كلمتها

في حب الطبيعة.. “شروق طلعت” تجمع هدايا البحر وتصنع منها الاكسسوارات  

أن تحب الطبيعة وتعيش في كنفها محاطاً بروحها هو أمر كفيل بأن يشعرك براحة وغبطة التوحد مع كيان هائل أنت تمثل ذرة فيه.

وأن يمنحك القدر القدرة على التواصل مع جميع الكائنات، وقد أدرك الشرقيون مبكراً أهمية محبة الطبيعة، وأثر الهدايا التي تمنحنا إياها، حتى أن بعض كهنة الهندوك كانوا ينطلقون للعيش في الغابات ولا يرافقون سوى الحيوانات والطيور والنباتات.

تحاور شروق طلعت، الفنانة البصرية، والمؤسسة ل “Sherouk Talaat Stone Jewelry” منصة “كلمتنا” وتحكي لنا عن مدى حبها لهدايا البحر التي يهدينا إياها، ونحن لا نمثل سوى ذرة منه.

ولدت شروق ونشأت بالإسكندرية، وتخرجت من كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم التصوير، وبدأت العمل بمكتبة الإسكندرية منذ 20 عامًا، وحتى الآن تعمل رئيس قسم المعارض والمشروعات الفنية بإدارة المعارض والمقتنيات الفنية.

وعن مشروعها لتصميم الحلي المصنع من الأحجار تقول شروق “ظللت لسنوات أجمع من الشواطئ التي زرتها الهدايا الجميلة التي يقدمها البحر لنا، مثل الأصداف والأحجار وزجاج البحر، والتي يُعيد تشكيلها فتتحول إلى قطع ذات طبيعة خاصة أقرب إلى منحوتات فنية من الطبيعة؛ بالاضافة إلى الأحجار التي كنت أجمعها من رحلاتي في الصحراء”.

وتابعت شروق: “ألهمتني هذه الكنوز الطبيعية التي وجدتها والتي كانت بمثابة قطع فنية، لقد كنت استخدم هذه الأحجار في صنع الإكسسوارات والحلي لي ولأصدقائي، إلى أن فكرت في مشاركة هذا الشغف مع كل من يفهم هذا الفن ويقدره”.

أحبت شروق القطع الفنية المصنوعة من الفضة أو النحاس، أو النحاس المطلي فضة، أو النيكل أو الذهب، وكل قطعة حلي لا مثيل لها، وإن وجدت تصميمًا مكررًا فيستحيل أن يتكرر شكل الحجر، وهذا تفرد يد الطبيعة وغناها.

وبسؤالها إذا كانت تفكر في تغيير الهيئة التي تعمل عليها في الأحجار: 

أكدت شروق “لا أحب تغيير طبيعة الأحجار التي تستخدمها لأنها جميلة كما هي، ولكنني أضيف إليها فقط وسيلة عرض وطريقة لارتدائها تليق بها، وتجعل من يرتديها يعتز بارتداء قطعة فنية مميزة وفريدة ليس لها مثيل”

كما شاركت شروق في عدة معارض فنية جماعية و أخرى فردية، إلى جانب مشاركتها في برنامج تدريب بمتحف الفن الحديث بروما، إيطاليا، خلال شهر فبراير.

وفي إطار الحوار الفني بين مصر والسويد، اوبصالا، حصلت على إقامة فنية في السويد، بالإضافة إلى هذا حصلت على تدريب في برنامج تطوير وإدارة صناعة المعارض للبلدان النامية في بكين، الصين.

ولمحبة شروق للأحجار وتقديس هدايا الطبيعة، استعانت بمثل قيل من “بوذا المستنير” في 500 ق.م، الذي أصر على ضرورة محبة الطبيعة ولو كانت حجراً، لأن الحجر كان بالنسبة له يمثل كل الأشياء معًا فهو يقول:

“إن هذا الحجـر حجرا، وحرمته عندي ومحبتي لـه لا ترجـع إلى انـه كان شـيئا وسيصبح شـيئا آخـر، بل لأنه كـان معا ولأمـد طويـل كل شـئ. أحـبه لأنـه حجر وحسـب، في كل علامـة وتجويف فيه أجـد قيمة ومعنى – في صفرتـه ورماديتـه، و في صلابته، وفي الصوت الذي ينطلق منه عندما أطرقـه، وفي جفاف سطحه أو رطوبتـه، وهذا كل مـا يبهـجني، ويبدولي مدهشا”.

اقرأ أيضًا: هل النساء أكثر ثرثرة من الرجال؟.. الدراسات العلمية تجيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى