كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| حاجب فريد شوقي

تربينا على الدراما المصرية العظيمة والتي جعلت البعض يطلق على بلدنا “هوليود الشرق” وهو المسمى والمعنى الذي اختلف معه كثيرا، والحقيقة أنه وبالرغم من سطوة هوليود وسيطرتها وتأثيرها على العالم كله، إلا أن لكل منطقة ظروفها الخاصة، تسهيلاتها وصعوباتها وهو ما يجعل الحالة المصرية متفردة تماما.

أمر مشابه عندما يتم تشبيه بعض النجوم المصريين بنجوم هوليود كان يطلق على وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقي أنه “انتونى كوين السينما المصرية” وهو المسمى الذي علق عليه النجم الكبير يوما ما حين أشار إلى أنه ربما يتشابهان في الشكل والطول وظروف البداية في العمل ولكنه أضاف قائلا “مش عارف مين اللى بيقلد التاني”.

وبمناسبة الحديث عن النجم الكبير فريد شوقي والذي جسد مع زميله النجم الراحل محمود المليجي أفضل وأهم أدوار الشر في السينما المصرية والتي كانت تقدم لنا الشخص الشرير بدرجة عالية من الوضوح -ولا اقول السطحية- حيث يمكنك منذ الدقائق الأولى أن تتعرف على الطيب وعلى الشرير من ملامح وجهيهما وخاصة الحواجب ونظرات العيون وهو ما جعل ارتفاع حاجب فريد شوقي يوحي بالكثير عن الشخصية.

تذكرت هذا النمط المعتاد والمتكرر في إظهار الشخص الطيب والشخص الشرير في الدراما المصرية وقارنته بالواقع فوجدت أن الواقع لا يتطابق مع الدراما دائما بل على العكس ففي أحوال كثيرة ترى شخصا ذو ملامح قاسية ثم تكتشف أنه في غاية الطيبة والنبل والعكس صحيح، فللبعض وجه الملائكة وقلب الشياطين.

ربما لذها النمط المعتاد، اعترض البعض على تقديم النجم كريم عبد العزيز لشخصية حسن الصباح في المسلسل الناجح “الحشاشين” ولكنني أعتقد أن عبقرية الأداء تأتي من كسر هذا النمط والغوص بعمق أكبر في مشاعر الشخصية ودوافعها وتصرفاتها مهما كان الوجه مريحا ومهما كان الكلام معسولا وهو ما نجح فيه كريم عبد العزيز ببراعة وأتمنى أن يكون هذا العمل بداية لأعمال كثيرة تقربنا من الواقع وتخلصنا من عقدة حاجب فريد شوقي ونظرات المليجي.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى