حوارات

مؤسس “دار نشر أرجوحة” يتحدث عن “مؤتمر الشارقة القرائي للطفل”

د. محمد فتحي: نحتاج مشروعًا متكاملًا للطفل ترعاه الدولة

جهود متميزة تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، لدعم جهود الثقافة والمعرفة، فتارة تدعم الشباب العربي في مجالات البرمجة، وتارة في مجالات الأدب والثقافة، لتمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات والأجيال، وتؤكد أن المعرفة والعلم قادران على لم شملنا وعودة مشاعل التنوير والحضارة التي علمت العالم، منذ فجر التاريخ.

منصة كلمتنا” كان لها هذا اللقاء مع الدكتور محمد فتحي، أستاذ الإعلام بجامعة حلوان، مؤسس دار النشر المصرية “أرجوحة”، المتخصصة في أدب الطفل، ومؤسس ورئيس مجلس أمناء “اسمعونا”، حول أحدث أبرز أنشطته الثقافية للأطفال، وكواليس رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة لفعاليات “مهرجان الشارقة القرائي للطفل” والتعاون مع “مؤسسة فاهم للدعم النفسي” والتي أطلقتها السفيرة “نبيلة مكرم“، وزيرة الهجرة المصرية السابقة.

إجابات عن العديد من الأسئلة حول رؤيته لمستقبل أدب الأطفال في مصر، ورأيه في إطلاق قناة متخصصة لذلك، وكيف يجد أطفال الجيل الحالي هويتهم وثقافتهم، فإلى تفاصيل الحوار:

في البداية، كيف ترون المحتوى المقدم لأدب الطفل في مصر كما ونوعا؟

هناك أعمال مميزة في أدب الطفل في مصر، وكتاب رائعون، إلا أن التحديات الأبرز في هذا المحتوى يمكن أن نشير إليها في قلة فرص النشر للأطفال في ظل عدم وجود سوق حقيقي لكتاب الطفل، وتراجع دور المكتبات المدرسية، والمكتبات العامة بشكل عام، كما يأتي تحدي المحتوى الملائم لطفل هذا العصر في مواجهة محتوى مكرر يدور فيه البعض في نفس الدائرة، ويعالج نفس الموضوعات بشكل متشابه، ويمكن أن نضيف كذلك فكرة عدم تواصل السواد الأعظم من كتاب الأطفال في مصر مع الأطفال الذين يكتبون لهم بشكل مباشر، فأغلبهم للأسف يتحدث عن طفل لا يعرفه، أو يختصر الأطفال في أبنائه فقط، وهو تصور قاصر جدًا يحتاج إلى مراجعة.

ما الذي نحتاجه لنطلق قناة متخصصة للأطفال في مصر؟

المشكلة ليست في وجود قناة أطفال، بل في مشروع متكامل للطفل ترعاه الدولة بإرادة وإدارة، وليس بأحدهما دون الآخر، فأغلب من يتحدثون في ملف الطفل يختصرون الأمر في قناة وهذا أمر غير صحيح، وغير منصف، كما أن بعض غير المتخصصين يعتبر أن المشكلة الوحيدة هي مشكلة مادية فقط لو توفرت ستطلق بعدها قناة للأطفال، وهو أيضًا عرض غير دقيق فالفكرة هي الأساس، وبعدها تأتي التكلفة.

كيف تقيمون تجربة المشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل؟

المشاركة متميزة بالتأكيد، وقد قدمنا في أرجوحة أكثر من 20 إصدارًا للمكتبة العربية، وحققت الإصدارات صدى مميز، وشاركنا ببعضها في مسابقة اتصالات، وهي أحد أرفع جوائز أدب الطفل في العالم العربي، كما أجرينا بعض اللقاءات على هامش الملتقى ضمن مشاركتنا في مؤتمر الرسوم المتحركة الذي قابلت فيه عددًا من أهم منتجي الرسوم المتحركة في العالم، وأسعدنا رأيهم في مستوى رسامينا المتميزين، واستعدادهم للتعاون معنا في إنتاج بعض الأعمال.

أشادت السفيرة نبيلة مكرم بالتعاون مع مؤسسة فاهم ومؤسستكم، فما الخطط المستقبلية التي تسعون لتحقيقها؟

نستعد لإطلاق العديد من الكتيبات التي تناقش الصحة النفسية للطفل من خلال عدة إصدارات نوعية يخاطب بعضها الأطفال من مختلف الأعمار، ويخاطب البعض الآخر الأسرة العربية التي تحتاج لتوعية حقيقية لتزيل وصمة العار من المرض النفسي، وتحتاج كذلك لطريقة علمية وعملية في التعامل مع الأطفال الذين يعانون نفسيًا ويحتاجون لتدخل واعي، وفي هذا الصدد نحب أن نشكر جهد مؤسسة فاهم للدعم النفسي، والتي ألقت حجرًا في المياه الراكدة، لتلعب دورًا نبيلًا في توعية ودعم الأسر المصرية والعربية، وإنقاذ أطفالنا من المتاعب النفسية المختلفة.

ما رسالتكم إلى القائمين على مهرجان الشارقة؟

لا أبالغ حين أقول إن الشارقة هي عاصمة الطفل العربي في الوقت الحالي، ببرلمان الطفل المتميز الذي ترعاه، وبمهرجانها القرائي للطفل الذي ترعاه بدعم مباشر ورعاية من سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والعاشق لمصر والمصريين دائمًا.

الجيل الحالي يعاني مخاطر الاغتراب وضياع الهوية، فماذا تقترحون لتدارك ذلك الأمر؟

الجيل الحالي من الأطفال يحتاج لمن يتحدث معه وليس من يتحدث عنه، ويحتاج كذلك لوسيط مختلف للقصة التي تقدم له دون أن ينسى الكتاب الورقي، وإذا كان هناك معاناة ومخاطر أخرى مثل الاغتراب وضياع الهوية، فدور الأسرة يظل هو الأساس، ودعم الدولة بشكل مباشر وقوي هو الكفيل بإنجاح أي مشروع للطفل المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى