كلام رجالة

«شكسبير».. الأديب العالمي الذي جسد صراعات الإنسان

من منا لم يسمع عن وليم شكسبير، الكاتب المسرحي والشاعر وعبقري الأدب العالمي الذي يعرفه الجميع مهما مرت العصور، فطالما كان مسرح شكسبير عالمياً، فقد استطاع ببراعته تجسيد جوهر الإنسان في مسرحياته، التي تم ترجمتها إلى معظم اللغات المعروفة، كما وجدت أعماله طريقها إلى المسارح وشاشات السينما والتلفزيون، وعرفت قراءات نقدية وفلسفية، ذلك الأمر الذي لم يشهد مثله أعمال أديب آخر.

وفي ذكرى رحيله التي تحل في الـ 23 من أبريل، تصطحبكم منصة «كلمتنا» في رحلة لمعرفة من هو الأديب العالمي شكسبير.

صراع الإنسان

بالرغم من أنه مر عليه الزمن إلا أن ما زال يتحدث عنه الكثير، والعديد من مسرحياته لا تزال تُدرس حتى الآن، فقد استطاع شكسبير في مسرحه وشعره إظهار العواطف والمشاعر الإنسانية وتجسيد جوهر الإنسان وصراعاته، ذلك الأمر الذي عزز عالميته، فأبطال مسرحياته المأسوية شخصيات تتميز بالعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء حتى الآن، وكذلك الشخصيات الكوميدية تضحك الجمهور، بفضل تصويرها بذكاء ودقة وفكاهة.

استطاع شكسبير في مسرحياته الدمج بين الخير والشر والعاطفة والعقل، واللغة الشعرية البليغة والبراعة في التلاعب بالكلمات والألفاظ، والمفردات الجديدة، ذلك الأمر الذي أكد براعته، فبالرغم من اختلاف شخصيات المسرحيات، إلا أنها كانت تعبير عن معاناة الفرد في واقعه ورغبته في التخلص من أي قيد.

ولعل نضج شكسبير الفكري والفني يظهر بوضوح في صياغة الصراع الذي يخوضه الإنسان بين نوازعه وغرائزه وطموحاته وبين ظروف الواقع المحيط به والحتمية التاريخية، فجميع الشخصيات في مسرحيات شكسبير تتحدث عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

عبقرية أدبية

أظهر شكسبير عبقريته الفنية عندما استطاع استيعاب الأشكال الفنية التراثية والمعاصرة والشعبية، ثم أعاد صياغتها مرة أخرى وفقاً لمتطلبات العصر ولشروط المسرح في دور العرض التي كانت لا يوجد بها العديد من التجهيزات المسرحية وقتها.

ليخرج عن القوانين الكلاسيكية ويؤكد على الحبكة المزدوجة، من خلال المزج بين الواقع والخيال، وبين العواطف والأهواء المتضاربة، واستخدامه الشعر والنثر في العمل المسرحي الواحد وبمستويات لغوية مختلفة حسب طبيعة الشخصية وموقعها الاجتماعي، إلى جانب التأكيد على تعدد أماكن الأحداث واختلاف الزمن.

وليم شكسبير

وليم شكسبير هو كاتب مسرحي وشاعر إنجليزي ولد عام 1564، في مدينة ستراتفورد، نشأ في عائلة نبيلة، وتزوج آن هاثاوي، استمرت شهرته عبر قرون، واهتم النقاد والمخرجين المسرحيين والسينمائيين من كل المذاهب الأدبية والفنية بإنتاجه عبر العصور، فقد عُرضت مسرحياته، ولاتزال تُعرض، في كل أرجاء العالم، وترجمت إلى أكثر من سبعين لغة، وكُتبت عنه دراسات نقدية لا تحصى.

أثير جدل كبير حول شكسبير وأنه قد يكون هناك شخص آخر غير وليم شكسبير من مدينة ستراتفورد على نهر أيفون في إنجلترا هو كاتب الأعمال المنسوبة إليه، فيقول المؤيدون لهذه النظرية إن شكسبير كان مجرد واجهة لإخفاء الكاتب أو الكتاب الأصليين لسبب أو آخر لم يعلن عن نفسه.

شكك في أصالة شكسبير أولاً في منتصف القرن التاسع عشر، عندما انتشرت ظاهرة تملق شكسبير بكونه أعظم كاتب في التاريخ، بدت سيرة شكسبير الذاتية وخاصةً أصوله المتواضعة وحياته المغمورة متعارضة مع سموه الشعري وسمعته كنابغة مما أدى للتشكيك في كونه كاتب الأعمال المنسوبة إليه، وقدم أكثر من 80 مرشحاً باعتبارهم أصحاب الأعمال الشكسبيرية العظيمة، منهم فرانسيس بيكون والايرل السادس لديربي وكريستوفر مارلو والايرل السابع عشر لاوكسفورد.

يجادل مناصرو المرشحين الآخرين كل على حدة أن مرشحهم هو المؤلف الأجدر بالتصديق، وأن شكسبير كان ينقصه التعليم والإحساس الأرستقراطي أو ألفة البلاط الملكي التي كما قالوا كثرت في الأعمال، ولكن لا يوجد أي أدلة قاطعة مثل هذا لأي من المرشحين الآخرين، كما لم يتم التشكيك في أصالة شكسبير في عهده أو لقرون بعد رحيله.

وفاة شكسبير

توفي شكسبير في 23 أبريل عام 1616 بعد أن عاش 52 عاماً، ألف فيها الكثير من الأعمال الأدبية، وصلنا منها ثمان وثلاثون مسرحية، ومئة وأربع وخمسون «سوناتا»، إضافة إلى قصيدتين روائيتين طويلتين.

أشهر أعمال شكسبير

• المسرحيات التراجيدية: روميو وجولييت، ماكبث، الملك لير، هاملت، عطيل، يوليوس قيصر، أنطونيو وكليوباترا، كوريولانوس، ترويلوس وكريسيدا، وتيمون الأثيني.

• المسرحيات الكوميدية: حلم ليلة صيف، الأمور بخواتمها، تاجر البندقية، جعجعة بلا طحن، ترويض النمرة، الليلة الثانية عشرة أو كما تشاء، كوميديا الأخطاء، والعاصفة.

• المسرحيات التاريخية: الملك جون، ريتشارد الثاني، وهنري الرابع.

• القصائد الشعرية: سوناتات شكسبير، فينوس وأدونيس، اغتصاب لوكريس، العنقاء والسلحفاة، وشكوى محب.

من أشهر أقوال واقتباسات شكسبير:

1. أكون أو لا أكون هذا هو السؤال.

2. ليسَ كل ما يلمع ذهباً.

3. يموت الجبناء مرات عدة قبل أن يأتي أجلهم، أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة.

4. ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب.

5. الرجال الأخيار يجب ألا يصاحبوا إلا أمثالهم.

6. الحب أعمى والمحبون لا يستطيعون أن يروا الحماقات الصارخة التي يرتكبونها هم أنفسهم.

7. إن الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه.

8. على المرء أن ينتظر حلول المساء، ليعرف كم كان نهاره عظيماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى