خروجتنا

“ميدان التحرير”.. من مستنقع فيضانات لأهم ميادين مصر 

تعد وسط البلد من المحاور المهمة في القاهرة الحديثة، ومن ضمن تلك المحاور الرئيسية “ميدان التحرير”، فهو أكثر الميادين المميزة في مصر، حيث مر عليه الكثير من الأحداث السياسية والتاريخية، وكان هدف تأسيسه إقامة دولة أوروبية أخرى في مصر.

في قلب القاهرة الحديثة يتصل الميدان بالعديد من المحاور، مثل رمسيس والجلاء وطلعت حرب والقصر العيني، فيعد ميدان أثري عريق شهد على كثير من الأحداث المهمة، فيمتد شرقا من ميدان “باب اللوق” وميدان عابدين إلى كوبري الجلاء.

سبب التسمية:

كان قديما يطلق عليه ميدان “الإسماعيلية” نسبة إلى الخديوي إسماعيل والسرايا التي أهداها الخديوي لزوجته الثالثة “جشم آفت خانم أفندي”، وكان من المفترض وضع تمثال الخديوي إسماعيل في منتصف الميدان، حتى جاءت ثورة يوليو 1952 ولن يتم وضعه، حتى تم تغيير اسمه إلى “التحرير” وذلك بعد سقوط الملكية وقيام الجمهورية، وكان في فترة من الوقت أطلق عليه “السادات”، ولكن كان المسمى المشهور له هو التحرير.

الميدان قديما:

كان الميدان في عهد القدماء المصريين عبارة عن أرض صحراوية، ثم جاء الفاطميين مصر وقاموا ببناء القاهرة، وغير النيل مجراه، مما جعل تلك المنطقة تصبح مستنقعا للماء أثناء الفيضانات، ولكن في نهاية القرن ال18 بدأت الأرض تجف، و في هذا الوقت احتل نابليون القاهرة، وقام الفرنسيون بنصب معسكراتهم هناك، ولكن لم تكن شبكة السدود قد بنيت لكي تتحكم في فيضان النهر، ثم ظهرت بعد ذلك في عصر “محمد علي” والتي أدت إلى استقرار ضفاف النيل.

الميدان في عصر الخديوي إسماعيل:

تعد فترة حكم الخديوي من أهم فترات التحول المادي لمدينة القاهرة، كان هدف الخديوي في ذلك الوقت الانفتاح على الحضارة الأوروبية، وحدوث التحول في البيئة الاجتماعية والثقافية، وحققه من خلال التطوير العمراني في القاهرة وتحويلها إلى مدينة أوروبية، فقام بترك الأماكن القديمة كما هي، وقام ببناء الأحياء الجديدة بغرب النيل مع إدخال بعض العناصر الحديثة مثل الشوارع العريضة والميادين الدائرية والحدائق الواسعة، وأصبح من يسكن تلك المنطقة من أصحاب الطبقة الراقية، حتى تم إنشاء ميدان التحرير الذي يشبه في طرازه ميدان “لي نوال الباريسي”.

أقرأ أيضا: “السكاكيني” من شاب سوري لأشهر قصر بمصر.. تعرف على القصة كاملة

أهم الأحداث التي حدثت في الميدان:

حدث به العديد من الأحداث التاريخية المهمة لذلك يعتبر الشاهد الأقوى على مر العصور، مثل مظاهرات المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وتطوع العديد من المواطنين لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر، وليس ذلك فقط إنما شهد على أهم حدث وهو انعقاد أول مؤتمر قمة عربي في جامعة الدول العربية التي توجد في الميدان، كما أنه نقطة التقاء المواطنين لكي يعبروا عن رفضهم لقرار تنحي الرئيس جمال عبد الناصر، إضافة إلى ذلك شهد على مظاهرات طلاب جامعة القاهرة ضد الرئيس أنور السادات لكي يحثوه على قيام الحرب على إسرائيل، وبنفس العام تجمع المواطنين أيضا ولكن لتوجية الشكر للرئيس أنور السادات من أجل انتصارات حرب أكتوبر.

كما يمكنك مشاهدة العديد من الأماكن الأثرية الشهيرة حول الميدان، مثل جامعة الدول العربية، المتحف المصري، موقف عمر مكرم الذي يتكون من أربع طوابق تحت الأرض.

أقرأ أيضا: لماذا تم اختيار مدينة القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى