شارع الميدياكلمتهامنوعات

عواطف عبد الكريم.. الصعيدية التي نافست “موتسارت” في الموسيقي

كتب: رضا الشويخي|

يشكو البعض من صعوبة تعليم الفتيات بالصعيد.. تخيل لو تحدثنا عن تعليم فتاة صعيدية في العام 1931م، وليس أي تعليم ولكن تأليف الموسيقى، وخارج مصر ليس داخلها، الأمر كسر كثيرا من القواعد، فالدكتورة عواطف عبد الكريم، المولودة بالفيوم عام 1931، حققت ذلك، لتصبح أول سيدة مصرية تدرس الموسيقى دراسة أكاديمية في جامعة الموسيقى والفنون المسرحية في فيينا بالنمسا.

د. عواطف عبد الكريم

في بيت العائلة بالفيوم، كان هناك بيانو، كما هو مألوف في بيوت العائلات القديمة، كان أول ما تعلمت من الآلات الموسيقية، ليصبح أول خطوة في رحلة إحدى رائدات التأليف الموسيقي في مصر والعميدة السابقة لكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان.

تخرجت عواطف عبد الكريم من كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان في العام ١٩٥٤، وسافرت في بعثة إلى النمسا لتستكمل رحلة شغفها بالموسيقي، حيث يتذوق الجميع موسيقى المبدع العالمي “موتسارت” بتشجيع من زوجها، لتصبح أول مصرية تجتاز الدكتوراة في الموسيقى بامتياز وجائزة التفوق من النمسا.

د. عواطف عبد الكريم

عينت عواطف معيدة في المعهد العالي للموسيقى، ونجحت في تأسيس قسم خاص بالنظريات والتأليف الموسيقي، انتدبت بعدها للعمل في “الكونسرفاتوار” بجانب عملها بالمعهد، وكدأبها أنشئت قسم القيادة والتأليف الموسيقي بالكونسرفتوار.

أسست عواطف قسما خاصا بالنقد الموسيقى بالمعهد العالي للنقد الفني؛ حيث عملت عميدا للمعهد لأكثر من عام، بجانب العديد من المؤلفات في الموسيقى، وألفت نحو ١٥ قطعة موسيقية للبيانو، ولحن شعبي على الكمان.

الإبداع رغم السنين

نالت الدكتورة عواطف عضوية لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس الأعلى للثقافة، وتم تعيينها مقررة للجنة الموسيقى والأوبرا والباليه خلال الفترة من عام ١٩٩٣ – ١٩٩٩، وتم انتخابها عضوا شرفيا في المجلس الدولي للموسيقى التابع لليونسكو، بجانب رئاسة تحرير مجلة “آفاق” الصادرة عن لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه في المجلس الأعلى للثقافة.

عملت عبد الكريم في الظل كثيراً، وفي مسرح خيال الظل أيضاً، وعملت في المجال الخدمي والتعليمي. لها مؤلفات عدة على آلة البيانو للأطفال، ووضعت مناهج تعليمية للمدراس، ولحنت وصنعت موسيقى لعدد كبير من المسرحيات، مثل “لعبة النهاية” لصمويل بيكيت، “رحلة خارج السور” لرشاد رشدي، “الطرف الآخر” ليوسف إدريس، “مدينة الأحلام والأربعين حرامي” لمسرح العرائس. ومن أعمالها المجهولة أيضاً، وضعها مجموعة كبيرة من موسيقى مسلسلات وبرامج وفواصل الإذاعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى