يعتبر مصطفى النحاس باشا من أبرز السياسيين المصريين، ووصفه الزعيم سعد زغلول بأنه “سيد الناس”، وكان النحاس باشا أحد مؤسسي جامعة الدول العربية وحزب الوفد، كما تولى منصب رئيس وزراء مصر سبع مرات، وفي ذكرى وفاته والتي تحل اليوم 23 أغسطس تصحبكم منصة كلمتنا في تقرير عن الزعيم الراحل.
النشأة
ولد مصطفى النحاس باشا عام 1876م في بلدة سمنود بمحافظة الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم التحق بالمدرسة الخديوية الثانوية وتخرج من كلية الحقوق، وعين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائي لفترة طويلة.
الانشغال بالحركة الوطنية
وكان مصطفى النحاس باشا أثناء عمله في القضاء يزور منطقة قناة السويس ليرى ما إذا كان الأتراك قد عبروا القناة في الحرب العالمية الأولى.
وانضم إلى ثورة عام 1919، وفي العام التالي أصبح أهم مساعدي الزعيم الراحل سعد زغلول وينظم الطلبة الوفديين، وفي أول انتخابات لمجلس النواب اختير عضواً عن دائرة سمنود.
وتولى مصطفى النحاس وزارة المواصلات في يناير عام 1924م في أول وزارة يشكلها الزعيم سعد زغلول، ثم انتخب نائباً في البرلمان عام 1926م.
وحاول الوفد إدخاله وزيراً في الوزارة الائتلافية في يونيو عام 1926م ولكن المندوب السامي اعترض فانتخب نائباً لرئيس مجلس النواب.
وأصبح رئيساً لحزب الوفد في سبتمبر عام 1927م بعد وفاة الزعيم سعد زغلول.
رئاسة الوزراء
شكل مصطفى النحاس وزارته الأولى في 16 مارس 1928م وتولى فيها منصب وزير الداخلية، ولكنها سقطت بعد ثلاث شهور نتيجة تأزم علاقته مع القصر والإنجليز، ثم شكل وزارته الثانية التي احتفظ فيها بمنصب وزير الداخلية أيضاً في أول يناير عام 1930م والتي تفاوض خلالها مع هندرسون وزير الخارجية البريطانية للوصول لاتفاق ينص على استقلال مصر.
وشكل النحاس وزارته الثالثة في 9 مايو واحتفظ فيها بمنصب وزير الداخلية، وأدار مفاوضات ناجحة مع إنجلترا انتهت بتوقيع معاهدة 1936م، وفى وزارته الرابعة احتفظ بمنصب وزير الداخلية أيضاً وكان ذلك في أول أغسطس عام 1937م، وفي هذه الوزارة احتدمت الخلافات بينه وبين الملك بشأن تعيين بعض الشخصيات، وترشيح بعض أعضاء مجلس الشيوخ، ثم شكل النحاس وزارته الخامسة في 4 فبراير 1942م، وتولى فيها منصبي وزيري الداخلية والخارجية، بعد أن أعاده الإنجليز على رأس الوزارة بقوة السلاح عندما حاصرت الدبابات البريطانية قصر عابدين وأرغمت الملك على عودته، وقد سعى الملك نتيجة ذلك لإحداث شقاق بين الوفديين تمثل في الصدام بين النحاس ومكرم عبيد سكرتير عام الوفد ووزير المالية، وهذا ما أدى إلى انشقاق الأخير عن الوفد، مما أدى بالنحاس لتشكيل وزارته السادسة التي تولى فيها منصبي وزير الداخلية والخارجية في 26 مايو ١1942م، وأزاح مكرم عبيد منها، ثم شكل النحاس وزارته السابعة والأخيرة في 12 يناير 1950م.
إنجازاته
ومن أهم إنجازات الزعيم مصطفى النحاس إلغاء الامتيازات الأجنبية في مصر عقب مؤتمر مونترو 1937م، والمشاركة في تأسيس جامعة الدول العربية، وإلغاء معاهدة 1936م، وإنشاء وزارة للاقتصاد الوطني.
الوفاة
توفى مصطفى النحاس باشا في 23 أغسطس عام 1965م، وودعته الجماهير فى مشهد مهيب لمثواه الأخير.
اقرأ ايضاً: في ذكرى وفاته.. أغرب الأحداث في حياة زعيم الأمة سعد باشا زغلول
