كاتب ومقال

أصل الأسطورة| النداهة

يوجد في عالمنا الكثير من أساطير الرعب، قد تعتقد أنها مجرد خيال لكن بعضها حقيقي.

اليوم سوف أحكي عن أسطورة رعب حقيقية.

بدأت حكاية النداهة في عام 1850، كانت هناك فتاة في غاية الجمال يتمنى كل من يراها أن تقع في حبه، وكل شباب القرية مبهورين بجمالها.

وفي ذات ليلة عثر عليها مقتولة، ملقاة جثة هامدة في الترعة، ولم يتعرف أحد على قاتلها وبدأت الإشاعات في الانتشار، البعض يقول إن مجموعة من الشباب تعدوا عليها ثم قتلوها وألقوا بها، والبعض الآخر يقول إن أبيها هو من قتلها بعد أن اكتشف علاقتها مع أحد الشباب، وأقاويل أخرى عن سبب مقتلها.

ظلت شرطة القرية تحقق في محاولة معرفة من تسبب في قتلها، إلى أن سجلت الجريمة ضد مجهول، بدأت نساء القرية تستعين بحكاية الفتاة لتخيف أطفالها حتى يطيعوا كلامهن ولكن أصبحت حكايتهن حقيقية.

فبعد عدة أيام عثروا على جثة شاب عائمه، وتكرر نفس الشيء في اليوم التالي وبدأ أهل القرية يصابون بالرعب والهلع، والبعض أعتقد بأنها أما حوادث قتل أو غرق إلى أن اتضح كل شيء لأهل القرية.

في يوم كان عائد رجل مع أسرته من حفل زفاف، وكان الليل حالك الظلام، في ذلك الوقت لم تكن القرى مضيئة ليلاً، وأثناء مرور الرجل وأسرته على الترعة، سمع اسمه صوت ناعم رقيق يصيب كل من يسمعه بحب صاحبة الصوت.

استدار وشاهد امرأة في غاية الجمال لم يرى في جمالها من قبل، ورغم الظلام شاهدها بوضوح على ضوء القمر، تجلس على طرف المياه، وأخذ يخطو نحوها دون أن يدرك ما يفعله فقط كل ما يريده أن يذهب لتلك الحسناء.

صرخت زوجته بهلع وهنا تحول وجه “النداهة” إلى وجه كريه مفزع، فاستفاق وعاد لزوجته وجسده ينتفض رعباً، ولم تسمح زوجته بخروجه ليلاً حتى لا تعثر عليه النداهة وفي كل مرة كان يسمع صوتها تنادي اسمه، كان يحاول الخروج ولكن زوجته تتصدى له إلى أن اضطرت لربطه في السرير عندما يحل الليل.

وبعد أيام أتى شاب يدعى “خالد” مع أسرته وصديقه “مالك” في زيارة للقرية، واستضافهم “مالك” في منزل أسرته، ثم خرج مع “خالد” للتنزة في الحقول بعد منتصف الليل، وعندما توقفا أمام الترعة.

سمع “خالد” صوت لم يسمع به من قبل، فسحر به وتعجب صديقه “مالك” من حالته، فأخذ يسير نحو مصدر الصوت، وعندما لحق به “مالك” شاهد صديقه يقترب من فتاة في غاية الحسن والجمال جالسة على طرف المياه.

و”خالد” يذهب إليها كالمسحور العاشق المتيم في حب جمالها، أمسك به “مالك” وصفعه على وجهه، فاستفاق وعندما نظر لطرف المياه لم يعثر عليها، وفي الليلة التالية كان يسمع صوتها الذي يطرب القلوب، تنادي باسمه.

منعه “مالك” وحكى ما حدث لأسرة “خالد”، وفي اليوم التالي كان “خالد” وأسرته يغادرون القرية.

وعلى مر السنين يتكرر نفس الشيء، فالبعض استطاع النجاه من سحر صوتها وجمالها، والبعض الآخر قد أصبح جثة هامدة طافية على سطح الترعة.

بقلم
أحمد الرفاعي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى