رائحة الكتابة في فكر عمر طاهر بمنتدى الثقافة والإبداع
اقيم مساء الأحد 12 يونيو بمركز الإبداع الفني “بساحة الأوبرا” أمسية جديدة ضمن أمسيات منتدي الثقافة والإبداع، والذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، واستضاف المنتدي الكاتب عمر طاهر.
أدار الندوة الكاتب والصحفي طارق الطاهر وقال في بداية الندوة أن فلسفة عمر طاهر في الكتابة لا تحتاج الي تعريف، مشيرا الي انه من اكثر ابناء جيله في الكتابة، ولديه اصدارات متنوعة بين القصة والرواية والشعر وغيرها مما جعله كاتبا تعددت فيه مناحي الكتابة.
وأضاف طارق أن عمر طاهر في كتاباته وخاصة صنايعية مصر لجأ إلى الارشيف الصحفي للمؤسسات الصحفية الكبرى، مشيرا إلى أن “عمر” يكتب تاريخ مواز من وجه نظر مغايرة، مؤكدا على أن فكرة اللغة في كتابات عمر طاهر هي لغة غير تقليدية وخاصة به، وحول فكرة القراءة بشكل منظم اكد طارق أن الكاتب لابد ان يكون نهما شرها يقرأ كثيراً، مستشهدا بالكاتب الراحل جمال الغيطاني والذي كان لا يكف عن القراءة مؤكدا ان عمر طاهر قارئا قويا حتي يستطيع ان ينتج كل هذه الاعمال الناجحة.
وقال عمر طاهر أن تنوع مناحي الكتابة مصدره أنه دائماً يعمل في الأفكار والتعبير عنها ونقلها للناس، وهذه الاعمال تاخذ أشكالاً مختلفة، تأتي بالتمرين وتكتسب مع الوقت والممارسة، وحول لجؤه إلى الارشيفات قال عمر أن الارشيف منجم ضخم ويوثق تاريخ الوطن وتاريخ الناس، واصفاً الجرائد بانها تحمل في طياتها خريطة لكل حياة الوطن، وأضاف أن في كتابه صنايعية مصر الجزء الثاني كان التحدي ان يجعل الكتاب اشبه بالارشيف وبدات تظهر في الكتاب قيمة الارشيف والمعلومات الغزيرة التي حصل عليها.
واستطرد عمر طاهر إنه احيانا توجد افكار لم يتطرق لها احد مثلما كتب في كتاب “من علم عبد الناصر شرب السجائر” وكانت النتيجة ممتعة وانتقلت للقاريء، وأضاف انه لا يحمل ما يكتبه افكار ضخمة وانما فكرة الاستمتاع والرضي والتخلص اثناء الكتابة من فكرة الثرثرة، وحول معدلات القراءة في مصر اكد أن مصر اصبحت علي قمة القراءة في العالم، بعدما كان عدد القراء محصور علي عدد من النقاد والاصدقاء وحكي انه يشاهد شباب يقرأون في المواصلات العامة.
وحول كتابه صنايعية مصر قال عمر طاهر أن بداية الكتاب من خلال الفضول لديه ليكتب عن شخصيات نسمع اسماءها ولكن لا نعرفها بشكل جيد فكتب عن ٦٥ شخصية في مصر منهم انيس عبيد الذي طالما يتردد اسمه علي ترجمه الافلام الاجنبية دون ان نعرف سيرة هذا الرجل، وكذلك شخصبات ناجحة ولكن غير معروفة في مصر ومنهم رجال صناعة قام بتوثيق اعمالهم من خلال الكتاب.
وحول فكرة الفصل الذي كتبه حول سيدات السويس ودورهن في حرب 1973 والذي أشار اليه في كتاب صنايعية مصر ، فاكد ان هذا الفصل يوثق لصمود المراة المصرية السويسية وصمودها لمدة 101 يوم وقال انه بحث عن معلومات هذه الفترة ليكتشف ان سيدات وبنات السويس قد قاموا بتكوين لجنة دفاع شعبي من السيدات باقل تموين وغذاء ممكن لكافة سكان وجنود السويس.
وفي معرض حديثه حول تقنيات كتابته اشار عمر طاهر الي ان اللغة اداه وليست هدف دون الدخول في استعراضات لغوية لتوصيل مشاعر الفكرة وقال ان الكتابة السهلة هي كتابة صعبة ومرهقة للكاتب، لان الصعوبة في الاختزال وليست في الاستطراد.
وحول الكتب التي قرأها قال عمر انه قاريء نهم ويتعامل مع القراءة بانها الاساس، ومليئة بالكنوز، ويقرأ في كل المجالات، وقال انه يري أن القراءة أذواق.
وحول كتاب من علم عبد الناصر شرب السجائر قال عمر ان الكتاب به فصول مختلفة والعنوان غريب ويحتوي علي سؤال وهو امر غير معتاد في اختيار العناوين، واضاف انه مشغول بمصر في كتاباته، والكاتب بالفطرة يكون مشغول بالبلد الذي ينتمي اليه وخصوصا مصر مؤكدا ان مصر بها حكايات لا تنتهي ولابد ان تكتب في يوم من الايام.
وحول كتاب “كحل وحبهان” قال عمر طاهر ان التحدي الاهم عند الكاتب تحويل كل شيء لكتابة لتصل إلي القاريء ومنها حتي رائحة الطعام، وتعبيره عن الاكلات الشعبية بشكل روائي، وهو توصيف لمشاعر الفكرة وتحدث عن ذكرياته الصحفية وبداياته كمحرر وكاتب صحفي في مجلة نصف الدنيا، وحول فكرة التصوف قال انه محب فقط للتصوف وان حبه للتصوف من خلال خلفية مصرية لا تخضع للفلسفة وانما الشكل الشعبي المصري.
وقال خالد حنفي رئيس تحرير مجلة الاذاعة والتليفزيون أن كتابات عمر صادقة وتمس مشاعر القاريء وان كتاباته تحقق المتعة بسبب البساطة والعبقرية في الكتابة، كذلك فان كتابات عمر طاهر بها صيغة استقلالية لا تتقيد بقيود ويعبر عن للناس بكل بساطة واضاف أن كتبه عابرة للاجيال.
وفي نهاية الندوة قدم الكاتب الصحفي طارق الطاهر شهادة تقدير من قطاع صندوق التنمية الثقافية للكاتب عمر طاهر.