خروجتنا

“متحف ملوي”.. التراث الخالد للحضارات التي شهدتها مصر

المعروف أن مصر مليئة بالأماكن الأثرية التي توجد بها، ولكن يظل مكانا واحدا مميزا بكل ما فيه وهو “متحف ملوي”، والذي يعد من إحدى المناطق الأثرية الهامة في مصر، التي كانت مسرحا للحضارات الفرعونية، وفي السطور التالية سنتعرف أكثر على تفاصيل ذلك خلال المتحف خلال موضوعنا اليوم.

تاريخ إنشاء المتحف:

أنشئ في 23 يونيو 1962 بمدينة ملوي بمحافظة المنيا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويشتمل على الآثار التي تمثل العصور المختلفة، وتعد منطقة ملوي إحدى المناطق الأثرية الهامة في مصر، حيث كانت هذه المنطقة مسرحا للحضارات الفرعونية والإغريقية والرومانية، ويوجد منطقتي الأشمونين وتونا الجبل، واعتزازا بالماضي وأمجاده وحفاظا على هذا التراث الخالد تم افتتاح متحف آثار ملوي الإقليمي في 23 يوليو 1963 ليضم في قاعاته الأربعة الآثار المستخرجة من مناطق تونا الجبل والأشمونين ومير.

يعتبر مرآة صادقة تعكس صورة ما كانت عليه هذه المنطقة في العصرين اليوناني والروماني وكذلك بعض القطع الأثرية من عصر الدولة القديمة عصر العمارنة، كما يتكون من طابقين بهما أربع قاعات، عرضت بها الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية وآثار تونا الجبل والأشمونين وتل العمارنة وآثار مصر الوسطى.

اقرأ أيضًا: “شارع الصليبة”.. الشاهد الأول على عصور مصر المختلفة

أهم ما يضمه المتحف:

في عام 2013 تعرض المتحف لحادث سرقة، بسبب أعمال الشغب التي شهدتها محافظة المنيا، إلا أنه تم افتتاحه من جديد، ويضم بعض القطع أثرية منها 441 قطعة قديمة و503 جديدة من مخازن البهنسا والأشمونين والمنيا، موزعين على ثلاث قاعات، وتم تحويل القاعة الرابعة لمكان للأنشطة التعليمية للأطفال، ويضم الصالة الأولى مظاهر الحياة اليومية للمصري القديم من الأكل والشرب والأواني المستخدمة، وأهم ما تضمه الصالة أيضا، تمثال أحد الأعيان وزوجته يجلسان بجانب بعضهما في مظهر من الحب والدفء والحنان، مع توضيح مكانة المرأة كونها تقف إلى جانب الرجل المصري القديم.

كما يضم المتحف مجموعة من الأواني التي استخدمت في أغراض عديدة، وترجع للعصور المختلفة، وهي مكتشفات تونة الجبل، والأشمونين ودير البهنسا، فقد تعددت أشكال وأحجام الأواني لتلائم شتى الاستخدامات التي لجأ إليها المصري القديم لصناعة الأواني، وقد تم استخدام الفخار في صناعات متعددة منها أطباق التقديم الفخارية، ونماذج من القرابين التي يفضلها الملوك من خبز ولحوم وأطعمة مختلفة.

يضم المتحف كذلك تمثال الملكة حتشبسوت وهي واحدة من أهم ملكات مصر القديمة، فقد تزوجت من الملك تحتمس الثالث، وعرف عهدها بقوة الدولة، خاصة في التجارة والرحلات البحرية والعلاقات الدولية.

كما يحتوي متحف ملوي على رأس تمثال ملت، وتابوت على هيئة أدمية و تماثيل إيزيس وأوزوريس وحورس، وتمثال تحوت وهو معبود المنطقة ورمز الحكمة في العصور القديمة، إضافة إلى جداريات المقابر ونماذج من الأثاث الجنائزي ونماذج تماثيل خشبية للخدم، فضلا عن قرد البابون.
كما يحوي متحف ملوي أوان كانوبية التي توضع فيها أشياء الميت، وعملات ذهبية وفضية ودنانير إسلامية ووجوه رومانية، وبعض من الفنون القبطية والإسلامية أيضا، ومخطوطات نادرة ورسومات لحيوانات وكتب العربية.

“متحف ملوي” من أقيم الآثار الموجودة في مصر التي تعبر عن العصور المختلفة، لذلك يكون مميزا بكل ما فيه، وهكذا نكون أوفينا عن حديثنا عن متحف الملوي وتعرفنا على تاريخه وما يوجد بداخله.

اقرأ أيضًا: “شبرا بلولة”.. كيف نجحت قرية مصرية في تصدير العطور إلى فرنسا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى