كلام رجالة

هجرة الشباب.. مكافأة أم ضريبة العمر؟

لا يرغب الشباب عادةً بالهجرة من أوطانهم إلى الخارج؛ ذلك أنّ الوطن عزيزٌ على قلب الإنسان، ولا يُستغنى عنه بأي حالٍ من الأحوال، ولكن ما يُرغم الإنسان على الهجرة بلا شك هي أسبابٌ قهرية وتحديات، وعقبات تواجه فئة الشباب في المجتمع التي يكون لها أهدافها وطموحاتها المتوقدة، والتي قد تختلف من شخص لآخر.

اقرأ أيضًا: هل يفرق الآباء في المعاملة بين الولد والبنت؟ .. إليك الحقيقة

 

تقدم لك”كلمتنا” في التقرير التالي حقيقة الهجرة وماهي أسبابها وكيف تؤثر على الدول.

أولاً: أسباب تشجع الشباب على الهجرة: 

*طلب العلم:

كثيرٌ من الشباب يلجؤون للهجرة إلى الخارج لتحصيل العلم وطلبه، فقد لا تتاح أمامهم جميع التخصصات العلمية التي يطمحون لدراستها في أوطانهم، أو قد لا تلبي نوعية التعليم وجودته تطلعاتهم العلمية وروح الإبداع والبحث لديهم، وبالتالي يكون في الهجرة إلى الخارج وخصوصاً إلى الدول غير المتطورة فرصةً للشباب لإثبات تفوقهم العلمي، وإخراج مخزونهم الفكري، وإشباع رغباتهم في البحث والتحري عن كلّ ما هو جديدٌ ونافعٌ.

*العولمة:

من نتائج العولمة، تحول العالم إلى قريةٍ صغيرة يسهل التبادل الثقافي بين الناس فيها، فالشباب العربي يتعرّف على ثقافات أخرى بكلّ سهولةٍ من خلال التلفاز أو شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، وقد تغريه تلك الثقافات على الرغم من تعارضها مع قيم أمتنا وحضارتنا العربية، لتشجعه على الهجرة إلى الخارج حتّى يكون جزءاً من تلك الثقافات التي أُعجب بها.

*الطموح والأحلام:

فقد تصور وسائل الإعلام بعض الدول في الخارج على أنّها أرضُ تحقيق الأحلام بما لا يعكس الواقع الحقيقي والتحديات فيها.

*الحروب والنزاعات:

من أهمّ الأسباب التي تشجع الشباب على الهجرة كثرة النزاعات والحروب والمشاكل، مما تخلق أمامهم وطن بلا ملامح، مجهول المستقبل، وأرضه بور قد تطرح محصول حلم فاسد.

*العمل المناسب:

العديد من الشباب ممن يكون هدفهم عند الهجرة إلى الخارج الالتحاق بوظيفةٍ مناسبة تتلاءم مع مؤهلاتهم العلمية، وتوفر لهم دخلاً مناسباً يؤمن لهم الحياة الكريمة، فكثيرٌ من البلدان العربية تواجه مشكلاتٍ وتحدياتٍ اقتصاديةً على رأسها البطالة، سواء الظاهرة منها أو المقنعة، وما يسببه ذلك من يأسٍ في نفوس الشباب ورغبة عارمةٍ في الهجرة والبحث عن فرصٍ وآفاق جديدة.

*زيادة الوعي السياسي والإجتماعي لدى العديد من الشباب مما يدفعهم للتفكير بالهجرة.

*الشعور بعدم الأمان لدى الإنسان بسبب انتمائه السياسي، الذي غالبًا ما يخالف التوجه السياسي العام في البلد، مما يردي للحروب والنزاعات المسلحة بين الدول وما ينتج عنها من إرهاب وقتل وتشريد للمواطنين، ينتج عن ذلك الهجرة الإجبارية من البلد، كما حصل في العراق في عام 2003م بعد الحرب، حيث اضطر الكثير من الناس إلى الهجرة إلى الخارج.

* تركز الثرورات في بعض الدول الغنية مما يجعلها هدفًا للعديد من المهاجرين الذين يعانون من سوء الأوضاع الاقتصادية في بلدهم الأم.

* انخفاض المستوى المعيشي والاقتصادي للفرد ودخله من الناتج القومي، مقابل ارتفاع المستوى المعيشي للبلد.

* ارتفاع معدلات البطالة في البلد الأم تؤدي إلى هجرة الشباب إلى الخارج بحثًا عن فرصة عمل لتحسين حياتهم وحياة أسرهم.

* التناقضات الاجتماعية التي تعاني منها بعض المجتمعات مثل طبيعة العلاقات الأسرية أو علاقة المرأة بالرجل، والتحدث عن المجتمع الذكوري ومدى اضطهاده للمرأة.

* كذلك أنظمة التعليم الغير متطورة، التي لا تلبي طموح الكثيرين، مما يدفعهم إلى الهجرة رغبةً منهم في الحصول على تعليم أكثر تطورًا و يواكب متطلبات الحياة في الوقت الراهن.

* فقدان أبسط وسائل العيش في البلد الأم؛ بسبب بعض العوامل البيئية مثل الجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة، واضطرابات المناخ الكبيرة مثل الأعاصير أو الرياح الموسمية المدمرة أو الفيضانات الكبيرة كما حصل في السودان مؤخرًا.

* التلوث البيئي وما تتركه بعض المصانع والمعامل من مخلفات سامة وغير سامة قد تجعل صعوبة الحياة في هذه المناطق أمر واضح، فتدفع البعض إلى الهجرة وترك أماكن سكانهم.

ولأن لكل فعل ردة فعل، فما هي الضريبة التي يدفعها الشباب نتيجة هجرتهم عن بلادهم:

النتائج الاجتماعية:

تعتمد هذه النتائج على حجم الهجرة وأعداد الناس الذين سوف يدخلون إلى الدولة المستقبلة، وطبيعة هؤلاء المهاجرين من حيث مستواهم الاقتصادي والثقافي، وتحصيلهم الدراسي، فكلما كانت المعايير مرتفعة كلما كان هؤلاء عون للدول المستقبلة وقادرين على النهوض بها، والعكس صحيح.

النتائج الاقتصادية:

إذ يؤثر وجود المهاجرين على اقتصاد الدول المستقبلة لهم بشكل كبير، حيث يلاحظ ارتفاع الطلب على الموارد الأساسية للدولة، الأمر الذي من شأنه أن يضطرها إلى الاعتماد على طلب المساعدة من المجتمع الدولي، لعدم قدرة نظامها الاقتصادي على استيعاب هؤلاء المهاجرين خاصة إذا كانت دولة محدودة الموارد، ويزداد كذلك عرض الأيدي العاملة مقابل قلة الأجور، فتزداد البطالة وتقل فرص العمل، على عكس الدولة الطاردة فسوف تقل أعداد الناس بسبب الهجرة فيحدث نقص في سوق العمل، وبالتالي ترتفع الأجور.

النتائج السياسية: 

تساهم الهجرة بالعديد من التغيرات في الدول المستقبلة في تغيير الواقع السياسي، إذ يفرض عليها واقع وجود هؤلاء الأشخاص لديها فتعمل على ضمهم ودمجهم في مجتمعاتها من خلال منحهم العديد من الإمتيازات والحقوق الخاصة بالمواطنين العاديين، بالإضافة إلى ظهور بعض المشاكل كالتمييز العنصري نتيجة لتنوع الجديد في المجتمع.

اقرأ أيضًا:  “أحمد رجب”.. الكاتب الساخر المبدع في “نصف كلمة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى