كلام رجالة

أراد عزله فتوج واليا على مصر.. ما يخفيه فرمان عبد المجيد الأول 

تمر اليوم الذكرى الـ181 على إصدار السلطان عبد المجيد الأول “فرمان مصر” الذي نص على تولي محمد على باشا ولاية مصر والسودان وراثيًا، منصة “كلمتنا” توضح كيف تولى محمد علي باشا ولاية مصر؟

السلطان عبدالمجيد الأول:

خلف السلطان عبد المجيد الأول أباه السلطان محمود الثاني، وهو صبى لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد على ، فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته، وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي.

وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوى من أن يحل محل السلطنة العثمانية الضعيفة في المشرق العربي، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى الهند.

أما فرنسا فقد انفردت فى سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة، ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام 1840م مع الحكومة العثمانية مؤتمرا في لندن بحث فيه المجتمعون ما دعى “بالمسألة الشرقية”، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي، وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية “مصر” وراثيًا، وولاية “عكا” مدى حياته.

محمد علي واليا على مصر والسودان: 

اشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد على قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل ذلك تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا، أما إذا لم يجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر.

كان محمد علي باشا من جهته مصمما على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرته عليها اتفاقية كوتاهيه، وأخذ يراهن على مساعدة فرنسا وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولما أبلغته السلطنة العثمانية وقناصل الدول الأوروبية في مصر شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يصدر أي رد رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادى عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية عكا، ومرت العشرة أيام الأخرى ولم ينفذ طلبهم، فأصدر السلطان فرمانا بخلعه من ولاية مصر.

ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشددت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كلا من النمسا وبروسيا في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا وروسيا على تبني وجهة نظر محمد علي وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى