خروجتنا

من العجلات الحربية وسسمت إلى العفريت.. تعرف على أقدم وسائل المواصلات في مصر

“دوام الحال من المحال” حكمة قديمة حديثة تؤكد أننا نعيش في رفات تاريخ مضى، وآثاره ماتزال شامخة في كل المجالات، ومن بينها وسائل النقل والمواصلات بالطبع.

من الأسئلة الواردة في ذهنك عند الذهاب إلى مكان، السؤال عن وسيلة المواصلات، ياترى ماذا أركب إلي المكان الفلاني؟ يختلف الوضع حاليًا للتنوع في وسائل المواصلات من المترو، القطار، السيارات، الطائرات، الدراجات النارية، السفن والمراكب وغيرها الكثير.

يختلف الوضع في الماضي كثيرًا، لم تكن وسائل المواصلات متوفرة بل لم يكن هناك أي وجه مقارنة بينها حاليًا وبين ما كانت عليه، تصطحبك منصة “كلمتنا” في جولة للتعرف على أقدم وسائل المواصلات في مصر.

اقرأ أيضًا:  الغابات السوداء.. جزء غامض في السياحة الغابية

في عهد الفراعنة: 

العجلات الحربية”المركبت”:

إبان فترة غزو الهكسوس، تعرف المصري القديم على فكرة الانتقال بسرعة من مكان إلى آخر مستخدمًا العجلات وهي نفس فكرة السيارة الحديثة، بل يعتبرها المؤرخون أول سيارة في التاريخ.

وأطلق المصري القديم على العجلة الحربية كلمة “وررت werret”، وكذلك مصطلح “مركبـت merkebet”كان بمثابة مفاجأة لبعض علماء الآثار واللغة؛ لاقترابه لفظيًا وحرفيًا من كلمة “مركبة” باللغة العربية.

تتكون المركبة من عجلتين مستديرتين تملؤها 6 أو 4 عصي خشبية، ومن أشهر المركبات في تاريخ مصر القديمة العجلات الحربية الخاصة بـ”توت عنخ آمون” وموجود بعض الأجزاء منها في المتحف المصري.

الحمار”عا”: 

وثقت الحضارة دوره في العصر القديم، حيث حُفر “حمار حتشبسوت” في رحلته الشهيرة لبلاد بونت على الجدران في مصاطب الدولة القديمة، واعتمد عليه النقل البري اعتمادًا كليًا، والحمار من الحيوانات القديمة التي لعبت دورًا إيجابيًا جدًا في الحضارة المصرية القديمة.

وللأهمية الكبيرة التي حققها الحمار”عا” في ذلك الوقت، اعتمد حكام جزيرة فيلة والذين كانوا مسؤولون عن تجارة السودان، وحملوا لقب “منظموا القوافل” الذين قاموا برحلتهم للبحث عن البخور والعاج من أعالي بلاد النوبة، وكان معهم 300 حمار عادوا بهم محملين بالنفائس.

الثيران والأحصنة “سسمت”:

واستخدم المصريون القدماء، الثيران في عملية الجر ونقل الأحجار الثقيلة من المحاجر إلى الأماكن التي تُبني فيها مثل المعابد والأهرام.

أما عن الوسائل المائية: 

المراكب المصنوعة من الورق البردي وهي الأكثر قدمًا، كذلك المراكب الخشبية وهي الأكثر استخدامًا.

الحنطور:

كانت وسيلة المواصلات الوحيدة في محافظة القاهرة، بعد أن أدخلها الإيطاليون للبلاد، ليظهر فيها العامل المصري براعته بعد أن تعلم فنونها من أصحابها، وبعد أن كانت تستورد جميع قطعها من الخارج أصبحت محلية من صنع أيادي مصرية.

تفوق فيها العامل المصري على أصحاب المهنة الأصليين، ولم يكن ذلك غريباً على المصريون، فقد طوعوا الأخشاب، واستحدثوا أنواعاً جديدة من الحناطير لم تكن معروفة في بلادها الأصلية.

القطارات:

بدأت قبل ”قناة السويس”، منذ عهد ”محمد علي باشا”، بعد أن عرضت عليه ”إنجلترا” مد خط قطار يربط بين ”السويس و الإسكندرية”، لتسهيل حركة التجارة ونقل البضائع، بدلًا من تفريغها من السفن وتحميلها على الجمال إلى الميناء الآخر.

في أواخر سبتمبر 1856، انتهى العمل في مد أول خط سكة حديد يربط القاهرة بالإسكندرية، وذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الأول، حفيد محمد علي باشا، بعد توقيع العقد مع روبرت ستيفنسون.

ففي عام 1872 أدخل ”التروماي” لشوارع القاهرة والإسكندرية، بإدارة من شركتين فرنسية و بلجيكية، بعدها فكرت بريطانيا في إقامة خط شرق القنطرة/غزة ليربط بين مصر و فلسطين لنقل الذخائر و الجنود، و بالفعل حصلت على موافقة من الشركة الفرنسية المديرة لقناة السويس.

العفريت:

انتشر العفريت، كما أسماه المصريون، وتم مد خط القاهرة/السويس في عام 1858، ثم القاهرة/ بورسعيد في 1860، ثم القاهرة/ أسيوط في 1874، ثم إلى الأقصر في 1898، ليخترق حدود السودان إلى وادي حلفا في 1926.

بالرغم من أن وسائل المواصلات لم تكن تقدم خدمتها بالسرعة التي هي عليها اليوم، نظرًا للتكنولوجيا والمواد الحديثة وقطع الغيار المستحدثة التي تدخل في صناعتها، كان لها فوائد كثيرة: 

الحفاظ على البيئة:

كانت أغلب الطرق التي استخدمت للتنقل في الماضي آمنةً على البيئة ولا تلوثها، فحركة الدّواب على اختلافها وتنقلها لم تكن بالأمر الذي يؤذي الطبيعة، أو يلوث هواءها كما هو الحال في طرق المواصلات الحاليّة.

العلماء هم الأساس:

فكان المستكشفين منهم، يعملون بجد واجتهاد لتحقيق الانجازات والتطور وراحة الإنسان، وفي ذات الوقت الحفاظ على البيئة وتجنب حدوث أي مضار بها.

اقرأ أيضًا: من عباس العقاد إلى كلوت بك.. ما السر وراء أسماء الشوارع المصرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى