خروجتنا

ثلاثة مساجد لقاضٍ واحد.. من هو وما حكايته؟

ما زالت القاهرة القديمة تبهرنا بما فيها، بما تحمله داخلها من حكايات زاخرة للتاريخ المصري، لتجد بين طيات الأزقة والشوارع حكايات كادت أن تنسى، كاد أن يعلوها تراب الزمن والأيام، من بين هذه الحكايات، القاضي “يحيى” الذي أقام ثلاثة مساجد، خلال فترة السلطان جمقمق.

على مدار 9 سنوات أقام القاضي يحيي ثلاثة مساجد، بحسب الترتيب التاريخ لهم، الأول في منطقة الأزهر، التالي في بولاق أبو العلا، والثالث الأخير في منطقة الحبانية بالدرب الأحمر.

من هو القاضي يحيى؟

هو الأمير زين الدين يحيى بن عبد الرازق الزيني القبطي الظاهري، عرف بـ«الأشقر»، وولد بالقاهرة أواخر القرن 8 الهجري، أي 14 من الميلاد «794هـ – 1389م»، وتدرج في الوظائف العليا، حتى عُين رئيساً للديوان الخاص، أو ما يطلق عليه آنذاك ناظر ديوان الفرد، الخاص بأموال السلطان، واستطاع منه أن يتولى الإشراف على نفقات المماليك السلطانية، فكان من كبار موظفي دولة المماليك الشراكسة، وكان من المقربين للسلطان الظاهر جقمق.

سلسلة الجوامع الثلاثة التي أنشأها القاضي يحيي الدين:

جاء على لسان علي باشا مبارك، أن الجامع الذي تم بناؤه في الأزهر كان أطلق عليه اسم “جامع الشيخ فرج” نسبة إلى الشيخ فرج السطوحي الذي دفن هناك، والجامع كائن في ميدان مدينة المهدية عند تقاطع شارعي الأزهر وبورسعيد، بالقرب من باب الخلق.

وقد بنى الأمير يحيى زين الدين مسجد مدرسة، في أيام السلطان جقمق، وتضم المدرسة مساكن الصوفية وسبيلاً وكُتاباً وملحقاتهما، أما عن التصميم الهندسي للمسجد، فقد كان محرابه من الحجر إلى جانبه منبر من الخشب جمع عليه مجموعة من الأشكال الهندسية البارزة، كالتي نشاهدها في مساجد المماليك، يغطي المسجد من الأعلى طاقية مقنصة، ويحلي صدره بتلابيس رخامية، كما كتب على جانبيه بعضًا من الآيات القرآنية، وتقع المئذنة على يسار المدخل وهي مكونة من ثلاث طبقات حليت الوسطى منها بتلابيس رخامية على شكل رؤوس أسهم، والباب الرئيسي للجامع يقع في واجهته الشمالية.

أما عن الجامع الثاني وهو الجامع الذي يقع في بولاق أبو العلا، سمي أيضًا ” جامع المحكمة” لأنه تحول إلى محكمة في القرن 16، وصولاً إلى عصر محمد علي باشا، أما عن مواصفات الجامع، وللجامع ثلاث وجهات مبنية على الحجر، ويعلو المحراب قبة من الخشب مجددة حديثاً، وإلى جوار المحراب منبر خشبي تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد الأول 1917 – 1936م، والجامع يقع في شارع السنانية في حي بولاق أبو العلا.

أما عن الثالث والأخير، وهو الذي يقع في الحبانية بالدرب الأحمر، إضافة إلى كُتاب بناه معه القاضي يحيي، ويتألف الجامع من صحن مكشوف، يحيط به أربعة إيوانات، أكبرها الإيوان الشرقي، وهو مخصص للقبلة، وفي المسجد أيضًا منبر صغير طُعمت تفاصيله الهندسية من الداخل ببعضًا من السن والزرنشان الدقيق الملون، كما يوجد كرسي للمصحف مُطعم بالسن ومكتوب عليه “وقف مولانا السلطان الملك الظاهر محمد أبو سعيد جقمق عز نصره”.

اقرأ ايضا: من عباس العقاد إلى كلوت بك.. ما السر وراء أسماء الشوارع المصرية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى