ملتقى الهناجر الثقافى يستعرض اجراءات الدولة فى مواجهة التغيرات المناخية
أقام قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، ملتقى الهناجر الثقافى بعنوان “التغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الإنسان”، أمس الأربعاء، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادى سرور، وأدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة.
قالت الدكتورة ناهد عبد الحميد، إن موضوع الندوة اليوم بالغ الأهمية لذا خصصنا له أكثر من لقاء، فكل الوزرات والمؤسسات وخاصة وزارة الثقاقة، على مدار اليوم ندوات توعوية بالتغيرات المناخية، وهذا الموضوع هو قضية وجودية لأنها تتعلق بكل الكائنات الموجودة على سطح الأرض بما فيها الانسان، والتغيرات المناخية لها علاقة وثيقة الصلة بالجغرافيا، ويبدو لنا أن الجغرافيا تحاول تعيد لنا كتابة التاريخ وتريد ان تصنع لنا بوصلة جديدة للحياة إذا لم ننتبه لما تقوله لنا الطبيعة، وهى من القضايا الشائكة والأكثر إلحاحا فى السنوات الأخيرة، وتواجهنا الكثير من التحديات، ودخلت مفردات فى قاموس حياتنا نحتاج لتفسير وتوضويح لها مثل الإحترار العالمى والإنبعاث الحرارى، والتكيف والتخفف، والاقتصاد الأخضر والأصفر والأزرق، ومبادرات كثيرة، وفى ظل كل ذلك بات هم البشرية كلها هو إنقاذ الأرض من عنفوان وغضب الطبيعة وإيجاد حلول مستدامة طبيعية كانت أو تكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية.
طالب الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، فى بداية كلمته من الحضور، الوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور زين نصار المؤرخ الموسيقى وأستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى، الذى وافته المنية يوم الأحد الماضى تقديرا لمشواره الثقافي والفني فهو من شيوخ المؤرخين في مصر ، ثم استأنف حديثة وقال إن التغيرات المناخية تأثر فى النهاية على صحة الانسان، وتحدث العواصف الكارثية، والتدهور فى التنوع البيولوجى، وكل ذلك يؤدى إلى هجرة جديدة فى العالم بسبب المناخ، ورجال الدين المسيحى والإسلامى لهم تأثير معنوى كبير عليهم فى أنماط الحياة والعادات والسلوكيات، وأذا تثقف رجل الدين يستطيع أن يوصل المعلومة جيدا وبسهولة لكل من حوله، ويوضح دور الانسان فى الحفاظ على خليقة الله فى الأرض، ودوره نحو أفراد العائلة البشرية، والتكاتف معا من أجل هذا المجتمع ليكون مجتمع عادل مستدام.
وقال الدكتور عبد المسيح سمعان وكيل كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس سابقا مستشار وزارة الثقافة للبيئة، إنه اختيرت مصر لمؤتمر COP27 لما لها من ثقل سياسى وحضارى وثقافى فى العالم كله، وتحدث عن الإجراءات المتميزة التى تقوم بها الدولة فى قضية تغير المناخ، أولها الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وتمضى الدولة فى ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، ومحطة طاقة الرياح فى جبل الزيت بمنطقة خليج الزيت بساحل البحر الأحمر، وأيضا تمضى مصر فى انتاج الهيدروجين الأخضر (وقود المستقبل)، والنقل لمستدام مثل النقل السريع والكهربائى، وستتحول مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء كنموذج تقدمه الدولة فى المؤتمر.
وعن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بوزارة التخطيط، تحدث السفير هشام بدر سفير مصر السابق باليابان ومنسق عام المبادرة ورئيس اللجنة التنظيمية، وقال إنها تهدف إلى التوعية من خلال التشجيع لتقديم مشروعات من الشعب المصرى والشركات وليس من الحكومة، وعبقرية المبادرة فى تمكين المحافظات والمحليات وتوطين التنمية المستدامة فى مصر، من خلال منصة وطنية واحدة تهدف بمشاركة كل من لديه مشروع قابل للتنفيذ وليست فكرة نظرية أو مشروع قائم، فى 6 فئات ( كبير، متوسط، صغير، شركات ناشئة، مجتمعية غير هادفة للربح، المرأة)، وصل عدد المشروعات المقدمة حتى غلق باب التقدم يوم 18 سبتمبر الجارى إلى 6200 مشروعا مطابق للمعايير الموضوعة من كل محافظات مصر، وستقوم كل لجنة فى المحافظة برئاسة المحافظ باختيار 6 مشروعات بمعدل مشروع من كل فئة، وتقديمه للجنة الوطنية لتكون المحصلة فى النهاية 162 مشروعا، نقوم بعمل مؤتمر وطنى لهذه المشروعات فى نهاية أكتوبر المقبل، وسيتم اختيار 18 مشروعا منهم فى مؤتمر COP27 لعرضهم على العالم.
وعن العدالة المناخية، تحدث الدكتور أحمد أبو اليزيد عبدالحافظ أستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة الاستشارية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، نتحدث عن قضية وجودية، تسبب فيها الدول الصناعية العظمى بواقع تلوث أحدثته بنسبة 95%، هى قضية على مستوى العالم تفتقر للعدالة وهو ما يهتم به مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ويؤكد عليه، فالدول النامية ليست لها خطى سريعة نحو التحديث والتكنولوجي والتقنيات، والتى غالبا تاتى من الدول العظمى، ومن يمتلك الابتكار والتكنولوجي وآليات التخديم على السلعة هو الفائز وهو الذى يحصل على حجم كبير فى الاقتصاد العالمى، ونقول هنا نقطة مع الانسانية فتلك الدول التى تسببت فى أصل القضية، لديها واجب اجتماعى عالمى وإلزامى بأن تساهم فى أعطاء هذه التقنيات بمقابل مادى بشكل مخفف.
وأشارت الدكتورة منال خيري أستاذ استراتيجيات الاقتصاد جامعة حلوان، إلى أن فى رؤية مصر الأساسية والمحدثة 2030، نجد ماهو يعرف بالاقتصاد التنافسى متنوع ومستدام، وريادة الأعمال جزء مهم جدا فى رؤية مصر 2030، ومنها مايعرف بريادة الأعمال الخضراء بمعنى أن أى مشروع يبدأ بفكرة ابتكارية صغيرة تموله حاضنات الأعمال، وطالما موفرة للطاقة فتدخل فى مجال المشروعات الخضراء وتموله قطاع البنوك، وحين يكون المشروع استثمارى فيدخل فى نطاق التمويل طويل الأجل لذا طرحت الدولة السندات الخضراء لمزيد من الأمان، واستعرضت عدد من الاجراءات التى قامت بها الدولة وتشجع القطاع الخاص على دخول فى قطاع المشروعات الخضراء.
من جانبها، تحدثت الدكتورة حنان عمر مدير عام حماية البيئة والتنمية المستدامة بإحدى شركات البترول، وعضو مبادرة المليون شاب متطوح للتكيف المناخى عن المبادرة التى تقع تحت مظلة كلية الدراسات العليا والبحوث جامعة عين شمس، بهدف نشر الثقافة والوعى البيئى فى إطار مباردة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ” اتحضر للأخضر”، وتستهدف المبادرة الطبقات العادية فى المجتمع على مستوى الجمهورية، ومايحدث لنا الآن من تغيرات مناخية حذر منه علماء البيئة منذ أكثر من 20 عاما ولم ننتبه لها، وتعاملنا مع البيئة تعامل قاسى، لذا يجب أن نسرع فى تعديل سلوكياتنا للمحافظة على المناخ.
وفي المحور الأخير من الملتقى تحدث الجميع عن أهمية cop 27 وهذا المحفل الدولي الكبير الذي يقام على أرض السلام شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم ، وقدمت فرقة “النغم الخالد” بقيادة المايسترو الدكتور محمد عوض، باقة من الفقرات الفنية، حيث شدت الفرقة بأغنية “حلاوة شمسنا، طلعت يا محلى نورها، الحياة حلوة، وكانت هناك مشاركة متميزة من الدكتور أشرف عبد الرحمن أستاذ النقد الفني بأكاديمية الفنون، الذى تغنى بأغنية ” أنساك، قولى عملك ايه قلبى”.