كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| جحود الوالدين

انهاردة هتكلم معاكم في ظاهرة للأسف موجودة بينا وبنحاول مانظهرهاش أو بنلاقي ميت مليون سبب عشان نبررها ونقول أنها مش مقصودة، عارفين المصيبة أن كتير بيصدقوا الكلام دا وبيعملوا زي النعام ويدفنوا رؤوسهم في الرمل ويعملوا أنهم مش شايفنها.

الظاهرة اللي هنتكلم عليها هي عقوق الآباء للأبناء وهي من أكتر الظواهر ضرر على المجتمع، وخطورةً عليه، وإفساد لقيمه، وهدم لأركانه، عقوق الآباء للأبناء ظاهرة ضد الفطرة السليمة والغريب أن بيغفل عنها الكثير من الدعاة والواعظين والتربويين على عكس تركيزهم الشديد على جانب عقوق الأبناء وشكاوى الآباء من عقوق ولادهم..

مش غريبة أننا نهتم ونركز في جانب واحد من العقوق وهو عقوق الأبناء للآباء لكن ياتري مين اللي برفع شكوى الأبناء من عقوق الآباء؟، أيوه فيه عقوق اللي ممكن نلخصه في كلمتين ونص اللي هما عقوق الآباء لولادهم بيكون بعدم رعايتهم الرعاية الصحيحة وعدم تربيتهم التربية السوية والبخل عليهم سوا كان بخل مشاعر أو فلوس أو بالنصيحة ودا بيكسرهم نفسيا.

لازم نعرف أن للولاد على آباءهم حقوق كثيرة من حسن التربية وتوفير المأوى والعلاج والنفقة قدر المستطاع والتعليم الكويس وبالتالى يكون الأبناء ملتزمين ببر والديهم.

ومن أشكاله الكتيرة لما بيحمل الأب والأم ولادهم متاعبهم ومشاكلهم يبقى عقوق، لما الأب بيحمل ولاده قسوة الحياة وضغط الشغل عليه فيفرغ عصبيته في ولاده يبقي عقوق، لما الأم تفرغ عصبيتها وتستعمل القسوة في تربية ولادها وتشفي غلها فيهم بسبب كونها مجبورة أنها تكمل حياتها الزوجية بسببهم يبقى عقوق، لما ننشغل عنهم بشغلنا وأصدقائنا وتليفوناتنا يبقى عقوق، لما مايكونش فيه لغة للحوار بينا وبين ولادنا اللي طبعا هيغلطوا وساعتها هتكون الوسيلة الوحيدة للعقاب وهو الضرب والإيذاء البدني والنفسي يبقى عقوق، الاستبداد في الرأي عقوق.

التفرقة في المعاملة بين ولد والتاني عقوق، زي مابنشوف آباء وأمهات بيكون أحيانا فيه ابن أو بنت أقرب إلى قلوبهم، فبيظهروا دا في معاملتهم له ويدلعوه وبيبقي هو اللي مافيش على الحجر غيره في الوقت نفسه على العكس باقي الأخوات اللي طبعا نتيجة دا كله يتولد فيهم حقد وكره من الولد للأم والأب والإخوة.

أنا عايز اقولكم أن في أمهات وآباء مابيكونوش أسوياء نفسيا لدرجة أنهم بيغيروا من حياة ولادهم وظروفها ويقارنوها بحياتهم اللي عاشوها، ومابيبقوش متحملين أن ولادهم يكونوا أحسن منهم فيقوموا بمصادرة أحلامهم وعدم تقبل اختياراتهم زي دراستهم وشغهم وجوازهم، لا خدوا التقيلة دا في امهات بتكره بناتها لمجرد أنها شكل حد من أقارب جوزها بينهم عداوة تفضل محملة بنتها الذنب دا كأنها نقلت بملامحها مرض اسمه عداوة الأقارب.

يا جماعة لازم نعيد تفكيرنا، ونرتب أولوياتنا، وطريقة معاملتنا، واهتمامنا بولادنا، العقوق مرض ولازم له علاج، غلط أننا نخبي المرض بسبب الخوف لأن لو دا حصل النتيجة أنه هيستمر وينتشر في الجسم لحد ما يفتك به، وزيه زي السكوت عن أمراض المجتمع، اللي لو اتسابت هيخرب المجتمع،  لازم ندور على الغلط اللي فينا ونصلحه، لازم نفوق ونرجع لعقلنا ونخاف على ولادنا وقبل مانطالبهم بالبر بينا لازم نكون علمناهم يعني ايه البر وشافوه مننا الحقوهم لا يضيعوا مننا.
واعملوا بقول الحبيب “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول”
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى