كلمتها

هل لديكِ رهبة التعرض للخذلان؟ إليكِ كيفية اختيار شريك حياتكِ

كتبت: أمنية أحمد

في الآونة الأخيرة مع ازدياد حالات الطلاق والانفصال بشكل كبير، أصبح هناك تخوف غريب يجتاح قلوب الفتيات والنساء حول اختيار شريك الحياة، فلم يعد الأمر يتعلق بوجود قصة حب بين الطرفين أو عدم معرفة بعضهم من الأساس، لكن الأمر في الحقيقة أكبر من ذلك بكثير، فبسبب الحكايات التي تنهال إلى مسامعنا عن الإهمال والخذلان والخيانة والعنف وأحيانًا القتل التي أصبحت النساء تتلقاه من شريك حياتها، أصبحت النساء تعاني من انعدام الثقة والأمان اتجاه الرجال بشكل عام، ولكن يا عزيزتي هناك أشياء صريحة واضحة إذا وجدتيها في أي رجل عليكِ الهروب على الفور، لذا في السطور التالية تصطحبك منصة “كلمتنا” في رحلة قصيرة حول كيفية اختيار شريك حياتكِ، وكيف بإمكانك النظر إلى العلاقة من الخارج إذا كان ذلك الحب لغى عقلك من الأساس.

العلاقات المثالية:

أحيانًا هناك علاقات حولنا وربما تكون الأقرب إلينا، إذا رأيتها من الخارج ستعجب بتلك السعادة والتفاهم الذي يغفل تلك العلاقة بين الطرفين، لكنك بعد وقت ليس بكثير تتفاجئ بإنهاء تلك العلاقة دون إنذار مسبق، الأمر الذي قد يصدمكِ أحيانًا، لكن يا عزيزتي تلك هي الحقيقة، مهما بدت تلك العلاقات مثالية فهناك خفايا لا يعلمها إلا الطرفين ويحاولون جاهدين إخفائها عن الناس، حتى تظهر المشاعرالحقيقة المكنونة عندما تتفاقم المشكلات ويصبح من الصعب إخفائها.

بسبب تلك المثالية الزائفة قد تشعر بعض النساء والفتيات بخوف مبالغ من دخول دائرة العلاقات بسبب شعورهن أنهن سيتعرضن للخذلان عاجلًا أم آجلًا بسبب هذا الكم الهائل من العلاقات الفاشلة حولهن، متناسين أن كل شيء في هذا الحياة يحمل الجانب الإيجابي والسلبي مهما بدا لهن عكس ذلك، لكن في الآونة الأخيرة أصبح بعض الرجال يعانون بشكل كبير من انعدام تحمل المسئولية، تلك المشكلة التي يتفرع منها طباع ومشكلات لا يمكن أن تحتملها امرأة مهما صبرت على أمل أن يتغير ذلك الرجل، لكن يا عزيزتي يؤسفني أن أخبرك أنكِ تنتظرين عبثًا، تهلكين حياتكِ وروحك بالكامل من أجل شخص لا يراكِ من الأساس، حتى تحين تلك اللحظة التي تحزنين فيها على ذاتك وليس شخصًا آخر.

لكن هل تعلمين يا عزيزتي ما هي المشكلة الحقيقة؟

أن جميعنا على حد سواء رجال ونساء، نختار أناس لا يشبهوننا على الإطلاق، ونقرر تغييرهم بعد ذلك حتى يتناسب مظهرهم وطباعهم معنا وما نتمناه، ومن هنا تبدأ الاختلافات والمشاكل في الظهور واحدة تلو الأخرى حتى يصبح الأمر أكبر من تحملنا بكثير ومن هنا يحدث الانفصال على الرغم من وجود الحب أحيانًا، لأن للأسف مع مرور الوقت ستكتشفين أن الحب وحده ليس كافيًا على الإطلاق لدوام العلاقات، وإنما هناك ركائز أخرى إذا غاب أحدها أو معظمها يخل توازن العلاقة حتى تنهار تمامًا وتصبح مجرد رماد راكد.

لذا يا عزيزتي كيف يمكنكِ اختيار شريك حياتكِ بما يتناسب مع أفكارك وطباعكِ؟

شريك

اقرأ أيضًا: هل أنتِ في علاقة سامة؟.. إليكِ الإجابة

اختيار شريك الحياة:

أولًا قبل أي شيء عليكِ أن تطرحي على ذاتكِ سؤال هام، ألا وهو: لماذا سأتزوج؟ هل لأنكِ على سبيل المثال تشعرين بالوحدة وإنكِ بحاجة إلى من يؤنسكِ ويكون لكِ البيت والأمان؟، أو أنكِ تودين الهروب من بيت عائلتك الذي تشعرين فيه وكأنكِ أسيرة؟، أم أن صديقاتك وفتيات عائلتك تزوجن ولم يتبقى غيركِ فتريدون الزواج من أيًا يكن؟ أما أنكِ يا عزيزتي تبحثين عن رجل ثري تعيشين مدللة تحت مظلمة أمواله فتشعرين أنكِ في آمان تام؟ أم أن هناك سببًا آخرًا خلف ذلك الزواج؟

إجابتكِ على السؤال السابق هو ما سيحدد معايير اختيار شريك حياتكِ، فقد يكون هناك سبب ضروري للزواج، وهو بالتحديدالفخ الذي تقع فيه الفتيات، حتى يصدمها الواقع برجل لا يشببها على الإطلاق لأن هناك أسباب أخرى دفعتها للزواج، وما إن تتحقق غايتكِ من تلك العلاقة ستبدأين بملاحظة ما لا يمكنكِ أن تتحمليه أو تغفلي عنه مهما اعتقدتِ عكس ذلك، أي أن الانبهار سيزول بالتدريج وما سيبقى هو الحزن الذي سيغلف قلبكِ.

لذا قبل أي شيء عليكِ اختيار الرجل الذي يناسب طباعك وأفكارك حتى تعيشين معه حياة صحية لا تتخللها إلى الخلافات والمشكلات الطبيعية، فعيوب الشريك تظهر بشكل واضح وصريح في مرحلة الخطوبة تعطي لكِ الحق الكامل في الاستمرار في هذه العلاقة أو الانفصال عن ذلك الرجل، لكننا للأسف بانشغالنا في تجهيزات الزواج قد نتغافل عنها، بالتحديد عندما يقدم الطرف الآخر اعتذار عما بدر منه، ثم تتفاجيء بتلك العيوب بعد الزواج، الأمر الذي يقيم أعاصير من المشكلات لا حصر لها، لذا الحل الأفضل لذلك الأمر هو إطالة مرحلة الخطوبةمدة مناسبة وخلالها نصفها الأول عليكِ اكتشاف شريك حياتكِ وطباعه وأفكاره وتشعرين أنكِ إلى حد كبير قد أدركتِ عيوبه ومميزاته وتقبلتيهم، أبدأي في تجهيزات الزواج.

شريك

فتقارب وجهات النظر بالشعور بأن هناك تفاهم بين الطرفين، يقوي هذه العلاقة ويزيدها تماسك وترابط، كما عليكِ يا عزيزتي الالتفات إلى الأمور المعنوية لا المادة على الإطلاق، وأول الطباع التي عليكِ ملاحظتها هيلين القلب، لأن العيش مع أولئك القاسية قلوبهم ستشعرين أنكِ في جهنم، فهذا الرجل لن يقدر حزنك وأوجعاك ولا يبالي لكِ على الإطلاق مهما اعتقدتِ عكس ذلك، لأنه في الغالب لا يحمل في قلبه إلا الغضب وسيحاول جاهدًا إفراغه بكِ حتى يصل الأمر أحيانًا إلى التطاول والعنف سواء اللفظي أو الجسدي.

الرجل المناسب إليكِ أيضًا هو المتوافق فكريًا معكِ قدر الإمكان وأيضًا في نفس المستوى الاجتماعي، وإذا كان رجل طموح فلا يفرق المستوى المادي أبدًا لأنه سيطور من ذاته على كل حال وسيسعى للوصول إلى مستوى مادي أعلى دومًا فلا تقلقي بشأن هذا الأمر.

أما ذاك البخيل عاطفيًا وماديًا فارحلي يا عزيزتي على الفور لأن ليس هناك ما يقدمه إليك ولا لأطفالك، ستعيشي معه تنتظري المشاعرالطيبة دومًا دون جدوى، فذلك الأناني لا يفكر إلا في ذاته على الأغلب في سعادته واحتياجاته فقط لا يعي لأحدًا آخر لا أنتِ ولا أطفاله، فلا تهلكي ذاتكِ ومشاعرك مع إنسان لا يفقه معنى تحمل المسئولية، الأمر الذي سيزيد من أعباء الحياة عليكِ نفسيًا وماديًا.

فالحياة أقصر من أن تضيع مع أناس لا يقدرون معنى وجودنا ولا يهتمون بحياتنا ومشاعرنا، فالحياة متعبة بذاتها لا تحتمل أن تمر دقائق حياتنا في قلق وتوتر وحزن دائم، لأن ببساطة شريك حياتكِ بما تعنيه تلك الكلمة هو شخص يشاركك الحياة بسعاداتها وآلامها، لا يزيد من آلامك وأحزانك آلام أخرى، تجعلكِ تصابين بحالة نفسية سيئة تسبب لكِ عقدة عدم الثقة من جديد ورفض خوض علاقة أخرى خوفًا من الخذلان من جديد.

شريك

اقرأ أيضًا: شريك حياتكِ لا يبالي؟.. إليك كيفية التعامل معه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى