبل 2025.. تحذير أممي من عواقب كارثية
الزراعة المنزلية نحو حياة آمنة
قد يحتوي منزلك على مساحات فارغة إذا كانت داخلية أو خارجية، فلما لا تستغل تلك المساحات في توفير غذاء آمن وصحي لك ويقلل من درجة حرارة البيت في أيام الصيف الحارقة، كما يضفي على بيتك بهجة الحياة ويزيل القلق الذي يشغل بالك بشأن عائلتك؟
فبعض الدول حول العالم اعتمدت على زراعة الأسطح من أجل تقليل درجة الحرارة داخل البيت والمبنى بأكمله وكذلك انخفاض انبعاث الكربون وبالتالي التقليل من عملية الاحتباس الحراري التي تضر الغلاف الجوي وتساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض، فالأمر بذلك يفيد البيئة ويحافظ كذلك على صحتك.
ولكن من ناحية أخرى هل جال في خاطرك يومًا أن الزراعة المنزلية بإمكانها أن توفر من دخلك بشكل كبير؟
في الآونة الأخيرة وفي ظل تدني اقتصاد العالم بسبب جائحة كورونا على وجه التحديد، أصبح عدد مهول من سكان العالم يصنف بمحدودي الدخل، وعلى النقيض فإن الأمر تسبب في زيادة أسعار السلع والمنتجات الغذائية وغير الغذائية.
لذا فإن ببساطة الزراعة المنزلية مثل زراعة الخضراوات والنباتات وغيرها فوق أسطح المنزل أو في الشرفة أو أية أماكن فارغة أخرى سيساهم بشكل كبير في توفير الدخل لمعيشة الأسرة.
فبذلك تكون قد تناولت غذاء آمنًا صحي، وحافظت على البيئة، وفي ظل التضخم السكاني، تكون قد أنتجت غذائك بنفسك وحققت الاكتفاء الذاتي من أجل حياة إيجابية.
تأثير الزراعة المنزلية على الإنسان
لقد تحدثنا بالفعل عن تأثير الزراعة المنزلية على البيئة وصحة الإنسان ومستقبله، ولكن ماذا عن حياتك الشخصية أنت وأفراد عائلتك، ما العلاقة التي تربط بينك وبين الزراعة المنزلية؟
أحيانًا بسبب ضغوط الحياة قد يشعر المرء أنه بحاجة إلى الهروب قليلًا وتصفية ذهنه بعض الوقت، لذا فإن الزراعة المنزلية هي سبيلك نحو الاسترخاء والابتعاد عن صخب الحياة حيث الإيجابية والتغيير.
فإن عملية الزرع النباتات ورعايتها تشغلك كثيرًا عما يحزنك ويثير قلقك وتوترك، كما أنها تحسن الحالة المزاجية وتساهم في الحد من الاكتئاب، فهي علاج روحي طبيعي يعيد الحياة إلى قلبك من جديد.
أما من الناحية العائلية فإن الزراعة المنزلية هي فرصة عظيمة لأطفالك لاكسابهم مهارة جديدة، كما تزرع حب الخضراوات الطازجة في قلوبهم، بسبب أنهم ساهموا في زراعتها وكانوا جزءًا من رحلة إنتاجها.
كما أن الزراعة المنزلية تساهم في توفير وقت الأم وجهودها، لأن ببساطة أغلب ما تحتاجه ستجده متواجد في بيتها بشكل صحي ونظيف، دون اللجوء إلى تلك المحاصيل التي تعرضت للمبيدات والأمراض.
بالإضافة إلى أن الزراعة المنزلية تضيف البهجة إلى قلبك، لأن الحديقة ستحتوي على أنواع مختلفة من الخضراوات والفاكهة، ذات ألوان وأحجام متنوعة كما أن الحديقة ستمتليء برائحة عطرة بسبب تلك المحاصيل الزراعية.
فالزراعة المنزلية عملية إيجابية فعالة ومفيدة على كافة الأصعدة بداية من صحتك، وصولًا إلى البيئة والحفاظ على الغلاف الجوي من الاحباس الحراري وغيره من الغازات الأخرى، وبالتالي توفير حياة آمنة صحية.
اقرأ أيضًا: في اليوم الدولي للسكان الأصليين.. كيف أنقذوا غابات الأمازون؟
