كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| عم ربيع

مكدبش المثل اللي قال مش كل من لبس العمة يزينها، والعمة هنا مش بس اتزينت لكن اتشرفت باللي لبسها، واللي لبسها هو عم ربيع الراجل الصعيدي الأصيل الجميل صاحب فيديو حدف البرتقال على الشاحنات اللي كانت متجهة لغزة..

هو الراجل الطيب ربيع أبو حسن الفاكهاني راجل زي مابنقول بالبلدي كدا راجل على باب الله بيبيع فاكهة وهو صعيدي من محافظة بني سويف لكنه بيبيع الخضار والفاكهة في منطقة الحوامدية بمحافظة الجيزة..

راجل ارزقي رزقه يوم بيوم أوقات بيكون 200 جنيه وأوقات تانية 300 جنيه زيه زي كل الناس البسيطة اللي بتكافح عشان تقدر تعيش دا غير أنه كمان مديون بـ70 ألف جنيه وبيحاول يسدد ديونه، عم ربيع اتصرف بعفوية شديدة خرجت نتيجة اقتناعه باللي حاسس أن دا واجبه..

ودا لما فوجئ بمرور شاحنة مكتوب عليها “إلى أهالينا في غزة” وعرف أنها مساعدات موجهة لمساعدة أهالي غزة فماكنش منه غير أنه يحدف شوية برتقال على الشاحنة ويقول كلوا زي ما بناكل.. وعيشوا زي ما احنا بنعيش، وكان بيعمل كدا وهو بيأنب نفسه أنه ما حدفش كل البرتقال اللي على الفرشة كلها لكن يعمل ايه فالعين بصيرة والةيد قصيرة..

وقال: “والله لو كنت اطول أديهم الفاكهة كلها كنت عملت وعلى فكرة أنا من وقتها وأنا مستريح نفسيا والله”، عم ربيع بيقول كمان “أنا طبعا متأثر بصورة كبيرة بالمشاهد الصعبة المأساوية اللي بيتعرض ليها أهالينا في قطاع غزة على أيد الاحتلال الإسرائيلي أنا كنت كل يوم بضايق من المشاهد اللي بشوفها في التلفزيون، وفجأة عدت من قصادي الشاحنات والله قلبي رفرف لأني ما صدقت إني شفت حاجة من ريحتهم ورميت على قد ما أقدر..

ماهي الفرصة جت اهي لحد عندي وربنا أراد أني أعمل حاجة بسيطة ولو أقدر أعمل أكتر من كده كنت عملت، عملت كده وأنا فرحان وعارف أن كل الشعب المصري الشهم والجدع كان هيعمل زيي وأتمنى أن الكل يقدر يتبرع لمساعدة أهالي غزة في محنتهم الناس الصابرة الصامدة المحتسبة شهداءها”..

ويكمل عم ربيع كلامه البسيط اللي خارج من القلب عشان يدخل القلوب اللي بتسمعه: “دا انا شفت ست في فلسطين أهلها كلهم استشهدوا وبتقول الحمدلله.. أنا شكيت في إيماني منها.. ومن قوة إيمانها بربنا وبقضيتها”..

ياااه ياعم ربيع اد ايه كلامك البسيط دا بيخش القلب والعقل، لا دا كمان بفطرته بعت مع كل برتقالة حدفها رسالة إلى أهل غزة مش بس من الراجل الصعيدي الشهم أهل غزة لكن من كل شعب مصر رسالة بسيطة لكن عميقة وفهمها هناك الأطفال قبل الكبار ودا كان واضح لما كتب الطفل الفلسطينى النازح فى رفح الفلسطينية إبراهيم مصباح رسالة إلى عم ربيع قال فيها:
“يعلم الله عم ربيع أن أثر هذه الحبات من البرتقال لامست شغاف قلوبنا وإنا لنجد طعمها فى فمنا أشد حلاوة من العسل”.

والله مش قلبك بس ياعم ربيع هو اللي بينزف حزن علي الأوضاع في غزة لكن كل قلوب المصريين مع غزة وأهلها ربنا ينصرهم ويثبت أقدامهم.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى