كلمتها

“أوبرا وينفري”.. من ضحية اعتداء جنسي إلى أشهر مذيعة في العالم

في بعض الأحيان قد يجهل البعض الأسباب التي تكمن وراء نجاح الآخر ووصوله إلى القمة، فإن الأمر ليس سهلًا على الإطلاق كما يظن البعض، لكن هناك من واجه مواقف تكاد تكون الأصعب على الإطلاق لكنه أصر على المواصلة رُغم كل شيء وهيأوبرا وينفري“.

أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك“.

أوبرا وينفري

أوبرا وينفري“.. ضحية الاعتداء الجنسي:

رغم النجاح العظيم الذي حققته أوبرا وينفري إلا أنها تعرضت إلى أكثر شيء مهين وكارثي قد يصيب أية امرأة، فقد تعرضت للاعتداء الجسدي من عمر 9 سنوات حتى 12 عامًا على يد ابن عمها، لأنها ببساطة لم تكن تفقه ما يعنيه الاغتصاب.

كما أنها تعرضت للعديد من الإساءات الجنسية من قبل أقاربها ومن قبل أصدقاء والدتها، الأمر الذي أثر في طفولة الصغيرة ونشأتها حتى أدركت حجم الكارثة التي تعرضت لها.

لكنها رُغم ذلك لم تسمح لذلك الأمر أن يوقف حياتها بل أنها حاربت من أجل النجاح والتألق والدفاع عن آرائها وإنسانيتها حتى أصحبت واحدة من أشهر المذيعات في العالم.

أوبرا وينفري

اقرأ أيضًا: لماذا يحيط الغموض بالدقائق الأخيرة من حياة الأميرة ديانا؟.. إليك الإجابة

أوبرا وينفري نحو تحقيق الأحلام:

في بيئة زراعية ريفية بعيدة عن المدينة ولدت وينفري عام 1954، وصولًا إلى المرحلة الجامعية التحقت بجامعة ولاية تينسيني ثم بدأت في العمل كمذيعة في الراديو والتلفزيون في ناشفيل، وبعد عدة سنوات انتقلت وينفري للعيش في بالتيمورماريلاند، ومن هناك بدأت مسيرتها المهنية حيث كانت تلك الخطوة هي بوابتها نحو عالم البرامج.

بدأت في تقديم برنامج المحادثة The People are Talking الذي حقق نجاحًا ساحقًا جعلها تستمر فيه لمدة ثمان سنوات متتالية، وبسبب تلك الشهرة الكبيرة اختارتها محطة شيكاغو من أجل أن تقدم برنامج صباحي حمل عنوان A.M.Chicago، لتستمر أوبرا في حصد نجاحًا كبيرًا على المستوى الوطني وزاد عدد متابعيها بشكل مهول.

حتى شاركت في فيلم The Color Purple عام 1985 وتم ترشيحها آنذاك من أجل جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد، وتوالت النجاحات والإنجازات حتى بدأت في تقديم البرنامج الحواري الأشهر في العالم “The Oprah Winfrey Show” حيث تم بثّه على 125 قناة وتابعه ما يقرب من 10 مليون مشاهد.

أوبرا وينفري

حصلت بعد ذلك أوبرا وينفري على ملكية برنامجها وأعادت تخطيطه وبثه من جديد ولكن هذه المرة تحت إشراف شركة إنتاجها هاربو Harpo، ومن ثم أتجهت ناحية إنتاج المسلسلات التي حصدت مراتب عالية ضمن قائمة أفضل المسلسلات القصيرة.

ولأنها أدركت أهمية الثقافة وما تحمله الكتب من مكانة خاصة في تشكيل وعي البشر ساهمت في عالم نشر الكتب، وذلك عن طريق مشروع Oprah’s Book الذي حقق كذلك نجاحًا كبيرًا وعرف العالم على كُتاب ذي موهبة عظيمة كانت مغمورة بسبب انعدام الفرص لأولئك الموهوبين.

وصولًا إلى عام 2002 وقعت عقدًا مع شبكة الإنترنت لبث برنامجها الحواري، كما أصدرت أيضًا مجلّة The Oprah Magazine، وبعد عامين وقعت عقدًا لاستكمال برنامجها الحواري حتى عام 2010 ، ووصلت عدد القنوات التي تبث برنامجها  إلى 212 قناة أمريكية وتابعه عدد مهول من الناس في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم.

أوبرا وينفري

وصولًا إلى عام 2015 أعلنت وينفري خبرًا مؤسفًا وهو أن استوديوهات شركتها Harpo الموجودة في شيكاغو سيتم إغلاقها من أجل إتمام عملية الاندماج مع شركتها الجديدة والانتقال إلى مقر رئاسة الشركة OWN في لوس أنجلوس.

حيث قالت: “لقد حان الوقت للانتهاء من هذا الجزء من العمل وللانتقال إلى الأمام وسيكون الوداع محزنًا، لكنني أنظر إلى الأمام وأنا أعلم أن المستقبل يحمل لي أكثر مما يمكنني أن أرى“.

لتعود مرة أخرى إلى عالم التمثيل في فيلم Greenleaf والذي يعتبر أولى أعمالها التلفزيونية المكتوبة، وتم عرضه لأول مرّة على شبكة أوبرا وينفري التلفزيونية OWN في يونيو 2016.

أوبرا وينفري

اقرأ أيضًا: قادمة من دار الأيتام.. كيف وصلت “كوكو شانيل” للعالمية؟

أوبرا وينفري المرأة المثالية:

أعلنت مجلة فوربس Forbes الأمريكية أن أوبرا وينفري هي أغنى امرأة أفريقيةأمريكية في القرن العشرين والمليارديرة الوحيدة من ذوي البشرة السوداء لمدة ثلاث سنوات متتالية، كما اعتبرتها مجلة Life أنها المرأة الأكثر تأثيرًا من سيدات جيلها.

وصولًا إلى الأطفال فإن أوبرا وينفري هي ناشطة في حقوق الأطفال، حيث أنشأت مؤسسة The Family For Better Lives، وفي سبتمبر 2002 لقبت بأول من حاز على جائزة بوب هوب الإنسانية من أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية.

أما عن اللحظات المؤثرة التي لا تنسى في حياة أوبرا وينفري، أنها في الموسم الأخير من برنامجها صرحت لجميع المشاهدين بأحد أسرارها العائلية، وهو أن لديها أخت غير شقيقة تدعى  باتريسيا.

أوبرا وينفري

حيث ولدت عام 1963 عندما كانت وينفري تبلغ من العمر تسع سنوات وتعيش برفقة والدها، وفي تلك الفترة عرضت الأم ابنتها الصغيرة للتبني لأنها ادركت أنها لن تحصل على المساعدة التي اعتادت عليها من الناس إذا كان لديها طفلة أخرى، من هنا عاشت الصغيرة  في حضانة حتى أصبح عمرها سبع سنوات.

ما إن كبرت باتريسيا حتى حاولت الرجوع لوالدتها والاتصال بها من خلال دار التبني الذي اعتبر مأوى لها لسنوات طويلة لكن والدتها رفضت ذلك، حتى توصل الأمر إلى إجراء فحص DNA حتى عرفت أوبرا وينفري بوجود أخت غير شقيقة لها.

أوبرا وينفري

وصولًا إلى عام 2013 حصلت أوبرا وينفري على أعلى رتبة شرف مدنية في البلاد وهيالميدالية الرئاسية للحرية، وسلمها إياها الرئيس الأمريكي السابق أوباما تعبيرًا عن امتنانه وتقديره لما تقدم من مساهمات إنسانية ووطنية عظيمة.

تلك المرأة المثالية التي خاضت رحلة شاقة تعثرت فيها مرارًا حتى أصحبت واحدة من أشهر مذيعات في العالم، لم تتخلى قط عن أحلامها، واجهت العالم بصرامة شديدة لتثبت نجاحها ووجوها رُغم كل شيء.

فكر دائمًا كالملوك فالملوك لا يخشون الفشل، لأن الفشل قد يكون خطوة جرئية نحو العظمة“.

أوبرا وينفري

اقرأ أيضًا: سيدات أنهت الشهرة حياتهن في ظروف غامضة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى