كلمتها

“عائشة راتب”.. رفضها القضاء فأصبحت أول سفيرة مصرية

أسماء هنداوي:

دائمًا أثبتت المرأة أنها تستطيع الوصول إلى مختلف المناصب العليا، متحدية كل الصعوبات ودفاعًا عن حقها، وخير مثال على ذلك امرأة بدأت نضالها مبكرًا بعد تخرجها.

ثم تقدمت للتعيين كقاضية في مجلس الدولة ولكنها رفضت لكونها أنثى، فلم تقف مكتوفة الأيدي فرفعت أول دعوى قضائية ضد مجلس الدولة، لإنتهاك حقها الدستوري وكان عمرها وقتها ٢١ عامًا، لتبدأ رحلة كفاحها وتصبح فخرًا للدولة المصرية أمام العالم كأول امرأة سفيرة مصرية.

إنها الدكتورة عائشة محمد راتب التي ولدت عام 1928، في القاهرة في أسرة متوسطة متعلمة.

وفي بداية تعليمها الجامعي التحقت بكلية الآداب ولكنها لم تستمر فيها إلا أسبوع واحد فقط.

لتقوم بالتحويل إلى كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول “القاهرة حاليًا”، وتميزت في دراستها وتخرجت عام 1949 وكانت من العشر الأوائل.

تحديات التقاليد

بعد تخرجها تقدمت للتعيين كقاضية في مجلس الدولة في السلك القضائي، ولكن تم رفضها لكونها أنثى بسبب تقاليد المجتمع التي وقفت بينها وبين حلمها.

ولكن لم تيأس فرفعت دعوى قضائية على مجلس الدولة دفاعًا عن حق المرأة في العمل في السلك القضائي ولكنها خسرت القضية.

فلم تستلم أيضًا وقتها والتفتت لدراستها ليتم تعيينها معيدة بكلية الحقوق جامعة القاهرة.

فكانت أول فتاة مصرية يتم تعيينها معيدة بالجامعات المصرية.

مع الوقت تدرجت د. عائشة في الكادر الأكاديمي حتى وصلت لدرجة أستاذة ورئيسة قسم القانون العام في جامعة القاهرة.

ونالت درجة الدكتوارة في القانون من فرنسا وأصبحت أستاذ القانون الدولي عام 1955.

أول سفيرة

وفي عام 1974 تم تعيينها وزيرة للشئون الاجتماعية فكانت ثاني وزيرة في مصر بعد د. حكمت أبو زيد، واستمرت لمدة ثلاثة سنوات في منصبها ثم استقالت أثناء انتفاضة الخبز.

وبعد عامين حققت جزء من أحلامها وتقلدت منصبها في السلك الدبلوماسي، عندما اختارها الرئيس الراحل السادات كأول سفيرة لمصر في الخارج.

لتصبح بذلك أول إمرأة تتقلد هذا المنصب، وعينت سفيرة للدنمارك من عام 1979 حتى 1981، ثم في سفارة ألمانيا من عام 1981 حتى 1984.

وبالرغم من مكانتها ومنصبها إلا أنها ظلت تدافع عن حقوق الفقراء.

وفي عام 1955 حصلت على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى الثقافة.

وبعد مشوار طويل من العمل السياسي والكفاح توفيت د. عائشة راتب عام 2013، وتركت خلفها عدة مؤلفات منها

“النظرية المعاصرة للحياد، ثورة 23 يوليو 1952، التنظيم الدبلوماسي والقنصلي، العلاقات الدولية، الصراع العربي الإسرائيلي، المناطق المنزوعة السلاح”.

عائشة راتب أول سفيرة مصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى