كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| كبسولة أخلاق لله

في خلال أسابيع قليلة حصلت جريمتين قتل بشعتين وكان الضحية فيهم بنتين في عمر الزهور، الأولى نيرة أشرف اللي اتقتلت على ايد زميلها محمد عادل ودا كان في مدينة المنصورة، والتانية سلمى بهجت اللي اتقتلت برضه على ايد زميلها في الشرقية والاتنين اتقتلوا عشان نفس السبب وهو رفضهم الجواز من زمايلهم اللي ارتبطوا بيهم عاطفيا.

ومن هنا بدأت تظهر موجة من الفزع والغضب وابتدت كمان تظهر المنشورات، اللي تداولها الآلاف على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر ما بين مويد ومعارض وظهرت التحليلات هنا وهنا وكلنا بقينا قضاة وجلادين ومحققين في نفس الوقت..

وبعد فتره كلنا صحينا على خبر نية وزارة التعليم العالي مع بداية السنة الدراسية بمنع الاختلاط في الجامعات بين الطلبة والطالبات في المرحلة الجامعية، ومش بس كدا دي المنشورات حددت هيبقي فيه ثلاثة أيام من الأسبوع هتبقي مخصصة للطالبات وثلاثة أيام تانية للطلبة، وقالوا إن الغرض من كدا المساهمة فى تقليل حوادث العنف في الجامعات المصرية اللي شاهدتها مصر مؤخرا طب ونبي دا اسمه كلام يا عالم؟

بغض النظر عن صحة الخبر دا أو عدمه وقتها واللي طلعت الوزاره نفيته، لكن اللي عايز اتكلم فيه وموضوعنا هو أن دا عمره ماهيبقي العلاج ولا حتى مسكن للألم ولا النزيف اللي هيبقى مستمر.

مش عايزين نعمل زي النعامة وندفن رؤوسنا في الرمال ولا نتعمي عن الحقيقة الموجعة والمشينة في نفس الوقت، لازم نعترف أن جرايم العنف والقتل زادت وبصورة وحشية في ظل غياب الضمير والإنسانية وضعف الوازع الديني وقام بها أشباه رجال مايعرفوش معنى الرجولة ولا النخوة ولا الأخلاق، وهنروح بعيد ليه؟

ماهو في نفس الوقت اتقتلت المذيعة شيماء جمال علي ايد جوزها القاضي أيمن حجاج وأظن واضح الفرق بينه وبين محمد عادل واسلام محمد في السن والظروف.

لكن في النهاية تشابهوا في الانحطاط الأخلاقي، أظن كدا المسألة وضحت وهي أننا مش محتاجين فصل بين الطلبة والطالبات عشان نأمن من طوفان الفزع دا ومانحاولش نسيب الأصل ونمسك في الفروع احنا محتاجين اللي أكبر من دا، وهو اننا نتمسك بالأخلاق أو بمعنى أصح نتعلمها من أول لجديد لأننا للأسف نسيانها ونسينا نعلمها لولادنا..

لازم نعرف ونفهم أن التربية هي اللي هتساعد على تعليم ولادنا الصح من الغلط ونشوف الغلط فين ونصلحه والتقصير جه منين ونتعامل معاه، فبدل ما نقفل على ولادنا وبناتنا حياتهم نفتح عقولهم وننورها ونتكلم معاهم، ونفهم منهم ونحاول نفهمهم أن المشاعر دايما محتاجة لفرامل، وخصوصا في السن المبكر ومرحلة الشباب.

وهنا يجي دور الأسرة اللي هي الخلية الاجتماعية الأولى في المجتمع وكمان المؤسسة الأولى اللي بيتعامل معها الطفل، فهي تقوم بتحضيره وغرس القيم الأخلاقية والدينية فيه وتعزيزها خلال مراحل نموه من الطفولة مرور بالمراهقة ووصول لمرحلة الشباب، اللي هنقف عندها هنا ويظهر دور الأب والأم في معرفة أولادهم ازاي تكون العلاقة والتعامل بينهم وبين زمايلهم من الجنس الآخر ونفهمهم أن الزمالة شيء محترم وجيد، ولكن لها حدود لا يجوز تخطيها ودا يجي ازاي؟..

لما نقعد مع ولادنا ونقرب منهم، ونصاحبهم
ونشاركهم مشاعرهم ونتعلم نسمع منهم، ولا نقسى عليهم ونتعلم لغة الحوار المبني على السمع والفهم والرد ونعلمهم ازاي يجتهدوا ويركزوا في دراستهم ويحققوا طموحهم، ولا ينجرفوش ورا مشاعر مؤقتة بلا عقل.

لازم نزرع ونربي النخوة والغيرة ودا بيجي من سؤال نسأله لولادنا ياتري ترضى دا لأمك أو لأختك، ونعلم بناتنا المعنى الجميل للزمالة مع زمايلهم الشباب وأن مافيش أي مانع من التواجد والحوار وتبادل الأفكار والآراء واللقاءات الاجتماعية معاهم لكن بشرط أن يكون دا في مجموعات.

ياريت دا يحصل من البداية، ونفتكر دايما أن ولادنا وبناتنا أمانة في رقابتنا فحافظوا عليها، يمكن بكدا نقدر نغير الواقع اللي بقينا عايشين فيه بمتغيرات بقت غريبة وبعيدة عنا من سلوكيات وتصرفات بعيدة كل البعد عن عاداتنا الجميلة اللي اختفت عشان نرجع مرة تانية ليها.

فالأخلاق مركب النجاة اللي هينقذنا من الغرق، وأخيرا خدوها نصيحة مني ياجماعة علموا ولادكم الأخلاق أولا وبعدين يجي العلم والكفاءة، الأخلاق ياجماعة حثت عليها جميع الأديان، (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الله)، “رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ فَمَتَى شَاخَ أَيْضاً لا يَحِيدُ عَنْه” سفر الأمثال 6:22

مش كدا ولا اييييه..؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى