خروجتنا

حكاية شارع| هل عاش الزعيم “عرابي” في وسط البلد؟.. ولماذا نفاه الإنجليز؟

تتميز القاهرة بشوارعها المميزة والأماكن السياحية والتراثية الجميلة، وتعد منطقة القاهرة الخديوية هي قلب العاصمة المصرية، وتبدأ من كوبري قصر النيل حتى منطقة العتبة، وعلى الرغم من النهضة الحديثة والتطوير الذي شهدته شوارع العاصمة إلا أن النهضة العمرانية بدأت في عهد الخديوي إسماعيل أكبر أبناء محمد علي، ومن أشهر الأماكن في منطقة القاهرة الخديوية هو شارع أحمد عرابي والذي يبدأ من حافة شارع رمسيس وينتهي على أعتاب شارع 26 يوليو، وتقدم لكم منصة كلمتنا في التقرير التالي قصة الزعيم أحمد عرابي زعيم الثورة العرابية.

ولد أحمد عرابي في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية في 31 مارس عام 1841م، وكان والده يعمل فلاحًا وشيخًا للبلد، وقام والده بإرساله للأزهر وهو في الثامنة من العمر ليدرس اللغة العربية والفقه والتفسير، إلا أنه عام 1854م أصدر سعيد باشا قرارًا بتجنيد أبناء المشايخ في الجيش فتم تجنيد أحمد عرابي في هذا الوقت مع كافة أقرانه.

التحق الزعيم الراحل أحمد عرابي بالخدمة العسكرية بدرجة بلوك أمين في 6 ديسمبر عام 1854م، وتدرج في الرتب حتى حصل على رتبة أميرالاي أي عميد في يونيو عام 1879م، ثم رتبة لواء عام 1882م، وفي نفس العمر صدر أمرً بتعيينه وكيلًا لنظارة الحربية ثم اختير وزيرًا للحربية في فبراير من نفس العام وكان هذا في عهد وزارة محمود سامي البارودي باشا.

ومن أهم المواقف الوطنية التي لن ينساها التاريخ للزعيم الراحل أحمد عرابي هي عندما اجتمع عدد من الضباط في منزله في يناير 1881م، واتفقوا على أن يتحدث باسمهم وكتبوا عريضة إلى رئيس الوزراء مطالبين بعزل وزير الحربية آنذاك لانحيازه للأتراك والشراكسة، كما طالبوا بانتخاب مجلس نواب وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي وتعديل القوانين العسكرية وإلغاء السخرة، وفي 9 سبتمبر 1881م قدم عرابي طلبات الجيش والأمة إلى الخديوي واستجاب لها، وأقال وزارة رياض باشا وأمر بانتخاب مجلس للنواب.

ولم يرغب الإنجليز في ذلك الوقت في رؤية أي تطوير أو نهضة في مصر، وكانوا متربصين بمصر وينتظرون الفرصة لاحتلالها، وعند حدوث بعض المناوشات بين المصريين والأجانب في الإسكندرية عام 1882م قامت إنجلترا بضربها، وتحالف الخديوي مع الإنجليز للقضاء على حركة عرابي، والذي قرر الذهاب بقواته إلى كفر الدوار لقطع الطريق على الإنجليز وكشف للأمة خيانة الخديوي، وأصدر السلطان فرمان بعصيان عرابي وانسحب قائد الثورة العرابية للقاهرة وحاول الدفاع عنها لكنها سقطت في يد الإنجليز في سبتمبر عام 1882م وتم إلقاء القبض عليه.

وتمت محاكمة عرابي وصدر القرار بنفيه إلى جزيرة سيلان، وغادر مصر في 28 ديسمبر 1882م، حيث قضى في منفاه أكثر من 19 عامًا، ثم عاد عرابي إلى مصر في 30 سبتمبر 1901م، ليقيم مع أولاده في عمارة البابلي بشارع الملك الناصر المتفرع من شارع خيرت حي السيدة وتوفي يوم 21 سبتمبر 1911م.

كتب قائد الثورة العرابية مذكراته واستعرض فيها جميع أحداث ثورته، وكانت تحت عنوان “مذكرات الزعيم أحمد العرابي: كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية”.

اقرأ ايضاً: متحف عرابي.. هل يندثر بسبب الإهمال؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى