وكيل هيئة الرقابة الإدارية: ركن جديد خاص بالطفل لغرس مبادئ مكافحة الفساد في ذهنه

نادية البنا

لم يتخيل المواطن العادي يوما أن يلتقي بأي من أعضاء هيئة الرقابة الإدارية، الذي لا يعرف عنهم سوى أخبار ضبطهم لقضايا الفساد، لأنهم بطبيعة عملهم أبطال يعيشون في الظل، يؤدون عملهم بجسارة ولا ينتظرون جزاءً ولا شكورًا، وكل ما يبغونه المصلحة العليا للوطن والحفاظ على مصالح المواطنين.

يخوض أبطال الظل في تلك الهيئة العظيمة معركة كبرى ضد الفساد ولا يخفى على أحد دورهم في ذلك، ولكن منذ إطلاق الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، كذراع تثقيفي ومنبر للتنوير، كان ذلك إيذانا بأن الهيئة قررت خوض معركة أخرى في ميدان جديد، وهي معركة «الوعي والتثقيف»، فأطلقت الأكاديمية البرامج التعليمية والدورات التدريبية والتثقيفية والتوعوية والدراسات المختلفة التي تخدم كافة قطاعات الدولة والمواطنين، في جميع العلوم والمعارف والمهارات المتعلقة بمكافحة الفساد والوقاية منه، وفي المجالات الأخرى ذات الصلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

واستكمالا لدورها التثقيفي والتوعوي بدأت هيئة الرقابة الادارية ممثلة في الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، منذ العام الماضي المشاركة في معرض القاهرة الدولى للكتاب، في سابقة لم تحدث من قبل وكان لها صدى واسع لدى جمهور المعرض خاصة وهم يشاهدون رجال الظل الذين يكافحون الفساد دون أن يراهم أحد أو يعرفهم لأول مرة، يقفون بين جماهير المعرض ويتحدثون معهم ويديرون نقاشات مع المواطنين، وبأفكار خارج الصندوق شاركت هيئة الرقابة الإدارية في الدورة الـ54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب للمرة الثانية بعد نجاحهم الكبير الدورة الماضية، واستطاعت الهيئة من خلال جناحها بالمعرض جذب عدد أكبر من الجمهور من كل الفئات العمرية، استكمالًا لما حققته من مشاركتها الأولى، فكانت “ماعت” ووصاياها البداية التي انطلقت بها المشاركة الأولى، لنصل إلى مشاركة جديدة تواكب التحول الرقمي للدولة المصرية بجولة افتراضية متميزة يتجول من خلالها الزائرين بين أروقة الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وحتى الأطفال لم تغفلهم الهيئة واستضافت العشرات منهم لترسيخ ثقافة مكافحة الفساد لدى جميع فئات المواطنين بمختلف أعمارهم لتنمية الوعي المجتمعي في الأطفال والنشء لبناء جيل جديد يعي أهمية مكافحة الفساد، ولمعرفة تفاصيل المشاركة الثانية لهيئة الرقابة الإدارية كان لنا لقاء مع اللواء دكتور محمد سلامة وكيل هيئة الرقابة الإدارية ومدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.

نتائج المشاركة الأولى لهيئة الرقابة الإدارية والجديد في الثانية

أكد اللواء دكتور محمد سلامة، أنه بعد الزخم الذي حدث في الدورة السابقة قرر معالي الوزير عمرو عادل رئيس هيئة الرقابة الإدارية، استثماره في الدورة الحالية، واستطعنا أن نطبق ذلك بداية من تصميم الجناح أو من خلال المحتوى المعروض، ولأن جهود وأعمال ونشاطات هيئة الرقابة الإدارية متعاقبة، توفرت لدينا العديد من الأدوات التي أهلتنا للمشاركة بشكل مختلف فعلى سبيل المثال يوجد ركن خاص بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد والذي يعد جناح متكامل داخل جناح الرقابة بالمعرض، بالإضافة إلى إتاحة وعرض الموقع الخاص بالأكاديمية الذي تم إطلاقه وتحديثه هذا العام، ليتيح للدارس والمتدرب الذي يرغب في الانضمام إلى دارسي هيئة الرقابة الإدارية والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد ويختار الدورة او البرنامج الذي يناسبه وليست فقط الدورات النهارية التي تحسب تكلفتها من موازنة الأكاديمية، ولكن يمكن انضمامه للدورات المسائية ويسدد من خلال النظام الإلكتروني باستخدام الفيزا تأييدًا لفكرة التحول الرقمي، بالإضافة إلى توافر بحوث ودراسات خاصة بعمل أعضاء هيئة الرقابة الإدارية كانت معروضة في المشاركة الأولى ولكن تم إضافة رسائل دكتوراه وماجستير جديدة، بالإضافة إلى أبحاث ودراسات مركز مكافحة الفساد، كما تم إضافة خاصية “QR code”، لما رصدناه من مطالب سابقة من الجمهور لأن الرسائل تعرض للاطلاع فقط ولا يمكن اقتناءها، ولكن بعد توفير تلك الخاصية أصبح من السهل على الزائر أن يطلع على ملخص أي رسالة عبر هاتفه المحمول.

ركن الطفل

وأضاف أن أصغر فئة عمرية استهدفتها المشاركة الأولى 18 سنة لأن تلك الفئة تستطيع أن تستوعب استراتيجية مكافحة الفساد، واتفاقية الأمم المتحدة والإطار التشريعي والمؤسسي، إنما الطفل يحتاج إلى ترسيخ مبادئ أساسية وشعارات بسيطة في ذهنه لتعيد تشكيل وجدانه، لذلك تم استحداث ركن خاص للطفل داخل الجناح يتكون من شاشة عرض وعدد من المقاعد ولوحات بيضاء ومجموعة أقلام ملونة، ويتم التنسيق مع إدارة المعرض لتجميع الأطفال والرحلات المدرسية واستضافتهم في وجود متخصص تربوي لشرح بعض المبادئ مثل “لا للغش، المساواة، ولا للتنمر”، فإذا تم غرس تلك المبادئ وترسيخها في وجدان الطفل سيصبح شاب لديه القدرة على مكافحة الفساد.

شركاء النجاح والاستراتيجية الوطنية الثالثة لمكافحة الفساد

وأشار “سلامة” إلى الركن الخاص بالتعاون الدولي في الجناح، الذي يستعرض التعاون الوطني والإقليمي والدولي ويستعرض شركاء النجاح ، بالإضافة إلى مجموعة من مطبوعات مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، وله إصدارات مهمة جدًا لأنه مختص بتنفيذ الجزء الخاص باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد بشكل أممي، ونستخدم تلك الإصدارات كمرجع لنا في التطبيق على الحالة المصرية لمكافحة الفساد وفقًا للظروف التي نتعامل فيها مع الممارسات الفاسدة، بالإضافة إلى الركن الخاص بالاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في نسختها الثالثة 2023 إلى 2030، ويتم عرضها على المواطنين وتقرير المتابعة للاستراتيجية السابقة حتى 2019، بالإضافة إلى مطبوعات تتضمن الممارسات الناجحة والمفاهيم والمبادئ التي بُنيت عليها الاستراتيجية الوطنية الثالثة وكذلك الأهداف التي تتم وتقييمها فقد وصلنا لنسبة نجاح 86% في تحقيق أهداف الاستراتيجية الثانية.

جولة افتراضية بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد

وأوضح اللواء دكتور محمد سلامة، أنه تم استحداث ركن خاص بجولة افتراضية نصطحب خلالها الزوار في زيارة افتراضية للأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، لتعريف الشباب بالقاعات والخدمات التعليمية والتسهيلات لتكون تلك الجولة إحدى أشكال الجذب للمستهدف من الشباب للمشاركة في دورات الأكاديمية، بالإضافة إلى طرق الوصول إلى خدماتها عن طريق موقع هيئة الرقابة الإدارية بشكله الجديد، وكيفية تقديم شكاوى من خلاله.

دعم الاستثمار

وأكد وكيل هيئة الرقابة الإدارية على توفير ركن خاص بدعم الاستثمار، وحل مشاكل المستثمر الجاد ومساعدته في تحقيق المستهدف من مشروعه إذا كانت المشكلة لوجيستية أو متعلقة ببعض الأمور التي يمكن أن تذلل عن طريق الجهة الإدارية، وفي نهاية الجولة هناك استفتاء رأي يصوت عليه الجمهور حول رأيه في مشاركة الرقابة بالدورة الـ 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

ندوات الرقابة الإدارية بمعرض الكتاب

واختتم اللواء دكتور محمد سلامة وكيل هيئة الرقابة الإدارية ومدير الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، بأن مشاركة الرقابة الإدارية لم تقتصر على التواجد داخل الجناح الخاص بها في معرض الكتاب ولكن تم إطلاق ندوتين الأولى لعرض الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد بمشاركة بعض أعضاء اللجنة الوطنية التنسيقية للوقاية من الفساد ومكافحته، والندوة الثانية خاصة بـ”المتميزون يشاركون”، وهي فكرة خارج القالب العادي فكما تم استهداف الأطفال لترسيخ قيم ومبادئ تساعدهم في المستقبل على منع الفساد، كان علينا أن نلقي الضوء على المتميزون في المجتمع المصري، فالمتميز له سمات لو استطعنا ان ننشرها بين المواطنين سيصبح كل مواطن وبالتأكيد رافض للفساد ومعاون رئيسي لفكرة مكافحة الفساد.