خروجتنا

إحداها ليست لصاحبها الأصلي.. قصص غريبة لأشهر ٣ تماثيل في ميادين القاهرة

كعادة المصري القديم منذ عصر الفراعنة، يميل في كل عصر إلى تخليد ذكرى من تركوا بصمة في حياتهم، واليوم نصحبك في جولة للتعرف على القصة وراء ٣ من أشهر تماثيل بميادين القاهرة.

وبالرغم من أن القاهرة تشتهر بالعشرات من التماثيل إلا أن هؤلاء الثلاثة دائما ما لفتوا انتباه المصريين، سواء بهيئتهم الفريدة أو بأسمائهم الغريبة.

١. تمثال نهضة مصر:

 

يقع هذا التمثال في قلب ميدان يحمل اسمه، بالقرب من حديقة الحيوان بالجيزة وجامعة القاهرة، تحديدا في نهاية جسر يربط بين ضفتي النيل.

وتعتبر الميزة الفريدة في هذا التمثال هو هيئته الفريدة التي جاءت على شكل فلاحة مصرية تستنهض أبو الهول من سباته، والذي كان أمرا غريبا كل الغرابة عن طبيعة التماثيل في هذا الزمن.

والحقيقة أن هذا الشكل لم يكن الاختيار الأول لتمثال نهضة مصر، فتعود القصة لأكثر من ١٠٠ عام حينما قرر نحات مصر الأشهر محمود مختار عمل تمثال يربط نهضتنا المعاصرة وتراثنا المصري القديم عقب ثورة ١٩١٩.

وجاء الاختيار أولا على هيئة رجل متوثب يرتدي ما يشبه العقال، ويتأهب ليستل سيفه من غمده، لكن محمود مختار تراجع عن الفكرة وحطم التمثال.

ووفقا لما ذكره الناقد بدر الدين أبوغازي فإن التمثال الأول لم يتبق منه سوى صورة فوتوغرافية نشرها الناقد جبرائيل بقطر لأول مرة في الأربعينيات بعد رحيل مختار.

وبعد تحطيم التمثال الأول قرر مختار نحت فلاحة مصرية تستنهض أبو الهول، وعندما أكمله وكان بشكل مصغر عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوي في باريس، وحينها نال إعجاب المحكمين وحصل صاحبه على شهادة تقدير.

وفي وقتها كان سعد زغلول ورفاقه في زيارة لفرنسا فاعجبوا به وطلبوا إقامته بالقاهرة وبالفعل كان تمثال نهضة مصر يعبر عن تكتاف شعبي كبير،  فقد أسهم الشعب المصري في اكتتاب عام من أجل إقامته وبعدها أكملت الحكومة النفقات.

وفي عام ١٩٢٨ تم إقامة حفلة كبيرة من أجل نزع الستار عن التمثال في ميدان رمسيس الذي كان مقره الأول قبل نقله للجيزة عام ١٩٥٥.

 

٢. تمثال سيمون بوليفار

يعد ميدان سيمون بوليفار من أشهر ميادين القاهرة فهو على بعد بضعة أمتار من ميدان التحرير، تحديدا خلف الفندق الشهير “سميراميس” بمنطقة جاردن سيتي.

وجاءت شهرة الميدان بسبب اسمه الغريب، لكن إذا نظرت ستجد أن سبب تسميه الميدان بهذا الاسم هو التمثال القابع في منتصفه.

فتجد تمثال  للفارس سيمون بوليفار بكامل زيه العسكرى ويتكئ على سيفه فى كبرياء وشموخ، لكن لماذا تم وضع التمثال بالقاهرة؟

إذا عدنا للوراء سنعرف سيمون بوليفار من أبرز الشخصيات التي لعبت دورًا كبيرا في تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية، التي وقعت تحت طائلة الحكم الإسباني.

فساهم في تحرير كولومبيا وفنزويلا والإكوادور وبيرو وبوليفيا وبنما، حتى وصف بأنه محرر أمريكا الجنوبية.

وخلال حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديدا فى فترة الستينيات كان هناك تقاربت واضحا في الأفكار الثورية بين مصر ودول أمريكا الجنوبية.

ومن هنا وتكريما وتخليدا لهذا البطل تم وضع تمثاله في أحد ميداين القاهرة إيمانًا وتكريمًا  لأفكاره التحريرية.

وتم افتتاح التمثال  في 11 فبراير 1979، وقد حضرت الافتتاح زوجة رئيس فنزويلا دونا بلانكا رودريكز ده پريز.

 

٣. لاظوغلى باشا

من منا لايعرف هذا الميدان الشهير في منطقة مباني الوزارات المصرية بالقاهرة، فتجد تمثال كبير يطلق عليه لاظوغلي باشا، فتظن وللوهلة الأولى أنه بالفعل تمثال لاظوغلي باشا.

لكن المفاجأة أن هذا التمثال لم ينحت لصاحبه الأصلي!، أو حتى من صورة له، بل اعتمد النحات على “سقا” مصري بسيط والبسه ملابس باشوات ليتم نحت التمثال.

فما القصة وراء ذلك؟

في البداية دعونا نتعرف على “محمد لاظوغلي باشا” الذي جاء إلى مصر برفقة محمد علي باشا عام 1799.

فقد كان ممن الذين أعتمد عليهم محمد علي وأصبح الرجل الثاني بعده، فعينه في مكانة رئيس الوزراء وكان المهيمن على شؤون مصر واستمر ذلك  لمدة 15 عاما.

وخلال تلك الفترة أفنى لاظوغلي باشا في عمله بشكل كبير، وبعد سنوات وتحديدا عام  1869  قرر الخديوي إسماعيل الذي كان عاشقا للتماثيل، إقامة تماثيل لكبار الشخصيات في الدولة في عهد محمد علي، لتزيين ميادين مصر .

وهنا كانت المفاجأة حينما بدأت المثال الفرنسي الشهير جاك مار في البحث عن صورة مرسومة للاظوغلي باشا واكتشف أنه كان عازفا عن الشهرة والأضواء، ولم يهتم  بذكر أسمه أو تمجيد أعماله وإنجازاته، وبالتالي لم تسجل له صورة واحدة.

ولتبدا بعدها رحلة البحث عن شبيه للاظوغلي باشا ليستمد منه ملامحه ، فاعتمد على الاصدقاء والمعارف ممن كانوا مقربين للاظوغلي باشا للبحث عن شبيه له، وبالفعل وقع الاختيار على سقا مصري بسيط يوصل المياة للمنازل.

فتفاجئ السقا بهم يطلبون منه ارتداء ملابس لاظوغلي باشا الأصلية ليتم نحت التمثال ليزين به واحد من أشهر ميادين مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى