البابا تواضروس الثاني يقدم رؤيته الوطنية للعشر سنوات الأصعب في تاريخ مصر في كتاب
نادية البنا
أضافت الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع نجاحًا جديدًا يضاف إلى نجاحاتها السابقة في تقديم الشهادات التاريخية العظيمة والرؤية الوطنية، بإصدارها كتاب “البابا تواضروس الثاني.. سنوات من المحبة لله والوطن” والذي يحكي فيه قداسة بابا الكنيسة الأرثوذكسية، وبطريرك الكرازة المرقسية جانب من حياته حتى أصبح بابا للكنيسة، ويروي رؤيته الوطنية للعشر سنوات الأصعب في تاريخ مصر الحديث منذ أن أصبح بابا للكنيسة حتى الآن.
وقد أكد قداسة البابا تواضروس أنه قد تحمس لفكرة إصدار الكتاب لتعم الفائدة وكحق أصيل لجموع المصريين في أن يعرفوا ما حدث في هذه السنوات من عاصروا وغْيب وعيهم أو من لم يعاصروا، فيستطيعون من خلال هذا الكتاب أن يكونوا على وعي بمرحلة هامة في تاريخ مصر الحديث.
يقع الكتاب، الذي حررته الإعلامية شيرين عبد الخالق، في 310 صفحة، وكتب مقدمته المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق، والذي وصف فيها قداسة البابا بأنه شخصية وطنية، جذورها ضاربة في أعماق الأرض المصرية، وأنه رغم ما واجهه من صعاب، كان رجلًا رابط الجأش، لا تهزه العواصف والنوائب مهما عظمت.
وقال محمد رشاد رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية إن الكتاب الذي تفخر الدار بإصداره يمثل إضافة حقيقية لوعي المثقف المصري والعربي، إذ يقدم قصة البطريرك رقم 118 في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويطرح رؤيته التنويرية ودوره المهم خلال السنوات الماضية ومواقفه الوطنية العظيمة في ثورة 30 يونيو وما بعدها وإصراره الدائم على دحض الصور المغلوطة عن مصر لدى الإعلام الغربي.
وأكدت شيرين عبد الخالق محررة الكتاب والتي قامت على مدار ثلاث سنوات بالاستماع وتدوين رؤية قداسة البابا الوطنية أن هذا الكتاب عنوان لهذه الأمة العصية على التفريق ودليل دامغ على سماحة قداسة البابا وحسه الوطني الذي يغلبه دائمًا.
يضم الكتاب اثني عشر فصلًا يروي فيها قداسة البابا جانبًا من سيرته مُنذ مولده في مدينة المنصورة في 4 نوفمبر سنة 1952، مرورًا بدراسته للصيدلة وتخرجه منها، واختياره الرهبنة، وترسيمه أسقفًا، حتى اختياره بالقرعة وفق النظام الكنسي لمنصب البابا في 4 نوفمبر سنة 2012.
ويحكي قداسة البابا لأول مرة تفاصيل لقائه بالرئيس السابق محمد مرسي بعد توقيعه قرار ترسيمه، ومحاولات جماعة الإخوان التودد الظاهري للكنيسة، وتجاهلهم لشكاوى الأقباط ومخاوفهم، ثم تفاعل الكنيسة المصرية مع الشعب المصري ضد حكم الإخوان خلال ثورة يونيو، وكواليس مشاركة البابا لشيخ الأزهر في اجتماع الثالث من يوليو الشهير.
كما يكشف الكتاب كيف واجهت الكنيسة حوادث الإرهاب والاستهداف الممنهج من جانب جماعة الإخوان وأنصارها، وكيف ردت على محاولات الفتنة والوقيعة بين المصريين، وكيف واجهت حملات التشويه المتعمد ضد مصر في الإعلام الغربي، وفي إطار ذلك صك قداسة البابا عبارته الخالدة التي تناقلتها الألسن تقول “وطن بلا كنائس، أفضل من كنائس بلا وطن” مؤكدًا بها وحدة عنصري الأمة المصرية.
ويكشف الكتاب علاقة المحبة والتآخي التي ربطت قداسة البابا، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ اختير وزيرا للدفاع وحتى انتخابه رئيسا للجمهورية، وكيف نمت وتطورت وعبرت عن اتفاق وتفان في خدمة الوطن وأهله.
ويحكي قداسة البابا تفاصيل لقاءات عديدة له بمختلف القادة في العالم مثل الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث، والرئيس الفرنسي ماكرون، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، والرئيس الروسي بوتين، ورئيس سنغافورة توني تان، وعلى المستوى العربي الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة، والملك عبد الله بن حسين، ملك الأردن، والأمير صباح الأحمد أمير الكويت الراحل، والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس العراقي السابق فؤاد معصوم، والرئيس اللبناني الأسبق ميشيل عون، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، فضلًا عن لقائه التاريخي بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.