حبيب الملايين.. ما لا يعرفه الجيل الجديد عن “عبد الناصر”
من أبرز القادة العرب في القرن العشرين، كان يؤمن دائمًا بالأمجاد، فقد نشأ على الفكر القومي العربي، وكانت له العديد من الإنجازات التي ظلت خالدة في عقول العالم العربي وخاصًة المصريين، إنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ثاني رؤساء مصر بعد سقوط الملكية، وأحد قادة ثورة يوليو عام 1952، والذي كان له دورًا بارزًا في الحركة القومية العربية، وفي ذكرى وفاته التي توافق 28 سبتمبر تقدم لكم منصة «كلمتنا» أهم إنجازته.
الحياة السياسية
بدأ جمال عبد الناصر مشاركته في النشاط السياسي في المرحلة الثانوية، وذلك عندما شارك في الكثير من المظاهر التي كانت يتم تنظيمها ضد البريطانيين، لتظهر تلك المواقف الشاب الذي سيكون عليه، وبعد الدراسة الثانوية انضم إلى الكلية الحربية، وكانت الدراسة العسكرية هي كل اهتمامه وقتها.
كانت أول تجارب عبد الناصر العسكرية في الميدان عام 1948 في حرب فلسطين ضد العدو الإسرائيلي، وعندما كان يؤدي فترة من عسكريته التقى ثلاثة من الضباط الذين كان يشاركوه في طموحاته وآماله، ليأسسوا سويًا حركة الضباط الأحرار، والتي كانت تهدف إلى الإطاحة بالحكم البريطاني والعائلة الحاكمة الملكية، وبالفعل في عام 1952 قام جمال عبد الناصر مع مجموعة تتكون من 89 ضابطًا من الجيش المصري، بثورة 23 يوليو، ليتم طرد الملك فاروق وعائلته الحاكمة، ويصبح أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، ليبدأ عصر جديد من الإنجازات والإصلاحات في مصر.
إنجازات جمال عبد الناصر
قام جمال عبد الناصر بتعديل الدستور المصري عام 1956، والذي أعلن أن مصر جمهورية وتأسيس نظام الحزب الواحد، كما أنه منح حق الاقتراع للمرأة، وحظر التمييز القائم على نوع الجنس، وكفل حماية خاصة للنساء في مكان العمل، ثم قام بطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام 23 يونيو من نفس العام، كما ترشح عبد الناصر لمنصب رئاسة الجمهورية، ليحوز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة، فقد انتصر عبد الناصر في التصويت على الدستور بنسبة 99%، وكذلك في انتخابات الرئاسة بنسبة 99.948% ليتم إعلانه رئيسًا للجمهوية.
وفي شهر يوليو عام 1956 بعد أن أصبح جمال عبد الناصر رئيسًا لمصر قام بتأميم قناة السويس، ليتم استقبال هذا القرار بتأييد كبير من قبل المصريين وكذلك في جميع أنحاء الوطن العربي، ليس ذلك فقط بل نزل أيضًا إلى الشوارع الآلاف مرددين الهتافات الداعمة لذلك القرار، ليكتسب وقتها شعبية كبيرة، ولكن ذلك الأمر أقلق فرنسا وبريطانيا اللتان كانتا أكبر دولتين مساهمتين في مشروع قناة السويس، وبالفعل قاما بالتآمر مع إسرائيل لشن حرب ضد عبد الناصر.
وفي 29 أكتوبر عام 1956 كان العدوان الثلاثي على مصر، فقد قامت القوات الإسرائيلية باحتلال سيناء، ثم بعدها بيومين هاجمت الطائرات الفرنسية والبريطانية المطارات المصرية، وخرج عبد الناصر ظاهريًا من تلك الحرب منتصرًا سياسيًا ولكن كان يوجد العديد من الخسائر، ليصدر بعدها مجموعة من اللوائح التي فرضت شروطًا صارمة للحصول على الإقامة والمواطنة، والتي أثرت في أغلبها على المواطنين اليهود، ليبرز عبد الناصر وقتها زعيمًا انتظرته الجماهير العربية منذ زمن.
بناء السد العالي
كان من أهم الإنجازات التي قام بها جمال عبد الناصر بناء السد العالي، وقد بدأ العمل فيه عام 1968، كما أنه كان العقل المدبر لمشروع بحيرة ناصر وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم، بالإضافة إلى اهتمامه بالنهضة الزراعية وإصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي ضمن لكل فلاح 5 أفدنة، فضلًا عن أنه كان سببًا في النهضة الصناعية وتم في عصره بناء أكثر من 1000 مصنع، كما أنه قام بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، وكذلك قام بالعديد من الإصلاحات الاجتماعية.
استطاع جمال عبد الناصر خلال 18 عامًا أن يثبت كونه قائد مصري وسياسي مخضرم وكسب شعبية كبيرة بين الدول العربية، وذلك لدعمهم الدائم، فقد أرسل القوات المصرية لدعم الجيش الجمهوري اليمني في الحرب الأهلية اليمنية، كما قام بالوحدة مع سوريا عام 1958 وأسماها الجمهورية العربية المتحدة، بالإضافة إلى تأسيسه اتحاد فدرالي مع اليمن.
بعد قيام حرب الأيام الستة، وذلك بسبب قيام عبد الناصر بمنع الشحن الإسرائيلي من خليج العقبة، أعلن جمال عبد الناصر استقالته، لكنه عاد عن ذلك القرار بعد العديد من الضغوط الجماهيرية الحاشدة.
وفي 28 سبتمبر عام 1970 توفي جمال عبد الناصر بسبب تعرضه لنوبة قلبية، فقد عانى من تصلب الشرايين والدوالي، وكذلك مضاعفات مرض السكري، وشكل إعلان نبأ وفاته صدمة للمصريين والجماهير العربية، وحضر جنازته أكثر من 5 ملايين مشيع وجميع رؤساء الدول العربية.
من أشهر أقوال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر:
1. ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.
2. إن النصر حركة، والحركة عمل، والعمل فكر، والفكر فهم وإيمان، وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان.
3. عندما تتعارض الثورة مع شبابها فإن الثورة على خطأ.
4. إن الجامعات ليست أبراجاً عاجية، ولكنها الطليعة التى تقود الشعب نحو مستقبل أفضل.
5. لا يمكن للجائع الجاهل أن يكون حرًا ومسؤولًا عن اختياراته.
6. الوحدة موجودة فعلاً بين أبناء الشعب العربي، إن الخلافات قائمة بين النظم والحكومات.