كلام رجالة

يحيى حقي.. من صبي وكيل نيابة إلى الأب الروحي في الأدب

“قنديل أم هاشم” من هنا كانت الشهرة، عام 1994 صدرت رواية يحيى حقي ولازمت اسمه طوال العمر، هذا لأن الرواية وصفت حال المجتمع المصري في ذلك الوقت بعاداته الشرقية التي تنتقل من جيل إلى جيل، والتطورات المجتمعية في أوروبا التي بدأ الشباب المصري في التأثر بها، ووصف حالة التناقض التي يعيشها الشاب المصري العائد من أوروبا.

من هو يحيي حقي؟

من مواليد 7 يناير 1905، كاتب وروائي مصري، كان من أسرة ميسورة الحال، والتحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام 1925، يعتبر علامة بارزة في عالم الأدب والرواية العربية، تلقى تعليمه في كُتاب بالسيدة زينب، بعد أن انتقلت الأسرة إلى حي السيدة زينب ليكمل حياته هناك مع اخوته والديه.

عمله

في البداية كان حقي غير راضي عن مهنته في النيابة الأهلية التي عمل بها تحت التمرين، واختار أن تكون النيابة قريبة من منزله فعمل بمكتب نيابة الخليفة، أطلق عليه في بداية حياته العملية”صبي وكيل النيابة” سرعان ما ترك تلك الوظيفة التي لا يستطيع تحمل مسؤوليتها.

عاش حقي في الصعيد مد عامين بالإكراه، حاول فيهما أن يسعى لأن يتخلص من تلك الوظيف حتى جاءت بالصدفة البحتة مسابقة من وزارة الخارجية، تقدم حقي في المسابقة، ونجح فيها وتم نقله إلى القنصلية المصرية في جدة ومن ثم إلى روما.

تعيينه في مجلة المجلة

كانت الانطلاقة الحقيقة ليحيى في مجال الصحافة والعلم من هنا، عندما عُين رئيس تحرير لمجلة المجلة المصرية عام 1962 حتى عام 1970، وهي أطول فترة لرئيس تحرير آنذاك، لذلك ارتبط اسم المجلة باسم حقي.

استطاع حقي أن يصل بالمجلة إلى أقصى درجات المعرفة، حتى أن أصبحت المجلة “سجل الثقافة المصرية”، اعتبره جيل الستينات “الأب الروحي” لهم فهو الذي رعى مواهبهم وشق لهم طريق النجومية والتقدم والعلم ووضعهم على أول الطريق.

جماعة الحقوقيين

انضم يحيى حقي إلى جماعة الحقوقيين أثناء داسته في مدرسة الحقوق، التقي فيها نخبة من العباقرة منهم حلمي بهجت بدوي، عبد الحكيم الرفاعي وسامي مازن، اهتمت الجماعة في اجتماعاتها على مناقشة القانون فلم يكن للأدب الحظ الوافر، ولكن استطاع من خلالها يلمس مدى حبه للكتابة.

أعماله الأدبية

تنوع ما ببن كاتب الرواية وكاتب المقال الأدبي وكاتب الدراسات النقدية، حملت كتاباته طابع جمالي أدبي فني، وإلى جوار الدراسات الأدبية والمقال كتب تاريخ “فجر القصة المصرية” كان أكبر همه القصة القصيرة التي لازمها منذ السادسة عشر، فبدأ فيها عام 1922، حتى تبنت مجلة”الفجر” باكورة انتاجه.

نشرت له قصة بعنوان”فله مشمش لولو” عن الحيوان، ونشرت له جريدة “السياسة” باسم “قهوة ديمتري” سجل فيها وقائع حية كان يشاهدها في ذلك الحي.

وتوالت القصص واحدة تلو الآخرى، نشرت مجلة”الفجر”  11 قصة له، ونشرت قصصه فى السياسة اليومية والأسبوعية والمجلة الجديدة، كما توالت أبحاث و دراسات أخرى فى مجالات النقد والفكاهة فى جريدة ” البلاغ” و صحف أخرى.

من أشهر أعماله الأدبية

* قنديل أم هاشم
* فكرة بابتسامة
* البوسطجي
* سارق الكحل
* أنشودة للبساطة
* تعال معي إلى الكونسير
* دمعة فابتسامة
* في محراب الفن
* كناسة الدكان
* مدرسة المسرح
* من فيض الكريم
* ناس في الظل
* هذا الشعر
* يا ليل يا عين
* خليها على الله
* تراب الميري
* حقيبة في يد مسافر

ولم تقف محاولته الأدبية عند هذا الحدّ النقدى بل تقدم إلى كتابة المقال واشتهر ككاتب المقال الأدبي وجمع مقالاته فى هذه الكتب الأربعة و هي: فكرة فابتسامة، دمعة فابتسامة، ناس في الظل، حقيبة في يد مسافر.

سينمائيات حقي



تنوع دور يحيي في السينما، تارة هو متفرج من داخل إحدى الصالات وتارة آخرى هو ناقد للأفلام المعروضة وأخيرًا اكتملت العلاقة بينهم عندما جسدت رواياته في السينما ومنها البوسطجي، قنديل أم هاشم، إفلاس خاطبة وامرأة ورجل.

وفاته

في عام 1992 صباح يوم الأربعاء توفي حقي في القاهرة، عن عمر يناهز السبعين عامًا، تاركًا ارثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى