كلمتها

«البقلاوة».. حكاية حلوى أقيم لها موكب سلطاني

ارتبط شهر رمضان الكريم بعدد كبير من الطقوس الخاصة الفريدة التي تميزه عن غيره من شهور العام، منها الزينة وفانوس رمضان وموائد الرحمن، وغيرها من العادات التي تعلق بها مختلف دول العالم، والتي من بينها الحلويات الشرقية، التي تعد عنصرًا أساسيًا من سفرة شهر رمضان، وأكثر ما ارتبط بهذا الشهر الكريم هي «البقلاوة»، فما هي الحكاية وراء هذه الحلوى؟

حلوى البقلاوة

يشتهر شهر رمضان الكريم بالحلويات، والتفاف الأسرة حولها عقب الإفطار تجمعهم الأحاديث، ومشاهدة مسلسلات رمضان، هذه اللحظات الفريدة برفقة العائلة والأصدقاء، تعد واحدة من أهم أجواء وطابع شهر رمضان التي تخلد في قلب العائلة، تتذكرها من حين لآخر بحنين بالغ لهذا الشهر المبارك.

من أهم هذه الحلويات التي يتميز بها رمضان هي «الجلاش» كما يطلق عليها المصريون، أو «البقلاوة»، أو «فيلو» بلغة دول أخرى مثل اليونان، وهي رقائق عجين مستطيلة، وتحشى هذه الحلوى بالجوز أو الفستق، وفور الانتهاء من صنعها يتم تحليتها بالعسل، ولكن ما هي الحكاية وراء هذه الحلوى وما هو سر ارتباطها برمضان؟

البقلاوة

«موكب البقلاوة»

على أرض الدولة العثمانية في القرن السابع عشر، وبالتحديد يوم 15 من كل رمضان، كان يقام «موكب بقلاوة»، ففي مطابخ الإمبراطورية وبالتحديد قصر توبكابي، كانت تجهز هذه الحلوى، ومن ثم يخرج الجنود إلى الساحة حاملين صواني هذه الحلوى العثمانية الفريدة.

كان ينطلق الموكب من قصر السلطان إلى سكناتهم، وكان يحدد لكل 10 جنود من الأتراك صينية واحدة من البقلاوة، وكانوا يستقبلونها بشكل احتفالي مبهج، وظلت هذه العادة تتبع كل رمضان، وذلك حتى عصر السلطان عبد الحميد، لأنه بدلًا من أن يقدم لهم الحلوى في أماكنهم، كان يدعو الجيش العثماني لتناول الإفطار في قصر يلدز.

أما عن السر وراء اسم هذه الحلوى، فتروي الحكاية أنها سميت كذلك نسبة إلى اسم «بقلاوة»، وهي زوجة السلطان التركي، التي طلب منها ذات يوم، أن تصنع له صنفًا مختلفًا من الحلويات، لم يسبق له وأن تذوقه من قبل.

من هنا قررت السيدة «بقلاوة» إحضار رقائق الجلاش، ومن ثم وضعت فيها حشوة المكسرات، ثم قامت بتحليتها بالعسل في النهاية، وعندما تذوقها السلطان وأعجب بها، أطلق عليها اسم «بقلاوة» تقديرًا لها.

البقلاوة

اقرأ أيضًا: “صوابع زينب” و”أم علي”.. ما السر وراء الأكلات ذات المسمى الأنثوي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى