كلمتها

شابة مصرية تُبدع في عمل الحُلي الخزفي بماكينة التحكم الرقمي

كتبت: أسماء سمير

لا شيء يفوق إبداع المصريات منذ فجر التاريخ، لو طالعت جدران المعابد لأدركت ما تركته حضارة الأجداد من روعة فنية لا مثيل لها، وحين تقلب صفحات الحاضر ستجد جينات الإبداع تعزف على أوتار الفن، لتصنع إبداعا يستكمل ما صنعه الأجداد، منصة كلمتنا التقت أحد نماذج المرأة المصرية الناجحة، وهي المهندسة منة الله عبد الجواد سليم، والتي نجحت في إنتاج حُلي خزفي بواسطة ماكينات التحكم الرقمي، وفي حوار خاص معها سنتعرف أكثر عن الآليات والطرق التي ساعدتها في صناعة الحُلي.

إلى نص الحوار.

• من أين جاءتك الفكرة؟

تخرجت من كلية الفنون التطبيقية قسم الخزف سنة 2017، وفي بداية سنة 2018 بدأت أفكر في صناعة الحُلي الخزفي، وحينها أستاذي الدكتور محمد سعد شومان كان يقوم بإعداد بحث عن كيفية استخدام ماكينات التحكم الرقمي في إنتاج منتج خزفي، وكان أستاذ محمد هو المشرف على رسالتي، وحينها أحببت فكرة الحُلي الخزفي وكنت أريد أن أصنع الحلي، وفي هذه الفترة كان هناك الكثير من الناس الذين يصنعون الحُلي ولكن بشكل يدوي.

وعندما تحدثت مع أستاذي أخبرني أن أصنع الحُلي بواسطة ماكينات التحكم الرقمي، وذلك لكي نصنع شيئا بدقة أكثر من الصناعة اليدوية، فاستخدام ماكينات التحكم الرقمي تساعدنا على أن نصل إلى أجزاء وسمك أصغر للغاية وذلك لكي يعطينا شكلا جيدا في النهاية يجذب إعجاب الآخرين، مع العلم أن تصميم الحُلي الخزفي بواسطة ماكينات التحكم الرقمي يتم بشكل أسرع من صناعته بشكل يدوي.

• كيف تتم صناعة الحُلي الخزفي؟

لكي نصنع حُلي خزفي بواسطة ماكينات التحكم الرقمي، يجب أولا أن نُصمم الشكل الذي نريد صناعته، على سبيل المثال إذا أردنا أن نصنع وردة، فحينها ابدأ برسم الوردة التي أُريدها على ورقة، وأقوم برسمها على برامج معينة، وبعد أن أقوم برسمها بشكل ثنائي الأبعاد، أقوم بعمل التصميم على شكل ثلاثي الأبعاد.

وبعد ما انتهي من التصميم ابدأ في برمجته ليصبح أرقاما تستطيع من خلالها الماكينة أن تتعرف عليه وتبدأ حينها بصناعة الشكل، وبعد ذلك يأتي دور التشكيل والذي يمكن أن يتم بطريقتين، إما عن طريق الطين الجاف وبعد أن أقوم بتشكيل قطعة الطين، أضعها في الفرن الخاص بالخزف على درجة حرارة معينة، وبعد ذلك يتم طلاؤها زجاجيا وتلوينها ونضعها في الفرن مرة ثانية لكي يتم تسوية الطلاء الزجاجي واللون على الجسم، وفي النهاية ابدأ بتشكيلها على حسب ما أريد.

والطريقة الثانية هي أن أقوم بحفر قالب من الجبس في الماكينة، وبهذا القالب استطيع أن استخدمه بشكل كلي واستخرج منه نسخ كثيرة تساعدني في صناعة منتج خزفي، وذلك عن طريق أن أحضر الكثير من طينات الخزف وأضعها داخل القالب، وبعد ذلك أضعها في الأفران الخاصة وعندما تخرج من الفرن تأخذ لونا وطلاء زُجاجياً ويأتي بعد ذلك بقية المراحل.

• ما هي الصعوبات التي واجهتكِ؟

من الصعوبات التي واجهتني، هي عدم توافر الأدوات فلم يكن لدي فرن أو ماكينة التحكم الرقمي، ويعتبر أستاذ محمد سعد هو المساعد الأول لي في هذه الأزمة، حيث أنه أعطاني كافة الأدوات التي احتجت إليها.

• ما هي المنتجات اللي صنعتيها؟

“قمت بتصنيع مُكملات الأزياء المنفصلة بشكل عام، كالسلسلة والأسورة والشنطة والحلق والحزام والدبوس والخاتم، فكل هذه الأشياء يمكن ارتداؤها وخلعُها في أي وقت، وأيضا قمت بتصنيع مكملات الأزياء المتصلة كالزُرار فهو يظل ثابتا في القميص”، مضيفة أن تصنيع القطعة الواحدة يأخذ منها حوالي ثلث ساعة داخل الماكينة ولكن يختلف الوقت المحدد في التصنيع بشكل عام ويتم تحديد ذلك على حسب خطوات التصنيع.

• هل قررتِ بيع منتجاتك؟ وماذا كانت ردود الأفعال عليها؟

في البداية بعد أن حصلت على الماچيستير، قررت أن ابدأ بنشر أعمالي وأفيد أكبر عدد من الناس، وذلك حتى يعرفوا معلومات كثير عن الخزف ويستفيدون بها، وحاليا أبيع منتجاتي عن طريق الإنترنت فقط.

ردود الأفعال كانت جيدة للغاية، والكثير من الناس أرادوا أن يروا هذه المنتجات على الطبيعة، لذلك ذهبت إلى بازارات مختلفة، وكان هناك إقبال كبير ونالت منتجاتي على إعجاب الكثير، وكانوا يريدون معرفة معلومات كثيرة عن الحُلي الخزفي وكيف تتم تصنيع هذه المنتجات، وبدأوا في طلب تصميمات معينة لهم.

واختتمت حديثها قائلة: “أتمنى أن تصل منتجاتي للجميع وينتشر مشروعي، وأن يستفيد بهِ أكبر عدد من الناس ويعرفون أكثر عن الحُلي الخزفي، أيضا أتمنى أن استطيع تقديم ورشات لكي أساعد بها أكبر عدد ممكن من الناس ليتعلموا كيفية تصنيع الحُلي الخزفي بشكل أعمق وكيفية التعامل مع ماكينة التحكم الرقمي”.

اقرأ أيضًا: “رشا إبراهيم” أول مصرية وعربية تحصل على الحزام الأسود الخامس في الكاجوكينبو القتالية في حوار خاص لمنصة كلمتنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى