كاتب ومقال

دار في خاطري| الألقاب وما تعنيه

بقلم: ريم السباعي

هل انت شخص تهتم كثيرا بالألقاب؟ هل تفضل أن يكون لديك لقب يسبق اسمك يناديك به البشر؟ وما هو اللقب الذي تفضله؟ أستاذ مثلا؟ أم دكتور؟ أم تحب التفخيم في ذاتك فلابد أن يسبق اللقب؟ أم أنك شخص لا تهتم كثيرا بالألقاب؟ هل تفضل أن تلقب بما يناسب عملك أو بما تقدمه؟ فماذا تعني لك الألقاب؟

على مدار اليوم نقول ألقابا ونسمع ألقابا، ننادى بألقاب، وننادي بألقاب، وهناك من يهتمون بهذه الألقاب فهي بالنسبة لهم تعني الكثير، وهناك من لا يهتم بها فلا تعني له أي شيء، فلا يهم ما يسبق اسمه وما يقوله البشر.
إن هناك من البشر من تكون الألقاب بالنسبة لهم بمثابة بطاقة الهوية الشخصية، أي أنها كلمة تعريفية لمن لا يعرفهم، فمثلا عندما يقول الطبيب فلان فهذا تعريف لمن لا يعرفه بأنه طبيب، أو أستاذ اللغة العربية مثلا فهذا يعتبر تعريفا للشخص لمن لا يعرفه.

أما لدى البعض فاللقب يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتهم لمن يعرفهم ومن لا يعرفهم، وكأن هذا اللقب أصبح جزءا من أسمائهم فلا يصح لبشر نطق أسمائهم من دونه، وهنا لا يهم المعرفة الدقيقة للشخص بل المهم هو اللقب، فمثلا عندما تقول الدكتور فلان، فالمهم هنا لدى الشخص أن يعرفه الناس بأنه دكتور، لا يهم إن كان طبيبا أم حاصل على شهادة الدكتوراه في أي من المجالات المختلفة، إنما المهم هنا أنه دكتور.

فمثل هؤلاء البشر تعني لهم المظاهر الكثير فهم دائما يهتمون بما يقوله الناس عنهم فهم يفعلون من أجل أن يقول الناس عنهم فعل فلان هذا وحصل على ذاك، ولا يهم إن كان هذا أم ذاك ينتفع به أو أنه حقا يستحقه، فالمهم هنا ما يظهر للناس وما يقولون.

ولكن هناك بعض البشر لا يهتمون بالألقاب وما يقوله الناس، فكل إهتمامهم ينصب فيما يفعلون، فإذا كان لابد من اللقب فهو لما يتطلبه الموقف، فأمثال هؤلاء البشر تجدهم في أغلب الأوقات يعملون بصمت أو دون تفاخر وتباهي، فكل ما يعنيهم هو العمل من أجل إرضاء الله عز وجل، يخشون يوما يصبحون فيه من أول من يقضى عليهم فيلقون في النار، يضعون صوب أعينهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ “.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| ثق بطفلك

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى