كلام رجالة

الإمام البخاري.. صحيحه يحظى بثقة أهل السنة رغم المعارك الفكرية والجدل!

يعتبر الإمام البخاري من أهم علماء الحديث على مر التاريخ عند أهل السنة والجماعة، وهو أيضًا أحد أكثر العلماء إثارة للجدل حتى الآن، ويعتبر كتابه صحيح البخاري في رأي العديد من الفقهاء أصح كتاب بعد القرآن والسنة، إلا أنه رغم نجاحه في جمع أحاديث النبي (ص) شكك البعض في صحة ما نقله البخاري في كتابه، وفي ذكرى وفاته تصحبكم منصة كلمتنا في التقرير التالي عن الإمام البخاري الذي يحاط دائما اسمه بالجدل والمعارك الفكرية والفقهية.

من هو البخاري؟

اسمه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ولد في بخاري عام 194 هجريًا وهي إحدى مدن أوزبكستان الحالية، وحفظ البخاري القرآن الكريم في صغره وتلقى علوم الدين الأساسية وحفظ آلاف الأحاديث وهو لايزال غلامًا، وحين أكمل السادسة عشرة من عمره سافر مع أمه وأخيه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وتخلف عنهما للتزود بالمعرفة، وبقي هناك 6 أعوام وبدأ في جمع الأحاديث النبوية.

منهج صارم

وكان منهج الإمام البخاري في رواية الأحاديث النبوية صارمًا، فعمل على الاستقصاء من الرواة والأسانيد، وكان يضع شروطاً لضمان صحة نقل الحديث، تمنع أي احتمال لضعف الحديث، وأصبح البخاري علمًا في هذا الباب في التصنيف والتدقيق، وسافر للعديد من البلدان بهدف جمع الأحاديث، وكان يحفظ بلا كلل ويجتهد في طلب المزيد والتدوين، وقيل أنه كان لا يكتب أي حديث إلا بعد أن يكون توضأ وصلى ركعتين.

صحيح البخاري

ولم يتعجل الإمام البخاري لإخراج كتابه، وحرص على مراجعته وتنقيحه ليخرج بالصورة النهائية له ويضم 7275 حديثًا نبويًا اختارهم الإمام البخاري من بين 600 ألف حديث وصله، وشهد العلماء والمعاصرون للبخاري بالسبق في الحديث، بل ولقبوه بأمير المؤمنين في الحديث، وأثنوا عليه ثناءً عاطرًا.

شهرة البخاري

وحصل البخاري على شهرة ومكانة واسعة بسبب جمعه للحديث النبوي، والذي صنفه في النص المعروف ب”صحيح البخاري”، ويعتمد أهل السنة على هذا الكتاب بشكل كبير ويعتبرونه أصح كتاب إسلامي بعد القرآن الكريم.

شكوك وتهم

رغم الشهرة التي حظى بها الإمام البخاري وصحيحه إلا إنه دائمًا كان يحاط بهما الكثير من الجدل والمعارك الفكرية والفقهية، ومن التهم التي وجهت للإمام البخاري أنه لا يوجد ما يسمى بصحيح البخاري لعدم وجود نسخة أصلية من الكتاب بخط اليد، لكن ذلك غير صحيح حيث إن أعمال البخاري بقيت ووصلت إلينا بالتواتر، وقيل أيضًا أن الوقت بين ميلاد البخاري ووفاة النبي محمد حوالي 200 سنة وهي مدة طويلة مات خلالها كل الصحابة، وبالتالي هناك شك كبير في مصداقية الأحاديث التي قام بإخراجها، بينما يرد مؤيدو البخاري بأن الإمام الراحل اعتمد على معايير علمية للنقد، كما أن البخاري لم يكن أول من جمع الحديث ودونه حتى يطرح مثل هذا الإشكال.

واتهم البعض البخاري أيضا بأن رحلاته التي قام بها إلى بغداد ومكة ومصر كانت قصيرة ولم تكن كافية للسماع من كل الرواة وجمع ذلك العدد الكبير من الأحاديث التي تتخطى النصف مليون حديث، فيما يرد هو نفسه على ذلك حسب ما ينسب له بعض الباحثين قائلاً “دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة مرتين، وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، ولا أُحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين”.

اقرأ ايضاً: كرمه صلاح الدين الأيوبي ببناء “ضريح” .. إليك معلومات لا تعرفها عن الإمام الشافعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى