“كلمتنا” تنقل لكم الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “الترجمة عن العربية جسر الحضارة”
انطلقت اليوم فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة 53 وتأتي تحت شعار “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، ومن المقرر استمراره حتى 7 فبراير المقبل، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وفي إطار ذلك أقيمت الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “الترجمة عن العربية جسر الحضارة” بحضور وزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم، الدكتور هشام عبدالعزير رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، الشيخة بدور القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، ونيكولاوس جاريليديس سفير اليونان بالقاهرة، فضلًا عن حضور الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وقدمت الجلسة الإعلامية قصواء الخيلالي.
في ذلك الإطار أوضحت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، أن مصر تحتفي بالثقافة والكتاب في الجمهوية الجديدة التي تؤصل للمعرفة والثقافة، بجانب بناء الإنسان وتثبيت دعائم الهوية المصرية من العلم والثقافة.
وتابعت عبدالدايم أن معرض القاهرة قبلة للمثقفين، ليكون محطا لكل مثقف وأديب، مشيرة إلى تتظيم ذلك البرنامج المهني، لمواكبة متطلبات العصر، وإثراء المكتبة العربية، ويتضمن البرنامج 7 محاور رئيسة، وورش متخصصة في عدة مجالات، من بينها الترجمة، لتعود كتبنا لتنير العالم، كما كنا من قبل.
وأعرب السيد نيكولاوس جاريليدس، سفير اليونان لدى مصر، أن علاقات مصر واليونان تاريخية، وأن هناك فعاليات ستكون ضمن فعاليات المعرض أيضا، بجانب إتاحة كتب يونانية باللغة العربية، مؤكدا أن الترجمة تُسقط حواجز المعرفة وتبني جسور التواصل، مثمنا التواصل الثقافي والإنساني بين الحضارات.
وبدوره، أوضح الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية، أننا نشهد كوكبة عربية وعالمية ضمن الحضور، في هذه الجلسة الافتتاحية، لننطلق في طريق يضمن ازدهار وثراء الأمة، فلا نكتفي بالأخذ عن غيرنا؛ فتاريخ الإنسانية يشهد أن الأمة العربية قدمت الكثير، واليوم يحضر مديرة بيت المأمون للترجمة، والذي حفظ التراث اليوناني الذي كاد يندثر، ودفعه ليكون وقودا لحركة النهضة العالمية، لتكون الثقافة العربية ناقلة للثقافة اليونانية، والتي بنت عليها أوروبا ثقافتها.
وأشار د. صلاح فضل إلى مركز الترجمة في طليطلة، والذي نقل علومه إلى لغات شتى، ولكن ترجمة من اللغة العربية إلى لغات أخرى، في وقت ازدهار ثقافتتا العربية، وبعدها جاءت موجة الترجمة الرابعة عن العلوم والثقافة الغربية إلى العربية، مختتما بنصائح لما نحتاجه ونحن في الحديث عن الترجمة ودورها في تغيير صورة العرب عالميا، وكذلك تغيير ما قدمه الإعلام من صورة كريهة وحديث عن القتل، وعلينا تغيير هذه الصورة، بأن نمتطي جناح الفنون والآداب، وترجمة روائع العالم إلى لغتنا العربية، بطريقة مرسومة بدقة.
وأكد فضل أنه وإن كان نابغونا في الرياضيات والعلوم لا يتاح لهم الإبداع الحقيقي إلا بالعمل في الغرب، فلنعتز بتراثنا الطبيعي والعلمي الذي أضاء العالم في عصور النهضة، وعلينا رفع مستوى انتشار الأدب والفن والثقافة، بكل الطرق، موصيا بعمل مجلس مشترك للترجمة العربية، لئلا تهدر الجهود في ترجمات مكررة، ولضمان ترجمة أكبر عدد من المؤلفات المترجمة، وفق معايير محددة، تضمن جودة الانتقاء والإضافة إلى المكتبات المختلفة.
وفي سياق متصل، أكدت الشيخة بدور القاسمي، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، أن العلاقة بين مصر والإمارات نابعة من أخوة تاريخية، موضحة أن مصر أنجبت الكثيرين ممن حملوا مصابيح العلم، وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي، رائد الترجمة، والتي فتحت أبواب المعرفة على مختلف الحضارات، مؤكدة أهمية استعادة الترجمة مكانتها السامية في مختلف العلوم، لربط الحضارات والعودة إلى شمس المعرفة.
وتابعت القاسمي أن علينا تشجيع الترجمة وتفعيل دورها مع ارتفاع الطلب على أصوات جديدة وأصيلة، وتنظيم ورش عمل وتقديم الجوائز للمترجمين، وإفساح الطريق أمام المترجمات للانطلاق لآفاق الإبداع، مع سياق العولمة والانفتاح الكبير حولنا، لدعم تطلعاتنا الثقافية والترويج لتراثنا.
وفي سياق متصل، أضاف الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، أن معرض القاهرة يشكل فرصة خصبة لمتابعة أحدث المستجدات الثقافية، وعرض تجربة معرض أبو ظبي للغة العربية، في ترجمة أكثر من ألف كتاب لنحو 23 لغة، وما يقدمه من مشروعات وتجارب ثقافية، مثمنا كل الجهود المعنية بصون اللغة العربية، حافظت على حقوق النشر والترجمة، وإطلاق مشروع المترجمين الجدد، ونشر أجزاء من المعجم التاريخي برعاية الشيخ سلطان القاسمي.
كما شهد مؤتمر الترجمة عن العربية جسر الحضارة، إهداء ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة اليونانية، والتي صدرت اليوم، وأهديت أولى نسخها إلى السيد سفير اليونان لدى القاهرة.