كلام رجالة

حفظ التراث ونال الـ”بوكر”.. “يوسف زيدان” روائي بمذاق خاص

أسماء هنداوي:

مؤلفاته تقترب من الستين فضلًا عن أبحاثه التي تخطت الثمانين، ويعد من أهم الروائيين والكتاب والباحثين المصريين، بسبب أعماله الروائية والتاريخية والفهرسية، وأشهر روايته “عزازيل” التي يعرفها العديد من الشباب ومن أفضل الروايات العربية.

أنه الدكتور يوسف زيدان الروائي والباحث المصري الكبير والمتخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، الذي اختارته لك اليوم “كلمتنا” لتتعرف عليه أكثر، فالعديد من الشباب لا يعرفون عنه إلا رواية عزازيل، لأنها استطاعت جذب انتباه الشباب كثيرًا بسبب أسلوبها الشيق ومحتواها، لذلك نقدم لك روايات أخرى له عليك قرائتها… لكن تعال أولا نتعرف عليه:

ولد د. يوسف عام 1958 بمحافظة سوهاج ولكنه انتقل للعيش في الإسكندرية مع جده الي كان يشجعه دائمًا على القراءة، كما أنه أنهى قراءة مختلف أعمال شكسبير ومحمود درويش قبل إنهائه المرحلة الثانوية، ودرس الفلسفة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، كان يشغل الفكر الإسلامي الصوفي تفكيره طوال دراسته، وبعد تخرجه حصل على الماجستير والدكتوراة والأستاذية في الفلسفة الإسلامية وتاريخ العلوم، وعمل مديرًا لمركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية.

عزازيل

أما عن الأعمال الروائية فلديه العديد من الروايات التي تتضمن أيضًا التاريخ والفلسفة وحقبات زمنية مهمة، ولعل أشهر رواياته “عزازيل” التي تم أصدراها عام 2008 وهي ترجمة للفائف مكتوبة باللغة السريانية وأحداثها تدور في القرن الخامس الميلادي بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا بعد تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وما حدث بعدها من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة ثانية، وتميزت لغة الرواية بالفصاحة والأسلوب الجيد، ولكن أثار محتواها جدلًا كبيرًا والكثير من انتقادات رجال الدين المسيحين متهمينه بالإساءة إلى المسيحية، كما اتهموه بتقليد رواية إيطالية.

جائزة “بوكر”

حصلت “عزازيل” على الجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عام 2009 كأفضل رواية، وأيضًا نالت جائزة “أنوبي” البريطانية عام 2012 لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية.

ومن أشهر رواياته أيضًا:

– رواية “ظل الأفعى” وصدرت عام 2006 وتدور حول شخص نفرت منه زوجته دون سبب معروف ويحاول استرضاءها، ويحاول الاستعانة بجدّها الباشا لإعادتها إلى صوابها.

– الرواية التاريخية “النبطي” صدرت عام 2010 وتدور في العقدين ما قبل فتح مصر وانتشار الدين الإسلامي فيها وكيف تحولت من المسيحية إلى الإسلام.

سلسلة روايات “محال” والتي تضم ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول”محال” صدر عام 2012 ويتحدث عن شاب سوداني متدين يعمل بالأقصر والذي تنقلب حياته بعدما يلتقي بأسامة بن لادن ثم يتم الزج به في سجن.
الجزء الثاني “غوانتانامو” صدر 2014 وتدور أحداث الرواية في معتقل جوانتانامو بكوبا وهي استكمال لأحداث رواية “محال” التي انتهى الحال ببطلها بالوقوع أسيرًا في المعتقل بالخطأ ودون أدنى ذنب.
الجزء الثالث “نور” صدر عام 2016 يصر فيها يوسف زيدان على سبر أغوار الأنثى وتدور أحداث الرواية في أن شخص واحد يسرد للقارئ الأحداث من خلال وجهة نظره وتفاعله مع باقي الشخصيات المحيطة.

– رواية “فردقان” صدرت عام 2018 والتي دخلت في القائمة النهائية القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، وتتناول السيرة الذاتية لشخصية عربية أثرت في العالم كله وهو ابن سينا.

توثيق التراث

انطلاقًا من مبدأ الحفاظ على التراث فلقد عمل يوسف زيدان على فهرسة أكثر من 18 ألف مخطوطة مصرية، فلقد كان يرى أن الفهرسة واحظة من أشق العمليات التراثية وأقلها مجدًا ولكنها أساس الحفاظ على التراث وتوثيقه، ومن أهم فهارسه فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية وفهرس مخطوطات أبى العباس المرسى وفهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوي.

بالإضافة إلى ذلك اهتم يوسف زيدان بتاريخ الطب العربي خاصة فدرس بن النفيس صاحب موسوعة “الشامل في الصناعة الطبية” وحققها ونشرها في ثلاثين مجلد ضمن إصدارات المجمع الثقافي في أبو ظبي، وأيضًا من أهم أعماله في ذلك التاريخ “المختار من الأغذية” و”رسالة الأعضاء” لابن النفيس، إلى جانب شرح فصول أبقراط.

التصوف والفلسفة

اهتم بحثيًا بالفكر الإسلامي والتصوف، وله العديد من المؤلفات المتنوعة فقد كتب في التاريخ والفلسفة والروايات، وركز كثيرًا على مزج التصوف بالفلسلفة، وعمل على مراحل النضوج في التصوف ذلك الجزء الذي يعد الأكثر تعقيدًا في تاريخ التصوف بسبب الأفكار المختلف والمذاهب الفلسفية، فكان من أهم ما كتب في ذلك “شرح مشكلات الفتوحات، ديوان عبد القادر الجيلاني، الفكر الصوفي عند عبد الكريم الجيلي” وغيرها من مؤلفات التصوف الفلسفي.

كما أنه اهتم بالفلسفة الشرقية ومن أهم أعماله في ذلك “حي بن يقظان، النصوص الأربعة ومبدعوها” ويعد هذا الكتاب أكثر وأشمل تجميع لأعمق التيمات الفلسفية في التراث العربي، وليس ذلك فقط بل أن من أشهر كتبه أيضًا في ذلك كتاب “اللاهوت العربي وأصول العنف الديني” والذي يتحدث فيه عن محاولة فهمه لجذور العنف الديني في الديانات السماوية الثلاثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى