خروجتنا

في عصر الإنترنت.. كيف تستمع بالتجمعات العائلية؟

يحضر الآن في ذهنك مشهد التجمع الأسري للعائلة السعيدة في الأفلام الأجنبية، من إحدى المتنزهات الكبيرة المليئة بالزرع الأخضر والورود، والشمس الساطعة، ضحكات الأطفال كمانجا تعزف السعادة، وعلى وشاح بلوني الأحمر والأبيض، تلتقط الأسرة الجميلة صورة تذكارية تخليدًا للذكرى وللأوقات السعيدة الدافئة التي جمعتهم.

كيف تؤثر الخروجات العائلية على الأسرة؟ 

التأثير على الأطفال: 

يحتاج الأطفال بمختلف أعمارهم إلى الخروج من المنزل وكسر الروتين باستمرار، حتى ولو في نزهة سريعة في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن قد يواجه كثير من الآباء والأمهات صعوبة في اختيار المكان المناسب للخروج مع أولادهم، فهم بحاجة إلى مكان يرضي أطفالهم ويمدهم بمعلومة جديدة أو يطور من مهاراتهم، وفي الوقت نفسه يناسب الميزانية.

ويؤثر ذلك على نفسية الأسرة، فالتجمعات العائلية تساعد على تحقيق الترابط الأسري، وتقوية علاقة أفراد الأسرة بعضهم ببعض، كما أنها تجعل العلاقة بين الوالدين وأطفالهم علاقة صداقة فلا خوف أو قلق بين الأطفال وآبائهم، لذلك يفضل دائمًا مصادقة الأهل لأولادهم، والحديث معهم والاستماع إليهم، هذا ما يمكن تحقيقه في نزهة أسبوعية لطيفة في عطلة نهاية الأسبوع.

ويفضل أن تكون النزهة في الهواء الطلق بعد انتهاء فصل الصيف ووداعه لنا في أيامه الأخيرة، ودخول فصل الخريف وتساقط أوراق الأشجار، تصبح الحدائق من أفضل الأماكن للتجمعات بالأسرة، توفرت في الحدائق العامة وسائل ترفيهية عديدة للأطفال، الابتسامات والضحكات ترتسم على وجوه الصغار وأصواتهم تعلوا وهم يركضون ويمرحون.

التأثير على الآباء والأمهات:

أكد العديد من الأطباء النفسيين على ضرورة احتضان الوالدين لأطفالهم، واستغلال كل الفرص التي من الممكن أن تقرب وتيسر العلاقة فيما بينهم، كما نقول عادة أنه على الأم أن تصادق ابنتها وعلى الأب أن يصاحب ابنه.

يحتاج الآباء للاستماع الى ابنائهم معرفة مشاكلهم، مشاركتهم اهتماماتهم حتى ولو كانت بسيطة أو تافهة، المزاج معهم، والتعرف على شخصياتهم، وإذا تطورت العلاقة عن ذلك يمكن للأهل طلب رأي أولادهم في أي مشكلة تواجههم فلا يستهزء الأهل برأي أولادهم أو لصغر سنهم، من الممكن أن يساعدك ابنك في انهاء مشكلة ما وتجد أن الحل كان بسيطًا فكيف يغيب عن زهنك؟

قال أحد الآباء ” عندما أحضن أولادي أتأكد أنني بحاجة إلى ذلك الحضن وليس هم، أنا من اتشبع بالطمأنينة منهم والحنان، وأنا من أشعر بالأمان في حضنهم”

لذلك لا ننكر أن الأهل بحاجة لتبادل الحديث مع أولادكم، لتنسوا أعباء الحياة في نظرة لابتسامتهم أو سماع ضحكاتهم، وبادلوهم الضحكات حتى على النكات السخيفة، فلا شيء يضاهي أن تكونوا أصدقاء لأولادكم، ليس أصدقاء عاديين بل أفضل أصدقاء.

روتين النزهة العائلية: 

يتعاون أفراد الأسرة في شواء اللحم وتحضير كل شيء بأيديهم بدءاً من إشعال النار وإعداد اللحم سواء الدجاج أو الكباب، تعد الأم وبناتها السلطات والتبولة وغيرها، بعض العائلات تفضل إحضار الطعام في قدور جاهزة، وغيرهم يطلبون من المطاعم مأكولات مختلفة، في النهاية المهم أن يقضي أفراد العائلة وقتاً ممتعاً في تبادل الأحاديث وإعادة ما سمعوا من أخبار سواء فنية أو سياسية واجتماعية.

بعد تناول الطعام الدسم تبدأ فترة المشي والتجول في أرجاء الحديقة، وعند المساء يبدأ إعداد الشاي والقهوة وتزداد الجلسة جمالاً مع نسمات الهواء العليل في الحدائق المنتشرة وبين المساحات الخضراء الواسعة والزهور بمختلف أنواعها المتفتحة، من الحدائق ما يطل على البحر وأخرى في البر، والقاسم المشترك بينهم كثافة الأشجار والحشائش والورود وتجمع العائلة، الوجة الحسن واللمة الحلوة والخضرة، واتركوا الهواتف بعيدًا عنكم وأغلقوا الإنترنت واستمتعوا بتلك اللحظات التي لا تقدر بثمن ولا تعوض، ولا داعي أن نتشارك تلك اللحظات على مواقع التواصل الإجتماعي، جمال اللحظة ليس في نقلها أمام الملايين وإنما في الاستمتاع بها.

كيف تحقق الأم الترابط الأسري؟

اظهري الود في أفعالك:

لا تجعلي يومًا يمر دون عناق أطفالك وزوجك، أخبري أطفالك بصفات جميلة فيهم، تحدثي معهم حتى في أثناء قيامك بالأعمال اليومية، أخبريهم بتفاصيل يومك، واجعليهم يخبرونكِ كيف سار يومهم، كل هذه اللفتات البسيطة تساعد على ترابط الأسرة ونشأة الأطفال بصورة صحيحة.

أظهري الامتنان: 

كلمة شكرًا بقدر ماهي بسيطة فإنها تقطع شوطًا طويلًا، قد تجعل يومك ويوم أفراد أسرتك سعيدًا، فإظهار التقدير لزوجك وأطفالك يجعلهم يشعرون بقيمة ذاتهم والأشياء التي يفعلونها، وهو أمر ينعكس على العلاقة بينكم، فاجئي الزوج أو أطفالك بكلمة شكرًا أو رسالة نصية تظهر امتنانك، وسيظهرون لكِ امتنانهم في المقابل.

جربوا أشياء جديدة: 

قد تكون تجربة أشياء جديدة مخيفة في البداية، يمكن أن يؤدي القيام بذلك كعائلة إلى تقليل الخوف والشعور بالشجاعة، اذهبوا لرحلة عائلية للملاهي وأطلقوا لأنفسكم العنان، تجربة بسيطة ستشعرون فيها بالترابط والتخلص من التوتر والضغوط اليومية.

اقرأ أيضًا: هل التنزه له فوائد نفسية؟..تعرف على الحقيقة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى