كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| يا عطارين دلوني

“يا عطارين دلوني الابتكار فين الاقيه”.. للأسف الشديد مضطر أقول أني ملاحظ أن ظاهرة التقليد انتشرت جدا في مجتمعاتنا العربية والمصرية، ودا فعلا حاجة مؤسفة لأن دا معناه أننا بدأنا نفقد بكامل إرادتنا ملكة الإبداع والابتكار اللي هي حاجة جميلة متميزة في الحياة وللأسف دا هيودينا في الآخر إننا نلغي التفكير تماما وشوية بشوية هنلاقي نفسنا وصلنا لمرحلة التقليد الأعمى..

التقليد بقى في كل حاجة في اللبس، المظهر وحتى في طريقة الحياة، بغض النظر بقى إذا كان اللي بيتم تقليده بيتناسب مع طبيعة حياتنا أو مع ثقافة مجتمعنا، التقليد وصل والله مش بس في اللبس والأكل والشرب لكن وصل للعادات والتقاليد الغربية اللي هتلاقوها انتشرت في أيامنا دي واستهوت كتير من شبابنا وبناتنا..

أنا عارف وفاهم أن التقليد سلاح ذو حدين منها اللي هو صالح ومنها اللي هو طالح فعلينا أننا نأخذ اللي يناسبنا وينفعنا فياريت مثلا نقلدهم فيتقدم الصناعات وكل وسائل التكنولوجيا واللي فيه مصلحة ومنفعة شبابنا، لكن للأسف احنا استكفينا من التقليد بكل حاجة ماتزودناش بالعكس دا بقى بيقللنا وخلانا متكتفين باللي موجود..

التقليد بقى في حياتنا كلها وبقى واخد في وشه كل المجالات تصوروا حتى في الإبداع الفني والأدبي بقوا مجرد نسخ مكررة وتقليد وبكدا خنق وموت فينا ملكة الإبداع والابتكار، كتير فاكرين إن الإبتكار والإبداع بيختلفوا عن بعض لكن دا غلط لأن الإبداع والابتكار وجهين لعملة واحدة..

فالإبداع هو قدرة الفرد على أنه يبروز ويظهر الحاجة المتميزة فيه واللي بيشوقها بمنظوره يعني بالبلدي كدا الشئ بيبقى موجود وقدام الكل بس المبدع هو اللي بتكون له نظرة مختلفة عن غيره نظرة ليها أسلوب مميز وجديد، أما الابتكار فهو أن الفرد بيقوم بعمل حاجة جديدة بتختلف عن الحاجات التقليدية الموجودة يعني ممكن نقول إن الابتكار هو الاختراع، احنا محتاجين مبدعين ومبتكرين وكفاية بقى تقليد..

لو رجعنا بالزمن فهنلاقي أن دا كان دور الأهل والمدارس، الأهل كانوا بيزرعوا جوه ولادهم الطموح وحب التميز في المعرفة والابتكار، المناهج الدراسية زمان كان بتدفع الطلاب للإبداع وتنمية المواهب اللي جواهم سواء كانت أدبية أو فنية وحتى العلمية..

الأديان كلها حثت على الفكر والعمل والابتكار، القرآن الكريم هنلاقي آيات كتيرة كلها بتدعو للتفكير، وكلها أفعال مضارعة زي تتفكروا، تفكرون، يتفكروا، يتفكرون ودا بيدعوا لاستمرارية التفكير والمداومة وعدم التوقف عنه وكمان تجدده..

الكتاب المقدس بيدعو للتفكير والإبداع
ولا تُشَاكِلُوا هَذَا ٱلدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ ٱللهِ: ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَرْضِيَّةُ ٱلْكَامِلَةُ.رومِيَةَ ١٢:‏٢..

الإبداع والابتكار هما اللي هيحمونا من التقليد الأعمى اللي هينزلنا إلى هاوية مش هنقدر نطلع منها، وياريت بس كدا لكن دا هنبقى مصدر سخرية واستهزاء.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى