خروجتنا

قرية “شالي”.. أيقونة سيوة التي لا نعرف جمالها

يرجع تاريخ قرية شالي الأثرية لسنة1203 ميلاديًا، وتضم المسجد العتيق والذي تم افتتاحه بعد أعمال ترميمه عام 2015، ومسجد تطندي والذي تم افتتاحه بعد أعمال ترميمه عام 2018، وتحتوي القرية على ثلاثة مداخل رئيسية هي البابنشال وقدومة وأترار، بالإضافة إلى ثلاثة بيوت بجوار مسجد تطندي تم ترميمها وتحويلها لمركز للرعاية الاجتماعية والصحية، وذلك بناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية للاستفادة من الخدمات التي سيوفرها المركز للسكان ولربطها بالتاريخ والثقافة والتراث السيوي، بحسب وزارة السياحة والآثار.

وعندما استقرت مصر فى عهد محمد على باشا (1805 الى 1849) لم تعد هناك حاجة لسكان سيوة للتقيد بحدود مستوطنة محصنة، وهجرت مدينة شالي القديمة، كما بنى سكانها منازلهم فى المناطق الأكثر اتساعاً، المحيطة بالواحة، وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، وعناصر حيوية أخرى من منازلهم في شالي القديمة دفع هذا التدهور المطرد للقلعة مع مر السنين، إلى المزيد من الإهمال التام لمنازلها المهجورة وتقع قلعة شالي، في يومنا هذا، تحت إدارة وزارة السياحة والآثار المصرية كونها موقعا أثريا.

ودعمًا من وزارة السياحة واهتمامها قامت بـ عمل مبادرة تحت عنوان “إحياء قلعة شالي بواحة سيوة، والمشروع الممول من الاتحاد الأوروبي (EU) وشركة “نوعية البيئة الدولية” لتنمية الصناعات الصغيرة والحرفية (EQI SME) فب فبراير 2018 ويستمر حتى أواخر عام 2020.

تقوم شركة نوعية البيئة الدولية لصناعات الصغيرة والحرفية بتنفيذ المشروع، والذي يستهدف ترميم وحفظ موقع شالي الأثري، المبني بالكرشيف والمنطقة شبه المهجورة والمتدهورة المحيطة به، وكان الهدف الرئيسي للمشروع، هو العمل على تحفيز الاقتصاد المحلي، وذلك من خلال تحسين مكانة سيوة الدولية كوجهة للسياحة البيئية الرائدة، ويستهدف أيضاً المشروع ترسيخ التنمية المستدامة لمجتمع سيوة المحلي، وذلك من خلال هذه الآليات التالية: تثبيت وترميم وتهيئة استخدام المباني والفراغات في الموقع الأثري، وذلك لرفع مكانة شالي كإحدى مناطق الجذب الرئيسية للسياحة الثقافية بسيوة وبناء قدرات السكان المحليين على ترميم ممتلكاتهم باستخدام طرق البناء التقليدية، إثبات أن المحافظة على مواقع تراثية.

بالإضافة إلى تطوير وتحسين الخدمات البيئية والصحية، سوف تساعد حتما، في تحسين الظروف المعيشية، وتعمل على تحفيز وتنشيط الاقتصاد المحلي، الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والرعاية الصحية العاجلة لسكان الواحة الأكثر احتياجا، وخاصة السيدات والأطفال والشباب وذلك من خلال إنشاء وتجهيز وحدة صحية لرعاية الأمومة والطفولة، توفر احتياجات الصحة الانجابية الأساسية للسيدات والأطفال.

يهدف المشروع إلى إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف وذلك بمدينة شالي في واحة سيوة ويقوم المشروع بتدريب مجموعة من البنائين ذلك بهدف استمرارية الحرفة، حيث تم ترميم السور المحاط بمدينة شالي، وأصبح السور مرئيا بوضوح من عدة زوايا وتم تثبيت الأجزاء المهدمة من حوائط المدينة وترميمها بنفس الخامات، كما أيضا تم بناء وترميم مركز الأمومة والطفولة وهو إحدى مكونات المشروع وتم تجهيزه بالكامل بأجهزة طبية حديثة.

أما بالنسبة للمنطقة التجارية تم إعداد التخطيط والتصميم المناسب لها، وبدأ التنفيذ الفعلي بها، حيث قام الفريق المعماري بفحص وتحليل للنمط العمراني لمدينة شالي القديمة، وأنتجت الدراسة عن رؤية وهى أن مشروع “إحياء مدينة شالي” سيصبح نموذجاً إنسانياً لتطوير واحة سيوة ككل، حيث يكون المشروع منبعا لأفكار التطوير لتصبح سيوة حاضنة للتراث والفن والثقافة.

تم تنفيذ مركز عمارة الأرض وهو أيضاً مكون آخر للمشروع، حيث تم الانتهاء من بنائه بالكامل، وتم تشطيبه وتأثيثه، ويقع المركز في مكان متميز بجوارفندق البابنشال على حدود سور مدينة شالي القديمة، وبالتعاون مع العالم الأثري والمؤرخ الإيطالي، سرجيو فولبي، المحب والعاشق لواحة سيوة حيث تم تدعيم المركز بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة وكذلك خرائط قديمة أصلية وأفلام تسجيلية عن سيوة وتواجدها القوي في التاريخ وخاصةً أثناء الحرب العالمية الثانية، ويقوم المركز بدور هام في إظهار توثيق المشروع وطريقة بنائه وأهم الخامات المستخدمة، و دور المشروع في إعادة إحياء حرفة البناء بالكرشيف.

كما تضمنت أنشطة المشاركة المجتمعية إقامة فعاليات لإعلام المجتمع بالتراث السيوي الثقافي، تم تنظيم نشاط فني للأطفال من قبل فريق المشروع وأحد السكان المحليين فى سيوة التس تعمل مع الأطفال المحرومين، وضم حدث التواصل المجتمعى التفاعلى الأطفال فى سن المدرسة الابتدائية من العائلات المتعففة في سيوة، كانت الفكرة من وراء هذا الحدث تعريف الأطفال بتراث سيوة وقيمة أعمال الترميم التى تجرى فى قلعة شالي، كما كان نشاطًا للتعبير الفنى حيث تم تشجيع الأطفال على رسم تصوراتهم عن سيوة، والتي كان الهدف منها فهم كيفية تعامل الجيل الشاب مع تراث سيوة.

التوثيق الرقمي للتراث السيوي:

استهدف العمل تطبيق تقنيات مبتكرة لمسح وتسجيل وتوثيق قلعة شالى بالكامل، بما فى ذلك المنطقة الأثرية المهجورة فى الأغلب، والمستوطنات الشرقية والغربية، لتوضيح كيف يمكن استخدام هذه التقنيات فى تطوير الإشراف على التراث.

يتيح التوثيق الرقمى استكشاف الموقع من قبل خبراء الحفاظ على البيئة والمهندسين المعماريين والأكاديميين والطلاب والجمهور على مستوى العالم، كم تتم – من خلال سلسلة متواصلة من الندوات عبر الإنترنت التى نظمتها LSN, 4D Heritage, Royal Agricultural University, EQI-Group – مشاركة نتائج المشروع دوليًا والتفاعل مع أكثر من 60 مشاركًا من جميع أنحاء العالم.

تعد الجولات الافتراضية لقلعة شالي بمثابة شهادة نجاح الحلول الرقمية في التواصل مع التراث، فعلى الرغم من تطبيقها مؤخراً جداً .. إلا أن هذه الندوات عبر الإنترنت والجولات الافتراضية قد جلبت المزيد من الزوار إلى القلعة في وقت واحد أكثر مما كان ممكنًا في الحياة الواقعية .. فمن خلال ندوات الجولات الافتراضية عبر الإنترنت تعرف 62 شخصًا على جمال المنطقة كما تم إرشادهم من قبل خبراء محليين مما عزز من أصالة التجربة.

اقرأ ايضًا: ماهو حمام “إينال”؟.. وما سر حكاية مثل “اللى اختشوا ماتوا”؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى