كلام رجالة

“جبرتي أكتوبر” والأديب المعارض.. في ذكرى وفاة الغيطاني

يبقى “جمال الغيطاني” هو الأديب البارع في تصوير فساد وقهر الدولة البوليسية، عندما تحكم فيها “البصاصون” كما صورها الراحل في روايته “الزيني بركات” لمواجهة القمع والظلم والاستبداد والتسلط في حياتنا، وفي ذكرى وفاته التي تحل في الـ 18 من أكتوبر تنقل لكم منصة “كلمتنا” حياة الأديب الصحفي “جمال الغيطاني” في سطور.

نشأته وحياته

جمال الغيطاني هو المواطن “الصعيدي” المولود يوم 9 مايو 1945م بمحافظة سوهاج، وهو “الشعبي” الذي عاش بحي “الجمالية” بالحسين في حارة الطبلاوي، وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة “عبدالرحمن كتخدا” وحصل على الإعدادية من مدرسة “محمد علي” والتحق بعدها بمدرسة “الفنون والصنائع” بالعباسية حتى يقلل العبء على والده من مصروفات التعليم.

عمله واعتقاله

عام 1963م استطاع الغيطاني أن يعمل رساما في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي واستمر بالمؤسسة حتى عام 1965م، وتم اعتقاله في أكتوبر 1966م لأسباب سياسية، وبعد أن أُطلق سراحه في مارس 1967م عمل سكرتيرًا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني “خان الخليلي” حتى عام 1969م، وقد قال الغيطاني عن فترة اعتقاله “حتى عندما لم يكن لدي أوراق وأقلام أدون بها حكاياتي، كنت أكتب في مخيلتي.. فالحكي والقصص لم تفارقني حتى في أصعب أيام حياتي”، وعقب خروجه من المعتقل تبلورت لديه رؤية خاصة تقوم على إعادة النظر في التراث الإبداعي العالمي، ليكون مجددًا وليس ناسخًا، واعتقد الغيطاني أن ذروة البلاغة المصرية قد كانت في العهد المملوكي، خلافًا للرؤية الأكاديمية التي تراه عصرًا للانحطاط الأدبي، وعمل بعد ذلك الغيطاني مراسلًا حربيًا في جبهات القتال لحساب مؤسسة “أخبار اليوم” وفي عام 1974م انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وترقى بعدها في عام 1985م ليصبح رئيسًا للقسم الأدبي بأخبار اليوم.

كان الغيطاني أحد مؤسسي الجريدة الأدبية “معرض 68” التي أصبحت فيما بعد اللسان الناطق باسم جيله من الكتاب، وفي عام 1993م أسس الغيطاني صحفية “أخبار الأدب” الصادرة عن أخبار اليوم، وشغل الغيطاني منصب رئيس تحرير الجريدة.

من أقوال الغيطاني

قال عن الإخوان “في عهد الإخوان، ومنذ أقسم مرسي اليمين أُصبت بالإحباط، وكتبت مقالات تحت عنوان «وداعًا مصر التي نعرفها» واعتبرت الإخوان أسوأ من أي احتلال أجنبي مر على مصر.

قال عن البرادعي:

كنت من أوائل الذين هاجموا محمد البرادعي، وكتبت عنه من واقع خبرتي وملاحظاتي على شخصيته مقال «هذا الرجل خطر على الوطن» وكنت أعرف أن هذا الرجل جاء لمهمة ما.

قال عن العلاقات المصرية _ السورية:

يجب أن تعود العلاقات المصرية السورية دون تأخير، ليس مع النظام السوري، لكن سوريا بشكل عام، فالعقاب الواقع عليها الآن بسبب انتقادات بشار الأسد لبعض الحكام العرب.

قال عن القراءة ورئيس مصر:

القراءة مهمة للغاية لأي رئيس يحكم مصر، جمال عبدالناصر استلهم ثورة 1952م من رواية “عودة الروح” لتوفيق الحكيم.

اقرأ أيضًا: بطل المصارعة وصهر الوزراء “يوسف وهبي”.. لماذا برع في أدواره؟

جوائز حصل عليها الغيطاني

حصل الكاتب الصحفي والأديب جمال الغيطاني على العديد من الجوائز ومن أشهرها:

1. جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980م.

2. جائزة سلطان بن علي العويس عام 1997م.

3. وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

4. وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987م.

5. جائزة “لورباتليون” لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته التجليات مشاركة مع المترجم خالد عثمان عام 2005م.

6. جائزة الدولة التقديرية عام 2007م والتي رشحته لها جامعة سوهاج، وتشرفت الجائزة بقيمة الكاتب الكبير.

7. جائزة النيل للأدب عام 2015م .

مؤلفاته

حراس البوابة الشرقية.
متون الأهرام.
شطح المدينة.
منتهى الطلب إلى تراث العرب.
سفر البنيان.
حكايات المؤسسة.
التجليات.. ثلاثة أجزاء.
دنا فتدلى.
رشحات الحمراء.
نوافذ النوافذ.
مطربة الغروب.
الرفاعي.
أوراق شاب عاش منذ ألف عام.
رسالة من الصبابة والوجد.
نجيب محفوظ يتذكر.
مصطفي أمين يتذكر.
المجلس المحفوظية.
الزويل.
الزيني بركات.
حكايات الغريب.
أحراش المدينة.

وتُرجمت مؤلفاته إلى أكثر من لغة من بينها “الألمانية والفرنسية”.

اقرأ أيضًا: “نجيب محفوظ” .. كيف خلدت أعماله حواري مصر؟

إنتاجه الأدبي

في فترة ما قبل الصحافة عام 1963م نشر أول قصة قصيرة له، وقام بعدها بنشر ما يقدر بخمسين قصة قصيرة حتى عام 1969م، وبدأ يحظى بإشادة النقاد في مارس 1969م، عندما أصدر كتابه “أوراق شاب عاش منذ ألف عام” والذي ضم خمس قصص قصيرة، واعتبره بعض النقاد بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة.

اهتمامه بالعمارة

كان الغيطاني من خبراء العمارة المعدودين ليس بالمعنى الأثري أو التاريخي ولكن بالمعنى الفلسفي والصوفي، وقام بجولات وشارك في برامج تلفزيونية وقراءات ثقافية عميقة في شارع المعز والمدارس القديمة، واعتبر الغيطاني أن “العمارة أقرب الفنون للرواية” وقال إنه استلهم منها كل طريقته في التفكير، حتى أنه ذكر عند تسلمه وسام العلوم والآداب الفرنسي من درجة فارس “اهتمامي بالعمارة هو لأن الرواية بنيان وعشقي للموسيقى، لأن الرواية إيقاع”.

آراء الغيطاني السياسية

في حوار له أواخر سنة2011م، ناقش الأوضاع في مصر ما بعد ثورة 25يناير وقال: ” إن الموقف في مصر لن يصح إلا إذا تسلم شباب الثورة إدارة البلاد، وإن النظام الملكي القديم ظل يستعمل أساليب المافيا لكي يعود” مستغربا أن يتم مناداة رئيس وزراء قديم لإدارة مرحلة ما بعد 25 يناير.

كان الغيطاني من رموز المعارضة، وشاكس شخصيات مثل وزير الثقافة “فاروق حسني” وأمين عام الحزب الوطني “أحمد عز” ، كما هاجم الإخوان المسلمين بعد تولي مرسي رئاسة الجمهورية، وصار مؤيدًا قويًا للرئيس “عبدالفتاح السيسي”.

وفاته

توفي الروائي المصري جمال الغيطاني في 18 أكتوبر عام 2015م عن عمر ناهز السبعين عامًا في مستشفي الجلاء العسكري في القاهرة، وكان في صراع مع المرض أثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر، وسمي أحد شوارع القاهرة باسمه، وهو شارع متفرع من شارع “المعز لدين الله” وتم إطلاق اسمه على إحدى المدارس بمسقط رأسه في محافظة سوهاج.

اقرأ أيضًا: “أحمد رجب”.. الكاتب الساخر المبدع في “نصف كلمة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى