كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| أهلك لا تهلك

“أهلك لا تهلك”.. كلنا طلعنا وكبرنا واحنا بنسمع الجملة دي، وأول حاجة فتحنا عليها عنينا هو ازاي اهلنا غرسوا فينا حب واحترام العائلة؛ ودا عشان نطلع عارفين يعني ايه هي الأسرة وازاي.

ف الأسرة هي الحب بدون مقابل وبدون حساب،
الأسرة هي السند لكل فرد فيها، وفي نفس الوقت هي بتقوم على الحب والاحترام والتقدير وقوة الترابط اللي موجود بين أفرادها، وعشان السبب دا المجتمع بيستند بدوره على الأسرة.

لأنه عبارة عن أسر وعائلات وكلها تكون المجتمع، فلازم نفهم أن الأسرة هي نواة الحضارة، وأن مافيش حضارة قامت و كبرت وقويت إلا وكان الفضل الاول للأسر اللي عرفت تربي وتكبر وتطلع أفراد يكبروا وطنهم ويحبوه ويحموه، عشان كدا هي الخلية الاجتماعية الأولى في المجتمع وعلى اد صلاحها وقوتها واستقامتها هيتوقف صلاحُ المجتمع كله وقوته وتماسكه.

كلنا فاهمين أن الأسرة معناها أب وأم وأولاد كل فرد له دور في حياة الأفراد التانية، عارفين معنى كلمة عيلة اللي بتتقال على الأسرة ايه؟ وجه ازاي؟، معناه أن الكل لازم يعيل الكل محدش بياخد وبس الكل لازم ياخد ويدي سواء بقى كان مشاعر.. احترام.. تقدير.. رحمة.. ماديات، كل واحد وله دور.

فلازم نفهم أن الست والرجل هما عماد الأسرة يعني لو صلح كل واحد منهم هيقدروا يكونوا بيت جميل مستقر، لأن الآباء هما كل شيء في العيلة، وهما القدوة لأبنائهم لما يحتاجوا للنصيحة أو لما يحتاجوا لنموذج حي يكون قصادهم عشان يتعلموا منه ويقدروا يكونوا أسر زي ما اتربوا هما علي نفس الأصول والأخلاقيات.

احنا طلعنا واتربينا على نظام الأسرة اللي هو النظام الطبيعي الفطري اللي بيقوم على الأصول الزوجية اللي فيها مشاعر الحب والرحمة والتكامل، ودا الطبع اللي مفروض نحافظ عليه لأنه هيلازمها مدى الحياة، الغريب دلوقتي أننا بنلاقي ناس بتحاول تشوهه أو تهد الثوابت ودا حصل بالآراء اللي بقت تظهر كل يوم رأي أغرب من اللي قبله وبيهد كيان الاسرة كأننا ماسكين معول وكل يوم نهد في الأساس.

الميديا مابقاش لها شغلانة غير الآراء الغريبة اللي منها مثلا أن الزوجة يحق لها ضرب الزوج، يا ناس ياهو احنا كدا بنهد الفطرة السليمة اللي ربنا قال لنا عليها، الأديان كلها حثتنا على حسن المعاملة بين الأزواج والعشرة الطيبة.

القرآن الكريم ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدةً وَرَحْمَةً﴾
[الروم: 21]

ورسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
َأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْأَفْرَادُ، فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ ٱمْرَأَتَهُ هَكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا ٱلْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا.
أَفَسُسَ ٥:‏٣٣

على فكرة معنى تهب يعني تطيع وتحترم، بعد كل دا ازاي نتخيل أن يوصل بينا أننا نقول يجوز للزوجة ضرب جوزها؟

تخيلوا الجواز اللي أمر به ربنا لإعمار الكون والمؤسسة الأولى اللي هيتعامل معها الطفل والمفروض أنها تقوم بتحضيره وغرس القيم الأخلاقية وتعزيزها خلال مراحل نموه تكون بالشكل دا السوقي الخالي من الاحترام، الجيل اللي هيطلع بذمتكم هيكون شكله ايه؟ وفين هيكون إعمار الكون.

ولا الرأي التاني اللي بيقول إن الزوجة مش ملزمة بتنضيف البيت وترتيبه وأكل أسرتها، لا وكمان ايه مش ملزمة برضاعة ولادها ولها حق الرضاعة لو ارضعتهم، اللي نسيوه أن الإلزام هنا مش بيكون بالإكراه على الزوجة والأم، اللي نسيوه أنها بحبها وبغريزتها الفطرية هي اللي بتلزم نفسها بكدا وبتلاقي راحتها في دا.

احنا نسينا أن مهما كبرنا وبقي لينا عالمنا بنحن لبيتنا القديم بترتيب أمهاتنا، ونشتاق لأكل أمهاتنا اللي زي مابنقول بالبلدي كدا نفسها فيه، والنفس هنا هو الحب، طيب بالنسبة لحق الرضاعة احب اقولهم بالله عليكم ما تمسكوش نص الآية وتسيبوا نصها زي اللي بيقولوا لا تقربوا الصلاة ويسكتوا.

حق الرضاعة يا ناس دا بيكون للمطلقة لأن وقتها الزوج مش ملزوم بأنه يصرف عليها، وطبعا الرضاعة بتحتاج غذا أو حتى مرضعة أو رضاعة صناعي، ولو مقدرتش الأم على دا بتطلب من الأب أنه يساعدها ماديا، لكن طول ماهي في عصمة جوزها فلا يجوز لها أن تطلب أجرة مقابل إرضاعها لأولادها لأن دا واجب عليها.

ياجماعة بالله عليكو بلاش تسمعوا كلام مالهوش أي منطق، وارجعوا لأهل العلم وحافظوا على لأسرتكم، وارجع أوصيكم واقولكم تاني أهلك لا تهلك، فبلاش تفتحوا للشيطان باب لأن لو انفتح مش هنعرف نقفله أبدا..
مش كدا ولا اييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى