قهوة العلوم

مكتئب أم حزين؟.. إليك كيفية التفرقة بينهما

في الآونة الأخيرة، أصبح هناك خلطًا كبيرًا بين الحزن والاكتئاب، فعندما يشعر الشباب بالضيق قليلًا فإن أول ما يقوله “أنا أشعر بالاكتئاب”، ولكن في حقيقة الأمر أن الإصابة بالاكتئاب ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق، لأنك حينها ستشعر أنك فقدت شهيتك للحياة بأكلمها وليست مجرد مشاعر ضيق إثر موقف ما، فكيف نفرق بين الاكتئاب والحزن؟.. ستجيبك كلمتنا في هذا المقال.

الحزن أو سوء الحالة المزاجية

قد تمر أحيانًا بمواقف حياتية صعبة، أو قد تعاني من مشاكل شخصية أسرية أو عاطفية أو أزمات صحية أو مالية وغيرها من الأمور، تلك المواقف قد تجعلك حزينًا أو محبطًا أو قد تشعر بسوء حالتك المزاجية ومن ثم عدم الرغبة في القيام بالمهام اليومية، وهو الأمر الذي قد يؤثر على حياتك بشكل سلبي.

فإذا كنت تعاني من الحزن فمن الممكن أن تفقد القدرة على النوم ليلًا بشكل طبيعي أي ستعاني من “الأرق”، وأيضًا من أشهر أعراض الحزن هو فقدان الشهية لوقت مؤقت والشعور بالقلق في أغلب الأوقات، لكن يعد الحزن إحدى المشاعر العابرة التي تنتهي بانتهاء الموقف.

كما يمكنك التخلص من الحزن أو سوء الحالة المزاجية بكسر الروتين اليومي أو القيام ببعض الأنشطة المختلفة، مثل التنزه مع الأصدقاء، أو مشاهدة فيلمك المفضل أو السفر أو الحديث مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك عما يزعجك، أي ستتمكن في النهاية من التخلص من مشاعر الحزن، وهو الفارق بينه وبين الاكتئاب الذي يستعدي في الغالب تدخل طبيب نفسي للعلاج لأنه يصنف واحدًا من أهم وأشهر الأمراض النفسية في الآونة الأخيرة.

فإذا شعرت أن مشاعر الحزن داخلك لم تختفي أو تقل بمرور الوقت وطال الأمر إلى أسابيع أو شهور، ففي هذه الحالة من الممكن أن تكون تعاني من الاكتئاب.. فما هو؟

اقرأ أيضًا: هل القلق يعيق حياتك؟.. إليك 8 خطوات للتخلص منه

الاكتئاب

الاكتئاب هو مرض نفسي وعقلي يؤثر على كيمياء المخ، وبالتالي من شأنه أن يؤثر على طريقة تفكير الشخص ومن ثم تصرفاته، إذ يجعلك تفقد القدرة على مواصلة حياتك اليومية بشكل طبيعي أي تشعر بانعدام الرغبة في الحياة، وهو الأمر الذي قد يصل في أحيان كثيرة إلى سيطرة فكرة “الانتحار” على المريض.

فحسب إحصاءات منظمة الصحية العالمية فإن 5% من البالغين حول العالم يعانون من الاكتئاب أي نحو 280 مليون شخص، كما ينتحر كل عام أكثر 700 ألف شخص بسبب الاكتئاب، فهو مصنف أنه رابع سبب رئيسي للوفاة حول العالم للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا.

فإذا كنت تعاني من الاكتئاب ستشعر بحزن شديد ومستمر، وستلجأ إلى النوم لساعات طويلة وذلك هرباً من الواقع فضلًا عن فقدان الشهية أو تناول الأكل بشكل مفرط، بالإضافة إلى الشعور باليأس والتشاؤم والاحباط، كما يؤثر هذا المرض النفسي على عملية التفكير واتخاذ القرارات، وذلك بالإضافة إلى بعض الأعراض الجسدية مثل الصداع واضطرابات الجهاز الهضمي.. ولكن لماذا نصاب بالاكتئاب؟

عوامل مجتمعة أو وراثية

هناك عدد من العوامل التي تسبب الإصابة بالاكتئاب، وهي تتنوع بين عوامل وراثية مثل وجود تاريخ عائلي لهذا المرض في أسرتك، أو قد تصاب بالاكتئاب بسبب أزمات مجتمعية، مثل التعرض لصدمة ما، أو فقدان أحد أفراد العائلة أو الأحبة، أو المعاناة من الوحدة والافتقار إلى الدعم المجتمعي، أو المعاناة من مشاكل مع النفس مثل عدم احترام وتقدير الذات وهو الأمر الذي سيؤثر على حياتك بشكل سلبي وبمرور الوقت قد تعاني من الاكتئاب بسبب تزايد المواقف السلبية، وغيرها من الأسباب الصحية والنفسية.

فإذا كنت تعاني من إحدى الأعراض السابقة وتشعر بالحزن منذ فترة طويلة، فمن الأفضل زيارة طبيب أو أخصائي نفسي لتلقي العلاج المعرفي السلوكي أو الدوائي المناسب، للتخلص من هذا الاضطراب النفسي وممارسة حياتك بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: 4 كتب ستساعدك على التخلص من الاكتئاب.. تعرف عليهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى