ريادة أعمال

“سويتشيرو هوندا”.. قصة نجاح بدأت من المعاناة لتصل إلى صناعة المعجزات

قصة نجاح أثبتت أنه لا يوجد مستحيل، فبالرغم من المآسي والفشل والظروف العصيبة التي واجهها طوال حياته استطاع التغلب على كل ذلك وتحقيق حلمه وتحويل تلك المعاناة إلى نجاح مبهر بكل عزيمة وإرادة ليصبح من أغنى رواد الأعمال في العالم، إنه الياباني سويتشيرو هوندا الذي استطاع أن يؤسس شركة “هوندا” تلك الشركة الرائدة في صناعة السيارات والدراجات النارية وأكبر مؤسسة للسيارات في العالم، وفي السطور التالية تقدم لك منصة “كلمتنا” قصة النجاح المذهلة لذلك الشاب الذي واجهه العديد من المصائب، ولكنه استطاع تحقيق حلمه في عالم السيارات.

رحلة كفاح

ولد سويتشيرو هوندا في اليابان في عائلة فقيرة جدًا، حتى أنه مات خمسة من إخوته بسبب الجوع وشدة الفقر، كان والده لديه ورشة صغيرة لتصليح الدراجات، ذلك الأمر الذي كان سببًا رئيسيًا في تعلق سويتشيرو بالدراجات والسيارات، فلقد كان يساعد والده في العمل، وعندما وصل سويتشيرو إلى عامه الـ 15 ترك دراسته بسبب كرهه أسلوب التدريس الروتيني وحبه لتعلم المزيد عن عمل المحركات، ليقرر بعدها ترك قريته والسفر إلى طوكيو ليبدأ مسيرته في الكفاح.

وبعد سفره إلى اليابان بدأ سويتشيرو هوندا العمل في ورشة لإصلاح السيارات ليستمر بها لمدة 6 سنوات، حتى استطاع تعلم كل شيء يخص السيارات، ويقرر بعدها أن يكون له عمله الخاص وبالفعل أسس ورشة تصليح صغيرة، وكانت تلك الورشة بمثابة أول خطوة في طريق النجاح فلقد اخترع سويتشيرو فيها أول مكابح معدنية للسيارات بعد أن كانت المكابح من الخشب، ليحصل على براءة الاختراع بفضل ذلك.

سويتشيرو هوندا

وفي عام 1938 بدأ هوندا في تصميم حلقات الكباسات التي تعد جزءًا مهمًا من أجزاء محركات السيارات، وقام بعرضها على شركة السيارات اليابانية تويوتا، ولكن الشركة رفضت في البداية، ولكن سويتشيرو لم ييأس بل بدأ في تحسين الحلقات لتصبح متطابقة مع الشروط المطلوبة وقدمها مرة أخرى، ليحصل على استحسان كبير ويوقع عقد مع تويوتا ليقوم بتصنيع كل حلقات الكباسات لجميع سيارات الشركة.

انهيار الأحلام

بعد ذلك قرر سويتشيرو بناء مصنع لصناعة خلقات الكباسات، ولكن لبناء المصنع كان يحتاج إلى الأسمنت، لترفض الحكومة اليابانية تزويده به، ليقرر هو أن يصنعه بنفسه وبالفعل بنى مصنعه وحقق أرباحًا كبيرة واستطاع تحقيق أول أحلامه، ولكن لم يسلم من التحديات والصعوبات فلقد كانت تلك فترة الحرب العالمية الثانية، ليفاجأ أثناء ذلك بقصق قنيلة دمرت جزءًا من مصنعه ولكنه رممه واستمر بالإنتاج.

لم يحالف الحظ سويتشيرو هوندا مرة أخرى فلقد طال القصف المصنع، ورممه للمرة الثانية واستمر في العمل، حتى حدث زلزال اليابان عام 1945 الذي دمر الكثير من الأشياء وكان من ضمنهم المصنع الذي لم يتبقى منه أي شيء، لتنهار أحلام هوندا ويفقد كل شيء يملكه ويصبح معدمًا.

سويتشيرو هوندا

شركة هوندا

بسبب ظروف الحرب تعرضت اليابان إلى كساد اقتصادي تسبب في انقطاع البنزين ولم يكن أحد يستطيع قيادة سيارته، ذلك الأمر الذي استغله سويتشيرو هوندا واستغل الموارد المتاحة لديه لكي يربط مولد صغير من مخلفات الموتورات يعمل بالكيروسين على عجلته الهوائية، لتجعل تلك الفكرة سويتشيرو محط أنظار العديد، فلقد طلب منه أصدقائه عمل دراجات مشابهة، وبالفعل صمم 12 دراجة.

ليدرك وقتها سويتشيرو هوندا أنه لا يوجد شيء يعني الفشل أو اليأس بل يوجد العديد من الأبواب التي يجب السعي لفتحها وتحقيق المعجزات، وبالفعل بدأ العمل في مجال تصميم الدراجات النارية، ويؤسس شركته عام 1948 وأسماها “هوندا” لتصميم الدراجات النارية، ذلك التصميم الذي أخذ عليه براءة اختراع جديدة، ليصبح بعدها مصنعه أكبر مصنع في اليابان متفوقًا على 250 شركة منافسة في نفس المجال.

واستطاعت الشركة أن تكبر للغاية وتحقق نجاحات مبهرة في فترة قصيرة، فلقد أصبحت تسيطر على 60% من حصة سوق الدراجات النارية، ووصل عدد الدراجات النارية المشحونة لأمريكا فقط إلى ما يقارب 3 ملايين دراجة في السنة، وبالرغم من ذلك النجاح المذهل الذي حققه سويتشيرو هوندا في عالم الدرجات النارية إلا أن حلمه الذي يخص السيارات ظل يراوده.

وبالفعل بدأ هوندا عام 1962 تصميم سيارات سباق، بالرغم من أن الحكومة اليابانية منعته لكثرة معامل السيارات في اليابان، ولكنه لم يكترث وقرر تخطي ذلك العائق أيضًا واستطاع تحقيق حلمه عام 1970 عندما اخترع سيارة بمحرك يحافظ على البيئة، ليبدأ بعدها في تصميم العديد من السيارات التي تحمل علامته التجارية هوندا، واستطاعت تلك السيارات أن تحتل الصدارة في سوق السيارات.

سويتشيرو هوندا

وبالرغم من حدوث أزمة النفط العالمية الأولى ورفع أسعار السيارات في مختلف شركات السيارات اليابانية، إلا أن هوندا لم يتبع نفس السياسة بل إنه زاد من الإنتاج وخفض أسعار السيارات، ليكون هو الاختيار الصائب ويتجاوز وحده تلك الأزمة، وترتفع مبيعاته إلى أكثر من الضعف، ومع مرور الوقت أصبحت شركته من أكبر الشركات الرائدة في عالم السيارات في العالم متغلبًا على جميع منافسيه.

واستطاع سويتشيرو هوندا تخليد مسيرته وقصة نجاحه متغلبًا على الفقر والمعاناة والفشل ويصنع المعجزات، ويصبح رائدًا في عالم السيارات والدراجات النارية، كما أنه استطاع أيضًا خلال مسيرته تسجيل أكثر من 150 براءة اختراع و470 ابتكارًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى