كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| كذب المنجمون ولو صدفوا

فيه مثل شعبي قديم بيقول التوالي لها والي، ومعنى التوالي هو المستقبل والوالي فهو مالك الأشياء واللي بيتصرف فيها، و دا معناه أن المستقبل من عِلم الغيب وبأيد مالكه اللي هو ربنا وبس، وعشان كدا ماتشغلش نفسك في التفكير به، فتوكل على اللي مايخبش به الأمل والقادر على كل شيء.. وارمي كل توكالك على ربك وخلي أملك بالله كبير..

أنا ليه بقول الكلام دا لأن للأسف الشديد أنا شايف أن الدجل والشعوذة اليومين دول انتشروا اوي، وزاد اللجوء للمشعوذين وقارئي الطالع لدرجة أنها بقت ظاهرة عالمية بتأسر كل الناس بمختلف أطيافهم سواء بقى كان من الناس العاديين و الفنانين والسياسيين فبقى الطلب على معرفة المستقبل وإدراك الغيب والمخفي من الأسرار حاجة بتداعب الخيال البشري..

صحيح هي كانت من قديم الأزل ولكن للأسف زادت وبقت منتشرة و بالرغم من حرص الناس على إنهم يخبوا هوسهم بالدجالين والمشعوذين إلا أن فضل استمرار الإقبال على الدجالين لدرجة أن القنوات الفضائية بقى شغلها الشاغل هو ايه هي التنبؤات اللي هتحصل..

كان زمان يمكن كان بتظهر باستحياء وعلى نطاق ضيق جدا لكن دلوقتي المصيبة أنها بقت تظهر بشكل استفزازي.. زي مثلا كلنا عارفين المتنبئة اللي ظهرت وانفردت على ساحة التنبؤات لدرجة أنها اتلقبت بسيدة التوقعات و كل يوم تظهر في قناة مختلفة مع مذيع مختلف وكل ماتقول توقع الكل يفضل يحلل توقعاتها وينتظر أنها تحصل ولو حصلت حاجة مشابهة يقول اه ماهي فلانة قالت كدا واتوقعته..

بصراحة بقت حاجة في منتهي العبث، حتى وسائل التواصل الاجتماعي مابقاش لها حكاية إلا تنبؤات الست فلانة أو علانة، أنا بس عندي سؤال وهو يا ترى الناس اللي مصدقاها هي واللي زيها من عراف أو متنبأ أو أي تسمية بيسموا بيها نفسهم مابيفكروش لحظة واحدة أنهم بيتعرضوا لخدعة كبيرة؟ ويا ترى هما نسيوا أو تناسوا أن مافيش حد بيعلم الغيب إلا ربنا؟..

والله مافيش حد مهما علا قدره وبلغ علمه يقدر يعرف علم الغيب ومحدش يقدر يعرف حاجة إلا لو كانت بإذن وعلم الله، لا الملايكة تعرف ولا الجن ولا أي حد من الأنس حتى لو كان نبي أو ولي صالح يعرف علم الغيب محدش يعرف إلا لما ربنا يأذن له واللي يدعى المعرفة فقد أشرك وكذب..

ربنا قال في القرآن قول الله (وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ)، زي ماقال (قل لا يعلم من فى السَّمَاوَاتِ والْأرض الْغيب إِلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)
وفي الكتاب المقدس
في سفر التثنية ” 18 : 9-12″ نقرأ هذا التحذير، يقول (لا يكن فيك من يحرق ابنه أو ابنته بالنار ولا من يتعاطى عرافة ولا منجم ولا متكهن ولا ساحر، ولا من يشَعوّذ ولا من يستحضر الأشباح أو الأرواح ولا من يستشير الموتى ، لأن كل من يصنع ذلك هو قبيحة عند الرب …).

وبكدا اللي هيصدق أن فيه حد غير ربنا يعلم بكل شيء فبكده هيكون ساوى بينه وبين ربنا، ومرة تانية وتالتة وعاشرة هفضل أقول الكهانة حرام .. حرام، وأظن أن مافيش حد عاقل يرضى أنه يبيع آخرته عشان يشتري لحظات في دنيته.
مش كدا و لا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى