كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| شنودة

عارفين قصة الطفل شنودة اللي كانت قضيتخ شاغلة الرأي العام واللي انتصر فيها الحكم الإنساني بعودته لأهله.. تبدأ حكايته سنة 2018 وجوا حمام كنيسة العذراء أم النور اتلاقى طفل عمره أيام واضح أن أهله اتخلصوا منه، دا في الوقت اللي كتير بيتمنوا طفل منهم عيلة ماكنش عندها أطفال وتتمنى طفل.

المهم أخدوه وفرحوا به وبقى ابنهم اللي كانوا بيتمنوه وبقى كل حياتهم، وسموه شنودة فاروق فوزي وبدأت حياته بالاستقرار لمدة 4 سنين عاشها زي أي طفل عايش مع عيلته اللي بتحبه ويحبها ومهتمة بيه وعايزة تكبره وتربية وكاأنه ابنهم لا دا فعلا كان ابنهم ونسيوا الموضوع دا من أساسه.

وفجأة اتحولت حياتهم لجحيم بعد ما قدمت بنت أخت الزوج بشكوى لمكتب المدعي العام عشان تطعن في نسب شنودة، وطبعا السبب هو الطمع وخوفها من أن شنوده يحجب الميراث عنها فقامت بإبلاغ قسم الشرطة أنه ماتلاقاش جوا الكنيسة ولكن خارجها وأنه مجهول النسب، وبعد تحليل الـ DNA اللي طبعا أثبت أن الولد مش ابنهم فتقرر وضعه في دار للأيتام وتغيير اسمه ليوسف وصدرت شهادة ميلاد جديدة باسم رباعي جديد ودين جديد.

وكان كل دا و الأب والأم اللي اتبنوا شنودة عايشين في جحيم من غيره وصمم أنه لازم يرجع لحضنهم، وبدأت رحلتهم مع المحاكم لاستعادته وفي المحكمة طلبوا سماع الشهود عشان يثبتوا أنهم لقوا الطفل في الكنيسة، وكان من شهود العيان واحد من مسؤولين الكنيسة اللي شهد أن الطفل اتلاقى في الكنيسة.

وبعد 6 شهور ما بين المحكمة الإدارية ومحامي الأسرة حكمت محكمة القضاء الإداري في مصر بعدم اختصاصها بنظر القضية ودا زود حالة الحزن والإحباط الشديد للأبوين، لحد ماجه رد الأزهر اللي كان طوق النجاة ليهم لما جاوب على سؤال في صفحته للاستفسار عن ديانة الطفل اللي اتلاقى جوا كنيسة.

فكانت إجابة الأزهر إن ديانة الطفل لمن وجده وبكدا اتحسم الجدل حوالين ديانة الأطفال مجهولين النسب ومنهم الطفل شنودة، وبكدا انتهت قضية الطفل شنودة بعدما أمرت النيابة بتسليم شنودة لأمه وأبوه اللي لقيوه.

عارفين كان أول تعليق للأم ايه.. كان “الحمدلله نشكر ربنا مش عارفة أمتى هستلمه إحنا مش مصدقين ربنا موجود وكله خير وربنا ما يحرم حد من ضناه”، الست لخصت كل حاجة ممكن تتقال، لخصت أن الأبوة والأمومة مش مسألة بيولوجية ولكن ممارسة، لخصت أن الأمل في الله موجود في أحلك المواقف وبه تتحل كل الأزمات، لخصت أن القتل مش بالسلاح بس إنما ممكن يكون بالقهرة على فراق الضنا اللي مش ابنهم، لخصت أن ربنا موجود ورحمن ورحيم.

ياجماعة حالة شنودة كانت حالة إنسانية عشان نعرف أن الدنيا لسه بخير والحمد لله مافيش تعصب ديني في الموضوع وأن الدين يسر ومش عسر.
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى