حوارات

مسؤول «مؤتمر الترجمة الدولي» يكشف الكواليس لكلمتنا

كتبت: أمنية أحمد

تحرص دولة الإمارات دائمًا على إقامة مؤتمرات ومعارض دولية اعتزازًا بهويتها العربية والثقافية عبر الحضارات والعصور، فينظم الأرشيف والمكتبة الوطنية الإماراتي مؤتمر الترجمة الدولي الثاني افتراضيًا خلال الفترة من 9 إلى 13 مايو الجاري تحت شعار «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»، بمشاركة كبار الأكاديميين والإخصائيين والخبراء والباحثين في شئون الترجمة وعلومها من 25 دولة.

كما يستعرض خبراء الأرشيف الوطني المشاركون في المؤتمر قضايا الترجمة مع التركيز على تاريخ الإمارات وتراثها وثقافتها، وما تم ترجمته عنها، وكذلك نهضتها الحضارية التي أبهرت العالم، وصورتها في عيون العالم.

في إطار ذلك أجرت منصة «كلمتنا» حوارًا خاصًا مع سعادة عبد الله ماجد آل علي المدير العام بالإنابة حول النسخة الثانية من مؤتمر الترجمة الدولي للأرشيف والمكتبة الوطنية تسرده لكم في السطور التالية.

• لماذا اهتم الأرشيف والمكتبة الوطنية بعقد مؤتمر الترجمة الدولي الثاني؟

تعدّ الترجمة وسيطاً بين الثقافات والحضارات والإبداع الإنساني، وعلى جسورها تعبر العلوم والآداب، وبذلك فهي تؤدي دوراً مهماً في الحوار والتقريب بين الأمم والتفاهم بين الشعوب.

وقد استطاع الأرشيف والمكتبة الوطنية الذي يعقد النسخة الثانية من مؤتمر الترجمة الدولي الثاني في الفترة من 9-13 مايو 2022 تحت عنوان «صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»، أن يثبت مكانة هذا المؤتمر على الساحة الثقافية بعد دورته الأولى في 2021 التي تميزت بمشاركات كبار الأساتذة من كبريات الجامعات، والمتخصصين والخبراء في شؤون الترجمة من مختلف أنحاء العالم، وأسفرت عن إصدار مجلد بحثي بعنوان: “مؤتمر الأرشيف والمكتبة الوطنية الدولي الأول للترجمة” يضم معظم البحوث العلمية والتخصصية التي طرحت في ذلك المؤتمر.

ويمتاز مؤتمر الترجمة الدولي الثاني – الذي سيعقد افتراضياً- بأنه سيحتفي بمشاركة أكثر من 70 باحثاً ومختصاً وأكاديمياً من 25 دولة في مختلف أنحاء العالم، ويقدمون صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي، في عشرات الجلسات العلمية التي سيتم بثها بثاً حياً عبر المنصات التفاعلية، وهذا ما سيمكّن جميع المهتمين في مختلف أنحاء العالم من متابعة تفاصيله والاستفادة منها.

ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالترجمة انطلاقاً من حرص دولة الإمارات على الصعيدين الرسمي والشعبي بإحياء حركة الترجمة في العالم العربي وتطويرها والنهوض بها بوصفها واحدة من أهم بوابات المعرفة، وأحد أهم السبل للنهوض بالعمل الثقافي العربي وانفتاحه على ثقافات العالم ومعارفه المختلفة، وبمخرجاتها الجادة يمكن إثراء المكتبة العربية بكل أشكال المعرفة.

• ما الهدف الذي يسعى المؤتمر لتحقيقه في دورته الثانية، وما هي أهم محاوره؟

الهدف المحوري هو رصد كل ما كتب وترجم عن التاريخ الإماراتي القديم والإنجازات الحضارية الإماراتية المعاصرة بشتى اللغات العالمية، وذلك من خلال دعوة أكثر من 70 باحثاً ومختصاً من 36 جامعة وعشرات المراكز البحثية بلغات مثل: الإنجليزية والفرنسية، والألمانية والإسبانية، والبرتغالية والبولندية، والسلوفينية والألبانية، والسويدية واليابانية، والعبرية والهولندية.. وغيرها من اللغات العالمية؛ لتقديم بحوث وأطروحات ذات صلة بالهدف الرئيسي للمؤتمر.

ومن أهم محاور المؤتمر: صورة الإمارات في عيون الرحالة الأوروبيين، وتمثيل الإمارات في اللغات والثقافات العالمية، وتعزيز الدور الحضاري للإمارات في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز الهوية الوطنية، ودور الجامعات في إعداد المترجمين لسوق العمل.

• كيف تسهم الترجمة في حفظ التراث الوطني؟

إن من أهم مهام الترجمة إبراز الوجه الحضاري عبر ترجمة الإبداع إلى لغات العالم، ومن يتأمل تجربة الإمارات الوحدوية الرائدة، وما حققته في زمن قياسي؛ إذ انتقلت من منطقة صحراوية إلى دولة عصرية ومركز إشعاع حضاري، يدرك أهمية توثيق هذه التجربة وفتح نوافذ الترجمات عليها حتى يطلع العالم أجمع على ما تحقق على أيدي المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات.

وهذا ما أدركه الأرشيف والمكتبة الوطنية حين عمد إلى ترجمة أهم إصداراته إلى لغات عديدة، وفي مقدمة هذه الإصدارات الكتب التالية: (زايد من التحدي إلى الاتحاد)، و(قصر الحصن: سيرة حكام أبوظبي)، و(زايد رجل بنى أمة)، وفي جلسات النسخة الثانية من مؤتمر الترجمة الدولي ستجري مناقشة تجارب ترجمة هذه الكتب القيمة وما ستعود به على الثقافة عالمياً، ومن المؤكد أن الترجمة تعمل على تخليد الموروث التاريخي والثقافي الإماراتي، وهي تنقله بلغات متعددة إلى الشعوب الأخرى، وبذلك يتحول من موروث محلي إلى تراث إنساني عالمي.

• لماذا تم اختيار هذا العنوان بالتحديد «صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي»؟

لمّا كانت دولة الإمارات تفخر بتاريخها المجيد وتراثها العريق اللذين يمثلان الحاضنة الأساسية للهوية الوطنية، وتبهر العالم بإنجازاتها المتواصلة التي حققتها وتحققها في ظل قيادتها الرشيدة- فإن الأرشيف والمكتبة الوطنية أراد أن يعكس هذه الصورة البديعة على مرآة الترجمة لكي يراها العالم، وأراد بدوره أن يخلد هذه الصورة الرائعة في سجل ذاكرة الوطن عبر مشاركات عالمية تبرزها في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي حتى يتحول الموروث الإماراتي إلى تراث إنساني عالمي.

وبوصف الأرشيف والمكتبة الوطنية منارة للبحث العلمي، فإنه اختار هذا الموضوع لأنه لم يسبق لأي مؤتمر أو دراسة التطرّق إليه وتناوله على هذا النحو المفصل من البحث العالمي المكثف والشامل، وكذلك لأن الأرشيف والمكتبة الوطنية يعمل على حفظ تاريخ وتراث الإمارات ويحرص على أن يقدمه للعالم وعلى أن تكون هذه الصورة المشرّفة للإمارات في ماضيها وحاضرها جزءاً من التراث العالمي.

وسيعمل الأرشيف والمكتبة الوطنية على جمع الدراسات والبحوث التي سيتمخض عنها المؤتمر في كتب يثري بها المكتبات المحلية والإقليمية والدولية، وتوفير قاعدة بيانات بحثية مستحدثة للدارسين والباحثين وطلبة الدراسات العليا وكل المعنيين بالتاريخ والثقافة والترجمة في الإمارات ومنطقة الخليج والعالم بأسره؛ لأن موضوع المؤتمر لا يقتصر على مناقشة قضايا  الترجمة وفروعها المتعددة وإنما يستطلع التشابكات المختلفة للترجمة مع العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى، مثل: التاريخ والجغرافيا، وعلم الاجتماع وعلم النفس، والأنثروبولوجيا والثقافة الشعبية، والفلكلور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى