كلمتها

الطلاق الصامت.. ما هي أسبابه وكيف نتجنبه؟

ظاهرة مجتمعية ظهرت في مجتمعنا المصري مؤخرًا، كما أنها تعتبر صورة من صور التفكك الأسري، وهي في الظاهر تسمى طلاقًا أما على أرض الواقع هي تفكك أسري لا أكثر، يعيش الأب والأم تحت سقف منزل واحد، كأي زوجين عاديين، لكن دون كلام أو حتى شجار حتى أنهما لا يناما في غرفة واحدة، ومع ذلك يبقي عقد الزواج ساريًا بينهما، مع انفصالهم واقعيًا.

تأتي هذه الحالة عندما تختفي المودة والرحمة بين أهل المنزل، فتنزع خصال الود والأمان الذي تبنى عليه البيوت، كما ينزع الحب من قلوب الزوجين، وما عليهم إلا أن يعيشوا أسفل سقف واحد، خوفًا من لقب مطلق أو مطلقة، وذلك لنظرة مجتمعنا للمطلق والمطلقة، ليخرجوا أمام الناس والأهل والأصدقاء كأي زوجين متاحبين، وهما في الحقيقة منفصلين.

ما هو الطلاق الصامت؟ 

يعتبر الطلاق الصامت هو حالة انفصال غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد بين الزوجين كلام أو فعل أو علاقة زوجية التي تزيد من المودة والرحمة بين الزوجين، يصبح هناك تبلد في المشاعر، لدرجة أنه قد تنعدم الغيرة بين الطرفين، وهي المحرك الأساسي لإكمال العلاقة الزوجية.

ومع الوقت يصبح الزوجين في مثابة الجيران يعيشان في بيت واحد، واعتبر بعض الأخصائيين الاجتماعيين أن أنسب وصف لهذه العلاقة هي الحي_الميت، مجرد فكرة أن رجل وامرأة يعيشان تحت سقف واحد فقط، والمعضلة هنا في كلمة “فقط” وكأنهما جسد بلا روح، أو نبات بلا ثمار.

أسباب الطلاق الصامت:

1- الخرس الزوجي:

أي أن كلاً من الزوجين متمسك برأيه، ولا يستمع لرأي الآخر، فالزوج عادة ما يكره سماع مشاكل زوجته، ومقابل ذلك تصمت الزوجة ولا تتحدث.

2- الاختلاف: 

قد يحدث عدم تكيف بين الطرفين بسبب اختلاف بيئته، ومكانته الاجتماعية، كذلك اختلاف الطموح والنظرة المستقبلية قد يصبح عائقًا أمام الزوجين لإكمال حياتهم الزوجية.

3- التقيد: 

يشعر أي طرف منهم بتقييد حريته في تحقيق أحلامه، أو غيرها من الأمور التي يتطلع عليها، مما يجعل أحد منهم يشعر أن الزواج هو سجن مقيد للحريات، عكس ما كان يحلم به أو يتمناه.

4- الضغوطات المادية والحياتية: 

سواء أكانت من غلاء المعيشة أو من عدم استطاعة الزوج سد احتياجات أسرته، أو بسبب الانشغال بتدريس الأبناء وتدريسهم، مما يؤدي لانشغال كلاً منهم عن الآخر، ليشعر من وقتها الزوجين أنهم متفرقين عن بعض.

5- غياب الكلمة الحسنة: 

الطبيعي في أي علاقة تجمع بين الرجل والمرأة أن تجمعهم الخلافات والمشاكل، ولكن الطبيعي أيضًا أن تنتهي هذه المشاكل بالكلمة الطيبة والمصالحة وسماح كلا الطرفين لبعضهم البعض، لكن هذا عكس ما يحدث، للأسف تتولد مشاعر العند والأنانية بينهم، لتصمت الزوجة وكذلك الزوج، مما ينتج عنه الطلاق الصامت.

الحلول للحد من أزمات الطلاق الصامت:

1- الاعتراف بالمشكلة والتحدث عن أسبابها ومحاولة حل الخلافات بينهم.

2- الصراحة، أن يخبر كلاً منهم عن ما يزعجه ويسعى لتغييره لينال رضا الطرف الآخر.

3- استشارة أخصائي في العلاقات الزوجية الاجتماعية، لربما تكون المشكلات بين الزوجين أعمق تحتاج لتدخل استشاري بينهم.

اقرأ أيضًا: “سي السيد وأمينة”.. القصة الحقيقية لشخصيات ثلاثية نجيب محفوظ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى