كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| ارحم ترحم

زمان كانوا بيقولو أبيب طباخ الزبيب، كل سنة وأنتم طيبين الصيف بقى في عزه لدرجة أنك وأنت ماشي في الشارع اليومين دول ومع شدة الحر وارتفاع درجة الحرارة والعرق الغزير اللي نازل من كل سم من جسمك وصهد الشمس اللي كأن بينها وبينك تار ومصممة أنها تخده منك وتعذبك، هتلاقي نفسك بتدور على أي حتة تشرب منها أي حاجة باردة أو حتى كوباية مياه باردة..

وتتمنى توصل بيتك أو شغلك أو أي مكان يرحمك من الحر دا مكان يكون فيه تكييف يبرد الهواء شوية أو حتى مروحة تحرك الهوا السخن ويا سلام لو تروح البيت وتشرب مية ساقعة وتاخد حمام بارد كمان بعد كل المعاناة دي اللي انت فيها بسبب الحر عايز أسألك سؤال.. ياترى فكرت في مخلوقات الله الغلبانة في الشوارع ومش لاقية حتى بق ميه تشربه؟، بذمتك ايه احساسك وأنت شايفهم بيجروا من هنا لهنا ولسانهم بيلهث من الحر والتعب؟..

ياريت تاخد ثانيه واحدة تفكر في إحساسهم دا.. ايه رأيكم لو فكرنا شوية في الرحمة والرفق بالحيوانات والطيور واللي بتعانيه من الحرارة الشديدة من غير مأوى أو حاجة تخفف عنها الشمس القاسية، ماهو لازم وضروري أننا نراعيها في ظروف الجو القاسي دا، بغض النظر إذا كان الدافع ديني أو إنساني.

والله المسألة بسيطة جدا ومش هتكلفنا كتير، مثلا هيجرى ايه لو فتحتوا أبواب عمايركم لقطط الشارع، اهي تلاقي مكان ضل يرحمها من الشمس، طيب هيجرى ايه لو المحلات حطت علب بلاستيك فيها شوية مية عشان يشرب منها القطط والكلاب وحتي الطيور وياسلام لو باردة سواء بقى من التلاجة ولا من مبردات المية المنتشرة في الشوارع والمعمول اصلا عشان يشرب منها كل عطشان؟ وانبي ماهيجري حاجة.

ماتيجوا تحطوا علب بلاستيك فيها مية في الضل في بلكوناتكم.. وتحت بيوتكم، وبالله عليكو لو لقيتو حيوان بيشرب من بركه مية ابعد عنه وسيبوه يشرب كفايه الرعب اللي هو فيه، والله بقى المية في الحر دا عند ربنا حاجة كبيره اوي، دا ربنا غفر لبغي سقت كلب في يوم شديد الحرارة زي انهاردة..

فإياك تستصغر الخير دا انت متعرفش ايه العمل اللي ممكن يدخلك الجنة، بالله عليك ارحم الغلابة ولو كنت مش عارف الطريقة اديك اهو عرفت، وحاول تكسب ثواب الغلابة دول بأنك تحاول تغير ثقافة الناس بتعاملهم مع حيوانات الشارع وتحولها من العنف للمحبة، أو على الأقل خالص عدم الأذى.

والله أنا اعرف ناس اتغيرت معاملتهم مع الغلابة دول من النقيض للنقيض لما فهموا وعرفوا وحسوا بيهم وعرفوا أن الرفق مش منظرة ولا نوع من الفشخرة الكدابة، وأن بق الميه أو اللقمة أو حباية الدرة مش هتفقر لكن هتغني إن ماكنش في الدنيا هيبقي في الآخرة.

أنا اعرف ناس بقت اول حاجة تعملها لما تصحي الصبح تحط حبوب ومية في بلاكونتها عشان يشرب منها الطيور وكمان ناس حطت طبق ميه باردة ادام بيتها في الضل لحيوانات الشارع والطيور، تخيلوا أن فيه ناس بقت حريصة أنها تعمل كدا وتفرح لما تلاقي عدد القطط والكلاب والطيور اللي بيشربوا أو بياكلوا بيزيد وبقوا يقولوا لغيرهم عشان يحببوهم أن ربنا أراد ليهم ياخدوا شويه حسنات ببلاش، وأن بسبب الحيوان الضعيف دا اكيد ربنا هيديهم ثواب كبير، لأن كل لما العصفور بياكل أو بيشرب فى ميزان حسناتكم وكمان صدقة جارية.

في الآخر عايزكم تكونوا متأكدين أن الخطوة دي كبيرة اوي، لأن هي اللي هترقق القلوب اكتر واكتر وهتخليكم زي ما بتحسوا بالغلابة دول اللي مش قادرين يشتكوا ولا يعبروا فأكيد هيخليكوا تحسوا بالبني ادمين اللي هيتكلموا ويعبروا، وزي مارحمت الغلابة ربنا هيرحمك دنيا وآخرة إن شاء الله..
ماهو ارحم ترحم
مش كدا ولا اييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى