كلام رجالة

أسامة أنور عكاشة.. أبو الدراما المصرية

تحل اليوم الذكرى الرابعة عشرة على رحيل أبو الدراما المصرية، الكاتب أسامة أنور عكاشة فهو كان كاتبًا استثنائيًا ومفكرا بروح أديب، جعل من قضايا مجتمعه وما يحدث في الشارع المصري عملًا متميزًا، يناقش فيه الشارع المصري بكل همومه ويلقي الضوء على الإنسان المصري بعيوبه ومميزاته من خلال عوالم دارمية عكاشية، حيث تأثر بالرائع نجيب محفوظ وطريقة تقديمه للشخصيات وطرحه لعوالم المصري.

‎من خلال منصة كلمتنا نتعرف أكثر على حياة الراحل أسامة أنور عكاشة.

نجيب محفوظ الدراما

‎صنع عكاشة من خلال مسلسلاته شهرة فائقة حفرت في ذاكرة أجيال متتالية، مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع وأرابيسك وغيرهم، لذلك أطلق عليه لقب “نجيب محفوظ الدراما”، وذلك لأن أعماله اتسمت بالأعمال الملحمية وتعدد الشخصيات والأجيال، بجانب تميز أعماله بالواقعية الشديدة التي يعيشها الشارع المصري.

انشغال عكاشة بهموم الشارع المصري في معظم أعماله

‎لم يقتصر قلم عكاشة على عدد الحلقات والصراعات التي تحدث في الشارع المصري فقط، بل كان يمتد إلى هو أبعد من ذلك من خلال تساؤلات عميقة ومختلفة تترجم في أعماله من خلال شخصيات العمل، على سبيل المثال مسلسل الرايا البيضاء، ناقش فيها مدى قدرة الأشخاص على الصمود أمام المال والسلطة والنفوذ، وهل ستنجح المبادئ أمام الفساد والشر؟

‎وعند النظر لمسلسل ليالي الحلمية، وتناول عكاشة هذه الحقبة التاريخية الهامة وعيوب هذه الفترة الناصرية، بجانب تحليله أيضا للفساد الذي كثر في هذه الأيام بعد عهد ناصر، فمسلسل ليالي الحلمية بأجزائه الخمس ناقش التاريخ المصري من بداية الأربعينيات حتى التسعينيات، بشخصيات حية وتعايشنا معها على مدار خمسة سنين متتالية لنشاهد تاريخ مصر في تلك الفترة.

‎أيضا من القضايا التي اهتم بها الراحل وناقشها في مسلسلاته، هل يوجد حب حقيقي في هذا الزمن وهل يتغلب الحب على الطموحات المادية؟، هل الحب كافي في هذا الوقت وفي ظل الاحتياجات البشرية المتعددة؟

‎وعند التطرق لمسلسل أرابيسك، نجد عكاشة يناقش فيه الهوية المصرية والأصل المصري والخلط بين الحضارات والأعراق المختلفة المتمثل في الدكتور برهان وزوجته، وعلى النقيض الشخصية المصرية الأصيلة التي مرتبطة بجذورها المصرية والحارة الشعبية المتمثلة في شخصية حسن أرابيسك، ويتضح أن ما يميز عالم أسامة أنور عكاشة، هي الشخصيات التي تحمل عمقًا فلسفيًا وأبعاد مختلفة ومميزة للشخصية، وصراع الإنسان مع القيم والمبادئ في الحياة.

‎ورغم أن الكاتب حقق شهرة واسعة في جميع أعماله الدرامية التي أصبحت أيقونة من أيقونات الشاشة الصغيرة، إلا أنه على الجانب الآخر حقق تجارب إبداعية متميزة من القصص القصيرة بجانب مقالاته المتنوعه ومنها.

همس البحر

‎وهي عبارة كلمات نثرية، صدرت من كاتب تميز بطريقة سرد بسيطة ساهم في تكوين حبكة قوية، زادت من عنصر التشويق بالراوية.

على الجسر

‎جمع الكاتب في رواية على الجسر، مجموعة من أهم مقالاته التي نشرت بالصحف، حيث جمعت الرواية مقالات متنوعة من شتى أنواع النثر الفني.

منخفض الهند الموسمي

‎تدور أحداثها حول ضابط شرطة يعمل في مباحث الآداب ويمر بفترة تغيير حياته، وكان ذلك تزامنًا مع مرور منخفض الهند الموسمي بالبلاد، وتحولت الرواية بعد ذلك إلى مسلسل.

طقوس الكتابة الخاصة بأسامة أنور عكاشة

‎كان أسامة يبدأ الكتابة من الساعة الحادية عشر حتى الخامسة مساء، وكان دائم الكتابة في شقته بالهرم، بجانب شقته بالإسكندرية، وكان دائما يهوى تزيين ورقه بأقلام وألوان مختلفة ليشعر بالتغيير أثناء كتاباته المختلفة، ويتميز الراحل أيضا بكتابة أقوال مأثورة في معظم أعماله، “أنا السؤال والجواب، أنا مفتاح السر وحل اللغز: أنا بشر عامر عبد الظاهر، زيزينيا”
‎مقدمة ابن خلدون وكلامه عن العمران البشري وأطوار المجتمعات والعقاد وطه حسين وشوبنهار وفولتير ورسو وغيرهم.

اقرأ أيضا: العملاق».. حكايات من حياة عباس محمود العقاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى